كتب قبل أيام الكاتب الأميركي الأشهر توماس فريدمان مقالا عن دبي بعد زيارته لها ذكر فيه انها تشبه مانهاتن الأميركية، واضاف أنه يعتقد ان دبي هي سبب الربيع العربي، حيث ان انجازاتها المبهرة أحرجت واخجلت شعوب البلدان العربية التي حدث بها ربيع الاحباط والغضب.
***
ومن الظلم لامارة دبي تشبيهها بامارة مانهاتن بوابة أمة كبرى هي الولايات المتحدة والتي استغرق بناؤها قرونا عدة، بينما لم تكن دبي بوابة لاحد، بل هي من خلقت ذاتها وسط موقع جغرافي لا يساعد وصحراء لا زرع ولا ضرع بها، وضمن مقارنة منصفة نجد ان دبي اكثر تطورا وأمنا وأقل فسادا وضرائب وأطول مباني وأكبر اسواقا وأكثر ودا للزائر ونطحا للسحاب من منافستها الأميركية.
***
ومؤخرا سأل صديق لي رجل اعمال هنديا كبيرا عن سبب تركه لبلده واستقراره في دبي، وكانت الاجابة ان العصابات خطفت ابنه مرتين في دلهي طلبا للفدية بينما يلهو ابنه في دبي دون خوف، وقد احضر بسهولة ويسر موظفيه وعماله من الهند، كما ان الضرائب اقل والتصدير اسهل والبيروقراطية منعدمة، فما يحتاج لاشهر وسنين في الهند ينتهي في ساعات في دبي.
***
وسر نجاح دبي الذي لم يذكره فريدمان هو ان ساكنيها متفرغون للاقتصاد لا للسياسة ولو انصرف اللبنانيون والعراقيون والفلسطينيون والسوريون وبقية العرب للاقتصاد الذي يجيدونه وتركوا علم السياسة الذي يجهلونه تماما رغم ممارستهم له عقودا وقرونا لكانوا في احسن حال، ولكن هل سيسمح لهم بذلك ومن ثم تكرار تجربة دبي المزدهرة؟
***
آخر محطة: 1 ـ ما قاله الكاتب فريدمان في مقال كامل عن تجربة دبي والعرب قبل ايام ذكره احد ابنائي في سطر في تغريدة له بتاريخ 2/9، حيث ذكر نصا ان انجح ثورة في العالم العربي هي ثورة دبي الادارية التي يتمنى ان يرى ربيعها في وطنه.
2 ـ بدلا من تخبط بعض الادارات الجديدة في دول الربيع العربي التي لا تملك الخبرة في ادارة البلدان، لماذا لا ترسل، ودون خجل، الوفود لدبي للتعلم من انجازها المبهر ولن تبخل عليهم دبي بشيء؟