النائب السابق وليد الطبطبائي، وهو بالمناسبة إمام المعارضة الجديدة، وزعيم دعاة الحرية والحكومة المنتخبة. النائب الطبطبائي كتب تغريدة قبل ايام نصها «عاصفة الحزم تعيد ذكرى اجتماع العرب وانتصارهم على جيش الفرس بيوم ذي قار قبل1400 سنة، وروي أن النبي قال عنه: ذاك يوم انتصفت فيه العرب من العجم»، هذا يعني ان إمام المعارضة يعتقد ان «الحرب» الدائرة حاليا هي بين عرب وعجم. او بين العرب وبين جيوش الفرس. وان العرب اتحدوا كما في يوم ذي قار لمحاربة الفرس المعتدين.
ليست هناك في الواقع مقارنة البتة بين معركة ذي قار، وبين «القصف» الذي يتعرض له بعض اهالي اليمن اليوم. اللهم الا في مخيلة العبقري امام المعارضة العتيد. ففي ذي قار هاجم الفرس العرب مما اضطر العرب للتجمع دفاعا عن النفس. وفي ذي قار اتحدت «القبائل العربية» لتنقذ المناذرة من بطش الامبراطورية الفارسية العظيمة في ذلك الوقت. بينما في الحرب الحالية لا تبدو المملكة العربية السعودية التي تمثل عرب ذي قار من وجهة نظر السيد الطبطبائي، لا تبدو بحاجة الى اي مساعدة، اللهم إلا الدعم الدبلوماسي والمعنوي، كي تتعامل مع الطرف المضاد.
وهنا نأتي الى المصدر الاساسي للخلاف، فالطرف المضاد ليس فارسيا ولا حتى اعجميا. بل بقليل من التصرف ليس عربيا ايضا. بل هم العرب العاربة، والطبطبائي ومن لف له من دعاة الطائفية هم مستعربون، وليسوا عربا قياسا الى من يحرض على ابادتهم اليوم. الذين يتعرضون للقصف -بحق او بدونه – فلسنا معنيين هنا بالاصطفاف خلف احد، هم عرب اصليون. وقبائل عربية اكثر عروبة واصالة من السيد الطبطبائي رغم هاشميته المدعاة. وليس ذنبهم انهم لم يتفقوا في المذهب او التعصب مع مذهب النائب الطبطبائي وبقية من جندوا انفسهم لجلد، وحتى حرق من اختلف معهم في العقيدة.
«الحرب» الحالية تجري بحجة دعم الشرعية واستعادة ارادة الشعب اليمني التي اغتصبت. صدقا كان هذا ام ادعاء. يبقى هدفا نبيلا -حتى لو لم يكن صادقا- قياسا الى التطرف والتعصب الذي يتسلح به البعض للتحريض ضد الشعب اليمني.
لقد اعمى التعصب الطائفي السيد وليد الطبطبائي. فجعله يتصور اقحاح العرب من اليمنيين فرسا بسبب مذهبهم. فيما اصبح، وهو المستعرب، عربيا فاخرا يتيه اصلا وفصلا على نجباء اليمن.