مع التساقط السريع لمدن ومراكز كان يحتلها «داعش» تم الحصول على أوراق ووثائق مهمة عرضتها قبل أيام القناة الألمانية الناطقة باللغة العربية، وعملت توازيا معها لقاءات مع مختصين كبار للحديث حول تلك الوثائق المتضمنة نهج «داعش» وحساباته المالية.
***
ما اتفق عليه المختصون أن تنظيم داعش، أو ما سمي بـ «الدولة الإسلامية»، لا يملك أي خطة لبناء وإدارة الدولة بل ان هناك فقط مخططا دائما ومتصلا للتدمير والحرب والقتل والإعدامات وقطع الرؤوس موجهة للجميع بجميع فئاتهم وأعراقهم ودياناتهم ومذاهبهم، ففي النحر الذي يمارسه ـ الخارج تماما عن تعاليم الإسلام ـ لا فرق بين عربي او كردي، مسلم أو مسيحي أو ايزيدي، سني أو شيعي أو علوي، جيش سوري أو عراقي أو نصرة أو حرّ، فـ«داعش» يقوم بالقتل للقتل ذاته وهو في عداء شديد مع جميع مكونات شعوب المنطقة، مما يثير بذاته الشك والريبة.
***
وتظهر وثائق حسابات «داعش» الثراء الفاحش الذي يثير الريبة كذلك، ويطرح تساؤلا منطقيا عن «من أين لك هذا؟»، فالمسدس الذي لا يزيد سعره في الأسواق على مائتي دولار يشتريه حسب ما هو مدون في دفاتره بـ 6 آلاف دولار، والبندقية بـ 8 آلاف دولار، وسيارة النقل الصغيرة التي لا يزيد سعرها في العادة على 10 آلاف دولار بـ 37 ألف دولار، إضافة الى الرواتب المرتفعة للمقاتلين وهدايا الزواج والنحر والنصر.. إلخ. كما طُرح تساؤل محق عن كيفية وصول «داعش» بما يفترض أن يكون قدرات محدودة للشباب الاميركي والأوروبي والاسترالي.. إلخ. وتجنيدهم ثم إيصالهم لساحات القتال على بعد آلاف الأميال؟!
***
آخر محطة: أبدع ثم ودّع.. نتمنى للزميل العزيز عبدالرحمن الراشد التوفيق في مساره المستقبلي بعد تركه قناة «العربية» التي تسلمها عام 2004 وهي مولودة صغيرة وتركها فتاة أو قناة شابة تأسر الأنظار والعقول، وكل التوفيق للدكتور عادل زيد الطريفي، والمزيد من النجاح لقناة العربية والعاملين بها.