استفحل الدور الإيراني في العديد من الدول العربية وعلى رأسها العراق وسوريا والأردن ولبنان ، وبات من الواضح جلياً أن أي تدخل لها في أي قُطرٍ عربي فإن مآله خرابها وتفرق وحدتها وصفها وهيمنة أقليتها الطائفية المتشددة الموالية لها على الأغلبية من طوائفها المتعددة واستبعاد أي تهدئة أو استقرار لها بسبب تدخلها في شؤونها وقراراتها المصيرية !!
فدعونا نبدأ من بلاد الرافدين الذي فقد أمنه واستقراره منذ الاحتلال الأمريكي له عام 2003 وتسليمها السلطة لميليشياتها الطائفية وأحزابها الموالية لإيران لتصبح العراق فارسية الهوية والهوى بامتياز !!
لتعيث بعدها ميليشياتها المجرمة فساداً في كل العراق وتعلنها أمام الملأ بأنها حرب ثأر طائفية نتنة ضد كل أبناء السنة ومن سار على دربهم ، فدمرت المدن والقرى وشردت أهلها وقُتل الآلاف من السنة ولم يسلم حتى الأطفال والنساء من وحشيتهم ، وآخر حملاتهم البربرية تلك التي لا تزال حتى ساعتنا هذه تُشنُّ على أهل تكريت بدعم إيراني وبغطاء جوي أمريكي بدعوى أنهم يحاربون تنظيم الدولة الإسلامية بينما الحقيقة أنها أكذوبة يُراد منها تغطية جرائمهم ضد الأبرياء من أهل تكريت !!
وهذه النزعة الحاقدة لم تقتصر فقط على العراق وإنما انتقلت لِتُكمل خطة تأسيس إمبراطوريتها الفارسية المزعومة لتصل إلى أرض الشام وتكون أكبر شاهد على صور الحقد الفارسي على أبناء العروبة في سوريا وبالذات لكل من ينتمي للطائفة السنية !!
أربع أعوام خسرت فيها سوريا أكثر من ثلاثمئة ألف سوري أغلبيتهم من المدنيين الأبرياء ، كل هذا يحدث ببركات الدعم الإيراني لنظام بشار وحلفائهم الروس وبإسناد ميداني من حزب اللات والميليشيات العراقية الطائفية !!
مرت هذه السنوات الكبيسة والعرب لا يتحركون ساكناً أمام ما يعانية أهلنا في العراق والشام من ويلات وتحالف طائفي بغيض نتن وبمباركة وليهم الفقيه من طهران ومراجعهم وملاليهم في قم والنجف وكربلاء !!
ولم تقف هذه النزعة الحاقدة عند هذا الأمر فحسب وإنما تعدتها كثيراً لتكشف نوايا إيران التوسعية ومحاولتها أن تشكل طوقاً على الجزيرة العربية من الشمال ثم أخيراً في الجنوب من خلال أذنابهم الحوثيين في اليمن لنشهد أحقر تعدٍ لها على نظام عربي ذا سيادة وسلطة شرعية أدى إلى إحداث إنقلاب لا مثيل له من قبل ميليشيات صنعتها إيران ودعمتها بكل ما تملك ليتضاعف هذا الدعم ويكشف النوايا الفارسية في الإستيلاء على اليمن بعد انقلاب الحوثيين والمخلوع على السلطة في سبتمبر 2014 !!
ولعل إدراك السعودية ودول الخليج لمدى ما يتهدد أمنهم الإقليمي بعد هذا التعدي الإيراني السافر في اليمن واتخاذها الحزم بعاصفة الحزم كان مفاجأة غير متوقعة لهم لتيقنهم بأن الضمير العربي نائماً ولا يرغب أن يوقظه أحد !! لتشكل هذه المعركة التي قادتها السعودية بكل اقتدار وبدعم ميداني من قبل تسع دول خليجية وعربية وبإجماع دولي طوق نجاة لسلطتها الشرعية وشعبها المُسالم ، ومن المؤكد أن الحرب لا تقتصر على الجو وإنما سنشهد بعدها تدخلاً برياً حازماً ينهي هذه الأطماع الفارسية ويرميها في جوف بحر العرب !!
إيران وكما قال عنها الدكتور عبدالله النفيسي مُنهكة وأصابها الإعياء من جراء استنزافها لطاقاتها العسكرية في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وتعاني في الأساس من ثورات داخلية كسرت ظهرها وحاولت أن تُشغل العالم عنها بمساهمتها في تأجيج الفتن والمشاكل في الدول المجاورة لها وخاصة الدول العربية التي دائماً ما تتغنى بين الفينة والأخرى بأنها ليست إلا جزءاً من امبراطوريتها الفارسية المزعومة !!
وكما أنها تتدخل في الشأن البحريني وتدعم المعارضة الموالية لها وأسهمت في تعطيل الحياة السياسية في لبنان على يد حزب اللات الذي يتلقى أوامره من طهران ، فبات من الضروري معاملتها بالمثل من خلال دعم إخواننا الأحواز العرب الذي يتعرضون منذ عشرات السنين إلى اضطهاد عرقي لا مثيل له ويُحرم من أبسط حقوقه المعيشية ويُقتل منهم المئات كل عام بسبب وبدون سبب ، ولا ننسى شعب بلوشستان الذي أيضا يعاني من التعصب الفارسي ولا زال يكافح من أجل استقلاله عن هذا النظام الفاشي الذي أباد كل من لا ينتمي لعرقه ومذهبه ، ولا ننسى الأعراق الأخرى كالأكراد الذين لم يسلموا أيضا من اضطهادهم وحرمانهم من حقوقهم !! إذن عندما نتكلم عن هذه الأعراق فإننا لا نتحدث عن أقلية وإنما نتحدث عن عشرات الملايين الذين حرمتهم إيران من أبسط حقوقهم كمواطنين ، هذه الشعوب التي تعاني من الإضطهاد تعيش منذ سنوات طوال ثورات حقيقية تجاهلها الإعلام وغض العالم الطرف عنها ، فلا بد من دعمها حتى يعرفون أن الظلم لا يدوم وأن غطرستهم وتجبرهم ومساهمتهم في قتل الأبرياء سيكون يوماً ما وبالاً عليهم !!
ثورة الربيع في إيران قادمة لا محاله ولكنها بحاجة إلى دعم من اكتوى بنار تدخل نظامها الفارسي الصفوي في شؤونها ، وأعني بها دول الخليج وباقي الدول العربية التي شكّل لها هذا النظام خطراً محدقاً بها منذ قيام ثورتهم الخمينية ، وإن نجحت هذه الثورات فسنشهد بلا شك عودة حميدة للعراق والشام ولن يبقَ أمامنا إلا القضاء على خلاياهم النائمة بيننا وإقصاء كل من سولت له نفسه بدعمهم ووصولهم إلى مقام يجعلهم يتعاونون على دولهم ويتحالفون مع إيران ضد مصالحها القومية !!
فاصلة أخيرة
آن الأوان لامتلاك دول الخليج سلاحاً نووياً يكفيها شر الأشرار ويردع أي أطماع تحدق بها ، فليكن واقعاً وليس حُلُماً .