قرأوا علينا قصصه وحكاياته ونحن صغار التي أوردها على ألسنة الحيوانات والطيور إنه الشاعر والأديب الفرنسي جان دي لافونتين الذي عاش في القرن السادس عشر واشتهرت أعماله بلقب «أساطير لافونتين» واحدة منها تقول: « كان حمل صغير يشرب ذات يوم من جـدول ماء عذب فجاءه ذئب وخاطبه قائلا: كيف تجرؤ على تعكير الماء الذي أشرب منه؟.. فأجاب الحمل: كيف ذلك وأنا أشرب من الماء المتساقط في الأسفل وأنت تشرب من المنبع؟ فتنحنح الذئب وارتبك قائلا: هل تذكر إنك قد شتمتني في السنة الماضية؟!.. فقال الحمل: كيف يحدث ذلك وانا لم أولد ولم آت إلى هذه الدنيا إلا في هذه السنة؟!.. فرد الذئب: لابد أن أحد أقاربك منذ زمن بعيد قد شتمني»!!.. ثم هجم عليه وأكله!!.. عادت بي سنوات العمر في لحظة إلى زمن الطفولة حين ألقى على مسامعي مدرس الرسم أسطورة «لافونتين» عن «الذئب والحمل» من أجل تحويلها إلى لوحة بالألوان يرسم فيها الأطفال ذئبا شرسا جائعا نهما ومخادعا وهو يشرب من أعلى مياه النبع وبينما حمل صغير بريء مسالم يرتوي من أسفله عليه أن يقدم ذاته كوليمة حاضرة ..«بلا اعتراض»!!
قرأت بيانا طويلا صادرا من حكومة قطر «تشتكي فيه من أن مصر والإعلام في مصر والناس في مصر والشارع في مصر .. يشتمون الأسرة الحاكمة في قطر»!! قبل أن «يتفجر» بئر الإسلام ويظهر في قطر بعد الانقلاب عام 1995 لم يكن أحد في مصر والإعلام في مصر والشارع في مصر يشتمون الأسرة الحاكمة! قبل أن «تتفجر» براكين الديمقراطية وصناديق الانتخابات وحرية الشعوب ونضال الاحرار في قطر عام 1995 لم يكن أحد في مصر والإعلام في مصر والناس في مصر والشارع في مصر ..يشتمون الأسرة الحاكمة القطرية!! قبل أن يتفجر«تدين وثورية وإسلامية رئيس اتحاد علماء المسلمين» فضيلة الشيخ الدكتور القرضاوي في عام 1995 ضد «الإمارات» حكاما ومحكومين ويكتشف أنهم «يأكلون مثلما يأكل و..يشربون مثلما يشرب و.. يتغوطون مثلما يتغوط» لم يكن أحد في الإمارات والناس في الإمارات والشارع في الإمارات يشتمون الأسرة الحاكمة القطرية!! قبل أن «تتفجر آبار الإسلام الإخواني» في قطر ويرتفع «طربوش المرشد البنا» في عام 1995 على «غتر وعقل وعلم قطر» وعقب ثمانين عاما على زندقته لم يكن أحد في الإعلام المصري والإعلام الكويتي والإعلام التونسي والإعلام الليبي والإعلام السوري والإعلام الجزائري والإعلام البحريني والإعلام السعودي والإعلام اليمني يشتم أحدا في قطر أو يجلد ظهرا في قطر أو يقذف محصنا في قطر أو يلعن أحدا في قطر!!.
مصر «ضحية إخوان الشياطين» ليس عليها أن ..تتألم! شعب مصر ضحية الزنادقة «قطب والبنا والبلتاجي ومرسي وبقية كلاب النار» حرام عليها أن ..تبكي! إعلام مصر العاشق لوطنه وعروبته ليس عليه واجب الدفاع عن «كنانة الله في أرضه» ومسقط رأس زوج رسول الله «أم إبراهيم» وأهلها «أخوال» ابن خاتم الأنبياء والمرسلين بل عليه أن ينحني لغير ناسه ويسجد لغير..خالقه! «ذئب لافونتين» يتلذذ بشرب دماء المصريين فوق رمال «العريش» وشوارع القاهرة وأزقة أسوان ويغضب منهم لأنهم يحاولون وقف نزيف..وطنهم!! دعونا نقتل أولادكم ونحرق أوطانكم وندمر اقتصادكم لكن لا .. تشتموا الأسرة الحاكمة القطرية!!
***************************************************************************
أخر كلمة :
في 16و17و18 سبتمبر «أيلول» من عام 1982 جرت أحداث مذبحة «صبرا وشاتيلا» في لبنان ونشرنا في الصحافة الكويتية صورا مرعبة « كانت الأخف والأصلح للنشر دون غيرها» للضحايا فجاءني «قرضاوي كويتي» وهو يحمل عددا من صور القتلى المقتطعة من الجرائد ألقاها على مكتبي قائلا بغضب: « هذا كفر.. هذه زندقة.. هذا منكر لا يرضاه الله.. إنه إثم عظيم إنه..إنه»!! تراءى لي ان هذا «المتأسلم» يطلب سلاحا ليتوجه لقتال الإسرائيليين انتقاما لأرواح الفلسطنيين البريئة فإذا به يكمل قائلا لافض فوه ولا مات حاسدوه وهو يشير إلى جثة فلسطينية عجوز انتفخت لبقائها في العراء ثلاثة أيام وقد انحسرت عنها ثيابها قائلا: « انظر هل يرضيك أن تنشر الجريدة صورة عارية كهذه ظهرت فيها هذه الجثة وقد بان شعر .. عانتها»؟! «مبدأ القرضاوي الكويتي» هو نفسه مبدأ القرضاوي القطري الحالي: لا يهم قتل الأرواح.. أو يلتقط صورة .. لعورة جثة المهم .. أن لا يشتم أحد الأسرة الحاكمة القطرية أو تظهر «عانة» عجوز فلسطينية!!