لكل بلد في العالم عاصمة سياسية واحدة تدار منها الدولة، إلا الشقيقة سورية فلها 3 عواصم لثلاث دول والخير لقدام، الأولى هي مدينة دمشق عاصمة نظام قمعي دمرت قراراته بلده وما يدعي الدفاع عنه، أي القومية واليسارية، في وضع قريب لما جرى في عراق صدام وليبيا القذافي مصحوب بنظام اقتصادي مشلول يقوم على سيطرة القطاع العام على مقدرات الدولة.
***
العاصمة الثانية المقامة على الأرض السورية هي مدينة الرقة مركز ما يسمى بالدولة الإسلامية (!!) ضمن دولة قمعية انتحارية تعمل على هدم الإسلام وقتل المسلمين وتشويه سمعتهم بالعالم تحت راية الحفاظ على الإسلام (!) فيما هو أشبه بالدولة الفاشلة والمتخلفة التي أنشأها تحالف طالبان والقاعدة في أفغانستان والتي أعادت ذلك البلد الى عصور ما قبل التاريخ، ولا توجد سياسة اقتصادية واضحة – إن وجد الاقتصاد أساسا – لنظام داعش لكونه قائما على الحروب الدائمة المتتالية والتدمير – لا التعمير – المصاحب!
***
العاصمة الثالثة هي مدينة قامشلي التي يظهر برنامج وثائقي لتلفزيون BBC أنها عاصمة لجمهورية علمانية لا تفرق بين الناس حسب أديانهم وأعراقهم وطوائفهم، ويظهر ذلك التقرير الذي بث قبل مدة قصيرة كيف تدافع تلك الجمهورية الفتية عن نفسها أمام هجمات قوات داعش التي تحيط بها والتي تنتهي كل مرة بانتصارها، حيث يشارك الجميع من رجال ونساء ومن كل ألوان الطيف الديني والعرقي في الدفاع عنها، والغريب ان وسائل الإعلام العالمية – عدا ذلك التقرير اليتيم – لا تغطي تلك التجربة الإنسانية الفريدة التي تعكس وجه التسامح السوري، بل تمتلئ بأخبار التجارب اللاإنسانية البشعة في دمشق والرقة وباقي أرض الشام!
***
آخر محطة: (1) هناك عواصم قائمة لجمهوريات مستقلة أخرى ضمن الداخل السوري مثل حماة وحلب والسويداء والسلمية واللاذقية وتكفي التجربة السورية لإظهار فشل انتفاضات ما سمي بـ «ربيع العرب» وإذا كان هذا ربيعنا فما هو حال.. خريفنا؟!
(2) لو توحدت منذ اليوم الأول جهود المعارضة السورية تحت راية الائتلاف الوطني السوري المعتدل والذي يقف على مسافة واحدة من جميع الأديان والأعراق لأمكن وخلال أشهر قليلة حل المسألة السورية، ولتم توفير أرواح مئات الآلاف ومنع تهجير الملايين الذين يسأل عنهم النظام والمعارضة المتوحشة أمثال داعش والنصرة!