لماذا نزيد من إنتاجنا اليومي والأسواق النفطية متخمة والدول المجاورة في تسابق نحو المزيد؟!
منذ عام 2005 والقطاع النفطي يردد بأن هدفه الوصول إلى معدل إنتاج ثابت يساوي 4 ملايين برميل مع نهاية 2015 من النفط الخام، و3 ملايين برميل مع نهاية عام 2010. وحتى الآن لم نصل إلى معدل 3 ملايين في اليوم، وما زلنا عند 2.6 و2.7 مليون، وفق توجه المسؤول ومتحدث الساعة في القطاع النفطي.
ولماذا أصلاً نود أن نزيد من إنتاجنا اليومي من النفط والأسواق النفطية متخمة والدول المجاورة في تسابق نحو المزيد من الإنتاج، ومن النفوط السهلة، مثل العراق وايران؟! وهل أجرت المؤسسة دراسة حول توقعات معدل الطلب العالمي على النفط الكويتي؟
وكانت شركة نفط الكويت قد نشرت مع بداية الحديث عن تطوير حقول الشمال دراسة بأن إجمالي إنتاج الكويت من النفط الخام سيكون عند 3.47 ملايين مع نهاية 2020، ويكون إنتاج النفط من حقل برقان الكبير بمعدل 2.150 مليون برميل ونفوط الشمال بمعدل 840 الف برميل، وبزيادة إنتاج حقل المناجييش وام قدير 4 أضعاف الانتاج ليصلا إلى 480 ألف برميل.
وللوصول إلى معدل 4 ملايين يعني زيادة كلفة انتاج البرميل الواحد وبتقنيات عالية، وبالاعتماد ومساندة تقنية من الشركات النفطية العملاقة. وهذا ليس بيت القصيد، لكن هل الأسواق النفطية بحاجة إلى هذه الكميات؟ وما هي التوجهات المقبلة لأسعار للسنوات المقبلة؟ ولماذا لا نعيد الدراسة وبرؤية وسيناريوهات مختلفة؟
وحقيقة الأمر، إن القطاع النفطي لم يستطع حتى الآن الوصول إلى معدل 3 ملايين، على الرغم من خطة المؤسسة الوصول إلى هذا المعدل بحلول عام 2010 ومعدل 3.5 ملايين مع نهاية العام الحالي، مما يعني عدم قدرة وامكانية القطاع على الوصول إلى هذه الارقام من دون تعاقدات مع الشركات النفطية العملاقة.
ومن هذا المنطلق، أليس من الافضل على مؤسسة البترول ووزير النفط إعادة مراجعة خطط القطاع في زيادة إنتاج النفط الخام، مع المعطيالت الحالية من الطلب العالمي على النفط الكويتي، والتوقعات المستقبلية في اسعار النفط، آخذين بالاعتبار متطلبات الدولة للسنوات المقبلة من نفقات وسعر تعادلي مطلوب للنفط لميزانيات السنوات العشر المقبلة، واعادة النظر في الإنتاج المطلوب للنفط الكويتي؟!