رغم خروجه رسميا من حكم اليمن لايزال علي عبدالله صالح الرقم واحد سياسيا وعسكريا في اليمن، فهو رئيس حزب المؤتمر وهو الحزب الأكبر في البرلمان اليمني، ولهذا الحزب الحضور الأكبر في الشارع اليمني، وهو أيضا من يتزعم الجيش اليمني من سلاح الجو الى الحرس الجمهوري إلى سلاح المدرعات، أي كامل الجيش الذي ظل متماسكا رغم ربيع البؤس العربي، الذي ضرب في اليمن فأطاح بصالح رسميا ولكنه استمر في خداعه وحيله الأقوى على الاطلاق في اليمن.. فهذا الماكر تمكن من خداع مجلس التعاون مرتين الأولى عندما تآمر مع المقبور صدام في غزوه للكويت العام 90، والمرة الثانية عندما امن له مجلس التعاون الخروج الآمن من ورطة الثورة في العام 2011..وان كان ما خدع إلا نفسه فمجلس التعاون كان يساعد ويغفر من اجل الشعب اليمني المظلوم الذي تاجر الماكر صالح بفقر هذا الشعب المظلوم.
والواقع أن المخلوع صالح هو من كان يدير المشهد السياسي والعسكري في اليمن، وما الحوثيون الا إحدى ادواته، فتوارى خلف الكواليس وجعل الحوثيين يصولون ويجولون على خشبة المسرح اعلاميا.. ومؤخرا اطلق اتباع القاعدة في المكلا واطلق مساجينها وسمح لهم بالسيطرة عليها ليرهب العالم كما فعل اثناء الثورة في العام 2011.
الغريب هو كيف يتحالف الحوثيون مع صالح وهو الذي شن عليهم ست حروب في اقل من عشر سنوات، وهدم بيوتهم وقراهم في صعده.. وكيف يثقون به وهم يعلمون انه الأقوى ويستطيع ان يبطش بهم متى اقتضت مصالحه؟
والأغرب هو كيف تسير وسائل الاعلام العربية والعالمية وفق إرادة صالح، وتصور الحرب التي يشنها التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى السعودية على انها حرب على الحوثيين بينما هي في الواقع على جيش صالح..؟ فإن كانت ميليشيا الحوثيين يقدر عددها بالآلاف فإن جيش صالح يقدر بعشرات الآلاف بما يزيد على المائة ألف جندي نظامي مدرب ومسلح بشكل جيد؟ ولمصلحة من يتم هذا التزوير البشع للحقيقة؟ ومن الذي يريد صبغ هذه الحرب بصبغة الطائفية؟ اعتقد جازما ان هناك طرفا خفيا يدفع بهذا الاتجاه بغية اشعال نار الفتنة الطائفية بين المسلمين.. وهو بكل تأكيد الذي يعظم من بعض التجاوزات التي تحدث في العراق ويريد أن يجعل منها هي الأصل.. وهو الذي قاتل بشراسة ليجعل من الحرب في سورية حربا طائفية.. انهم يا سادتي الماسونيون الملاعين، فهم أصحاب المصلحة الاكبر في إشعال نيران الفتنة الطائفية بين المسلمين.. فاتقوا الله يا ناس في انفسكم وفي دينكم وفي أوطانكم.. فهل من مدكر؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح