احمد الصراف

الفرق بين اللبناني والكويتي

“>أنهكت الحرب الأهلية لبنان على مدى 15 عاما، وأكملت الاضطرابات والتفجيرات والأوضاع الخطرة الأخيرة ما تبقى من أمان فيه. ويبدو أن أوضاعه لن تهدأ طالما بقيت نيران الحرب الأهلية في سوريا مشتعلة. ولكن على الرغم من كل ذلك فقد تمكن اللبنانيون من مسايرة الأوضاع الخطرة والتعايش معها وحتى الإبداع فيها، فحب الحياة لديهم اقوى من الرغبة في الاستسلام. فقد نجحوا مثلا، من بين أمور كثيرة، في تركيب عدادات وقوف عصرية وسهلة الاستخدام في مواقف السيارات، ومهمة هذه العدادات ليس في رفد ميزانية الدولة بالقليل من الموارد، بل المساهمة في إعادة اللبناني الى النظام والى دولة القانون من خلال ترشيد تصرفاته عن طريق محفظته، وهذا بالذات ما نحن بأمس الحاجة اليه في الكويت، فبغير فرض رسوم وضرائب ذكية ومدروسة لا يمكن تعويد المواطن على التصرف بطريقة سليمة، والتعود عليها.
اضطررت، خلال زيارتي الأخيرة الى بيروت، لمراجعة طبيب اسنان. أوقفت سيارتي في موقف بأجر، ووضعت ألف ليرة في عداد الوقوف مقابل ساعة. بسبب ضيق الوقت لم أرتب لأي موعد، بل دلفت لأول عيادة فاعتذر الطبيب بأنه مشغول، وفي الثانية قالت السكرتيرة إن البروفيسور «منو فاضي»، وفي الثالثة لم يكن هناك أحد، وفي الرابعة كان الطبيب يغسل يديه مغادرا، وما ان رأى إمارات الخيبة بادية علي وجهي حتى دعاني للدخول، فشرحت له أنني مسافر في اليوم نفسه، وبحاجة لتثبيت تاج لضرس مؤقت، وقع من مكانه! أجلسني على كرسي الفحص، وأدخل اصابع يديه في قفازين جديدين، وتفحص تاج الضرس، وقام بتنظيفه بأكثر من أداة ومبرد كهربائي، ثم عمل خلطة اسمنت، او صمغ، لغرض تثبيت التاج، وقال انها ستكون قوية. بعد انتظار قصير، وضع التاج في مكانه وطلب مني الضغط عليه لكي يلصق تماما، وبعد ثلاث دقائق نظف ما علق حول الضرس من شوائب، ونظف حوله بمبرد كهربائي، وتمنى لي الصحة والعافية. وقفت شاكرا وسألته عن الأجر، وانا الذي أطلت يومه، فقال إنه لم يقم بشيء يذكر ورفض بإصرار أن يتقاضى شيئا! شكرته بحرارة، وتركت العيادة وذهبت الى مكان إيقاف السيارة ففوجئت بأنني وضعت مبلغا يزيد على الضعف عما كان يجب، فقد انتهت عملية تثبيت الضرس خلال 20 دقيقة، ولا يزال بإمكاني الوقوف لأربعين دقيقة أخرى! نعم، سررت لعدم دفع شيء مقابل تركيب الضرس، ولكني انزعجت لوضع مبلغ زاد على المطلوب في العداد! وهذا هو الفرق بين اللبناني والكويتي!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

من أجلكم.. لا من أجلنا

بعيداً عن الاصطفاف السياسي أناقش اليوم موضوع سحب السفراء!

لن أبالغ ان قلت ان خبر سحب السفراء من قطر كان مفاجئاً لجميع ابناء الخليج، حتى المهللون لهذا الاجراء من مؤيدي الانقلاب في مصر لم يكونوا يتوقعون ان تصل الامور الى هذا الحد! فسحب السفير وقطع العلاقات الدبلوماسية لم يحدثا حتى عندما تدور الحرب بين الطرفين، فها هو طاغية العراق صدام لم يقطع علاقاته بايران إلا في السنة السابعة للحرب معها! لذلك ما حدث بين دول مجلس التعاون أمر جلل، خاصة اننا نسمع من يقول ان هناك خطوات لاحقة مثل اغلاق الاجواء ومحاصرة قطر كما تُحاصر غزة اليوم! متابعة قراءة من أجلكم.. لا من أجلنا

سامي النصف

في حل الخلاف الخليجي!

منذ تفجر الخلاف على الحدود السورية ـ العراقية عام 1923 وحتى الخلاف الخليجي الأخير مرورا بالعشرات من النزاعات الأهلية داخل الدول العربية أو الاشتباكات والحروب خارج حدودها بين بعضها البعض لم يثبت قط أن التدخل الفردي القائم على نهج الفزعة العشائرية وحب الخشوم استطاع أن يحل إشكالا قط أو يمنع تدهوره.

***

ونحن في الكويت الأكثر علما وخبرة في هذا الأمر فمع بدء الإشكال مع صدام عام 90 قامت جهود توسط فردية عربية بيننا، إلا أن الأمر انتهى بتحول الخلاف السياسي الى اعتداء عسكري وغزو غاشم، بينما نجح تدخل منظومة الجامعة العربية عام 1961 ابان مطالبات قاسم وإرسال الجنود الى الحدود الكويتية ـ العراقية بتحوله الى نزاع بارد لم تسفك فيه الدماء ومرة ثانية كان تدخل منظومة الأمم المتحدة عامي 90 – 91 هو الذي تكفل بتحرير بلدنا ومنع الاشكال من أن يصبح قضية دولية مزمنة أخرى.

***

لذا نرى أن يرفع الخلاف الخليجي ـ الخليجي بدءا الى الجامعة العربية والى القمة العربية القادمة في الكويت، ولدى الجامعة العربية في بروتوكول الاسكندرية (1944/9/25) وميثاقها الموقع في (1945/3/22) ومادته الخامسة ما يكفل وجود الوسائل الكفيلة بحل إشكال الاخوة أو على الاقل منع تدهور الأمور الى ما لا تحمد عقباه.

***

آخر محطة: (1) وسائل حل الخلافات والنزاعات بين الدول عديدة ومتنوعة منها «التحكيم الدولي» و«التحقيق» و«التوسط» والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة «ولجان المساعي الحميدة» و«التوفيق» ورفع الأمر بالتوافق للمنظمات الدولية كمحكمة العدل الدولية أو الاقليمية كالجامعة العربية وأمانة مجلس التعاون ومنظومة دول عدم الانحياز والمؤتمر الإسلامي.. إلخ.

(2) نرجو أن تشهد قمة الكويت استكمال إجراءات محكمة العدل العربية التي وافق عليها وزراء العدل العرب مؤخرا والموجودة في الديباجة منذ عام 45، ومثل ذلك تعديل ميثاق الجامعة العربية ومواده ليعطي مجلس الجامعة حق التدخل في النزاعات العربية لتسويتها دون انتظار موافقة أطرافها، مادام كان هناك تهديد للأمن العربي مع فرض جزاءات وعقوبات على الدولة التي ترفض الانصياع لقرارات الجامعة العربية.

 

سعيد محمد سعيد

مناصبكم… لا تستحقونها!

 

ولو عن طريق الخطأ، لنسأل: «ترى، لماذا لا تتم إقالة المسئولين المفسدين في حكومات العالم العربي والإسلامي مضافاً إليها بالطبع، دول العالم النامي؟ ولماذا لا نسمع أو نرى أو نشاهد إقالة وزراء أو مسئولين كبار متورطين في قضايا الفساد على مستوى دول الخليج العربي؟».

ولماذا يتحسر المواطن العربي حين يتابع في نشرة أخبار أو يقرأ في صحيفة عن رئيس وزراء أو وزير أو محافظ أو رئيس حزب، استقال من تلقاء نفسه لخطأ جسيم وقع في فترة إدارته، ويغمغم وهو يتابع: «اييييه… تعال شوف اللي عندنا.. وزارة أبوهم».

قبل أيام، تناقلت بعض وكالات الأنباء خبر استقالة أحد كبار المسئولين في حكومة رئيس الوزراء الإيطاني ماتيو رانتسي لاتهام ذلك المسئول، وهو أنطونيو غينيتل، بأنه مارس ضغوطاً على صحيفة محلية (حتى لا تنشر مقالاً يتعلق بابنه).

حسناً، البروفيسور السوداني عباس محجوب محمود، تناول بالبحث عنوان «أدب الاستقالة»، فمن بين ما كتبه هذا النص: «ذكر لي أحد الإخوة عن واقعة في بريطانيا في ستينيات القرن الماضي وفي أقصى شمال بريطانيا حيث تراكمت نفايات الفحم الحجري في منطقة ما نتيجة خطأ أو إهمال من جانب المسئولين من تلك المنطقة – مثلما يحدث عندنا دائماً- ما أدى لتراكم النفايات لعوامل مناخية مختلفة، وزحفت النفايات على مدرسة للأطفال فنجم عن ذلك خسارة كبيرة ما دفع رئيس مجلس إدارة الفحم أن يقدّم استقالته وهو في لندن باعتباره المسئول الأول عن هذا الحدث الذي وقع في مكان بعيد عنه وفي إحدى إداراته. ومع أن رئيس الوزراء لم يقبل استقالته إلا أنه أصرّ عليها، ولعل هذا ما دفع وزير الصناعة في السودان عبد الوهاب عثمان للاستقالة من الوزارة حيث أعطى درساً في تحمل مسئولية الإخفاق مع شهادة الجميع بأنه لا يتحمل مسئولية ما حدث في غير ولايته، والكثير ممن يستحقون الإقالة لإخفاقاتهم المتكررة وفشلهم يجازون بالنقل إلى موقعٍ ناجحٍ لممارسة هواية الفشل والإخفاق وتحطيم ما بني، بل تدعيم عدم المعرفة لما هو مطلوب منه أو مطلوب أن يتعلمه بقاعدة التكرار وسيلة من وسائل التعلم للشطار (…)، وبالمناسبة «الشاطر» في اللّغة العربية هو «من أعيا أهله خبثاً».(انتهى الاقتباس).

أليس في ذلك كلام عجيب جميل موجز؟ حسناً، إذا تجاوزنا المعادلة التي أفرزتها الأزمة، وتشظياتها وتبعاتها بين السلطة والموالاة والمعارضة، وصرفنا النظر عن الآثار السلبية التي نتجت عن الممارسة برمتها، والتصنيف برمته، سيبقى أمامنا تصنيفٌ آخر على المستوى الشعبي، أي بين عامة الناس في البلد لتصنيف بعضهم البعض أيضاً بين مواطن شريف «مع الحكومة» وآخر عميل «ضد الحكومة»! تصنيفٌ تبدو معادلته في قمة السخف.

والأكثر من ذلك، بل الأصعب والأشد تأثيراً، أن هناك بقعةً سوداء للغاية… يفضل من يحسب نفسه على الموالاة الحديث عنها إلا من وراء «جدار»! فيما هي متكررة بوضوح وجرأة وصدق وحماس على لسان أتباع المعارضة، وهي أن هناك مسئولين لا يستحقون البقاء في مناصبهم… أبداً! فلا هم متمكنون من إدارة أعمالهم وخدمة الوطن والمواطن بالشكل الذي يخلصون فيها للثقة، ولا هم يستطيعون حتى الوفاء بأبسط تصريح أو كلمة تصدر عنهم، ولا هم بقادرين على تغيير السلبيات المتراكمة في قطاعاتهم، إلى تحولات إيجابية.

إن المشكلة كبيرة، وكل الدول التي تحترم مسئولية صيانة الوطن وحماية حقوق المواطن، تبحث عن الأكفاء والمخلصين من ذوي التاريخ الوطني المشرف والناصع البياض، لتنصبهم في مواقع إدارة الدولة، وإن وجدت فيهم من ليس بكفؤ لتحمل المسئولية أزاحته، لا سيما أولئك من طراز (الوزارة وزارة أبوه)، فيحوّلها إلى (جهد جبار) من الإنجازات بتحكم أهله وحمولته ومن يعز عليه.

على أي حال، لن نفتأ نتحدث عن حقيقة الوضع الذين يعيشه المواطنون في البلد، فمن الصعب مراضاة الحكومة بالتطبيل والتصفيق الدائم، لأن في ذلك خيانة للوطن! من جهة أخرى، لا يعني أن انتقاد الحكومة، لابد وأن يأخذ الشكل العنيف القاسي الذي يربك الأوراق ويؤثر حتى على المنهج الوطني السلمي، فوضع اليد على مواطن الخلل والتقصير والتجاوز والفساد هو أمر مطلوب مع أنه لم يجدِ نفعاً طوال السنوات الماضية! وهذه حقيقة مرّة، لكن لا يجب أن يبقى الحال بلا (ديناميكا) تخرجنا من ذات المنهج والأسلوب والصدام والخلاف والتأجيج والطائفية ودعوات القتل والاحتراب وإشعال العلاقات، ثم يظهر من يتباكى على النسيج الوطني والسلم والوحدة الوطنية.

ولنبق في حدود رأي الشارع البحريني، فالغالبية العظمى من المواطنين أصابهم اليأس، ونقصد هنا يأسهم من أن تتبدل الأحوال إلى الأفضل. والسؤال الأصعب هو: من الذي لديه القدرة على تغيير ذلك اليأس والتحوّل إلى الأفضل مترجماً على أرض الواقع؟

والجواب البديهي: هي السلطة قطعاً! أليست هي من تستطيع فتح وإغلاق باب الرياح كما تريد؟.

عبدالله غازي المضف

فداوية!!

خليجنا واحد.. ليلهج بها لساننا فوق كل جرح! دعونا نرقب قناة الجزيرة وما تصنعه ونقول: خليجنا واحد! القرضاوي؟ لن يستفزنا بعد اليوم! فقط لنقرأ جميعاً قول الخالق العظيم عز وجل: «وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا» وننسى القرضاوي وفتنه وحزبه ووجهه ونقول عندئذ: خليجنا واحد! فتلك قطر الحبيبة التي نعشق ترابها وشعبها فردا فردا ولن نقول سوى سحابة صيف وتعدي باذن الله.. لكن تعالوا شوي لنتكاشف معا ايها الكويتيون: علامهم ربع المعارضة «الكلكجية»؟ لِمَ كل هذه الفزعة غير المسبوقة لقطر؟ ما هذا الاعجاب والانبهار والتطبيل والتملق والموت بالدفاع عن سياسة قطر؟ ما تلك النوبات الهيستيرية التي ضربت رؤوسهم في تويتر؟ عسى ما شر يُبه؟ نحن وان كنا نحترم مشاعركم الرقيقة والمرهفة تجاه قطر الشقيقة: لكن ماذا عن حقوق الشعوب والحريات والدساتير التي انبح حسكم وانتم تنادون بها في الكويت؟ اين تبخرت خطاباتكم الاسطورية عن قمع الحريات؟ ما هو حال سجناء الرأي؟ الشعراء؟ طيب شلون على تطبيع العلاقات مع اسرائيل؟ اهو حلال اذن؟ وهل يتماشى ذلك التطبيع مع مطالبكم هنا بتغيير المادة الثانية من الدستور؟ هل هذا هو الحلم السياسي الذي صدعتم به رؤوسنا في ساحة الارادة؟ ام انكم احرار على النظام في الكويت، وفداوية للغير؟ نستهبل على بعضنا يا جماعة الخير؟! متابعة قراءة فداوية!!

عادل عبدالله المطيري

بوتين والشقراء الأوكرانية

على الإطلاق لم يكن الصراع السياسي في جمهورية أوكرانيا جديدا، بل تعود جذوره إلى ما يسمى (بالثورة البرتقالية) التي انطلقت في أواخر نوفمبر 2004، احتجاجا على الفساد الذي شاب انتخابات الرئاسية آنذاك.

وكان طرفا النزاع السياسي آنذاك هو الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي للروس، والطرف الآخر هي الزعيمة يوليا تيموشينكو وحليفها شينكو.

زورت الانتخابات الأوكرانية في عام 2004، وخرج المتظاهرون الى الشوارع وطعنوا في نتائج الانتخابات الرئاسية واستطاعوا تسلم زمام السلطة.

ولكن كعادة الثوار بدأ النزاع بين حزب الزعيمة يوليا والرئيس الجديد شينكو وفقدا الكثير من شعبيتهما حتى جاءت الانتخابات الجديدة والتي حسمت لصالح غريمهما (يانوكوفيتش) الذي انتقم بدوره من (يوليا) شر انتقام ولفق لها تهمة فساد تعود للتسعينيات عندما كانت تمارس التجارة وأودعها السجن!

وحتى في الأزمة الأخيرة تستمر نفس اسماء اللاعبين الأساسيين – يانوكوفيتش مقابل يوليا – ولكن هذه المرة القوة مع يوليا، حيث استطاعت الاغلبية البرلمانية الموالية لها من ان تصدر تعديلا على قانون الجزاء استفادت منه وخرجت من سجنها لتقود الشارع ضد خصمها الذي عزله البرلمان من منصبه ايضا!

الشارع الأوكراني مازال منقسما بين اغلبية تؤيد الاتفاقية التي ستدخلها ضمنيا مع اوروبا، وبين اقلية ترفض ذلك وتأتمر بأمر الروس بقيادة الرئيس المخلوع!

السؤال المطروح هل تستطيع الشقراء الأوكرانية يوليا تيموشينكو ان تهزم بوتين ورجاله في كييف؟

يعلم الأوروبيون والأميركيون انها هي الوحيدة التي تستطيع قيادة المعارضة في وجه الروس، فهي بحق كانت ملهمة الثورة البرتقالية سابقا.

ولكن هل يقبل الروس بسقوط دولة ملاصقة لها في نفوذ الغرب، وما مصير اهم قواعد الاسطول البحري الروسي في شبه جزيرة القرم التابعة حتى الآن لجمهورية أوكرانيا؟

ختاما – تدرك روسيا التوجهات الشعبية في أوكرانيا والتي تؤيد الانضمام الى أوروبا ولكنها تصعد الأمر عسكريا للوصول إلى الحد الأدنى وهو انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا لضمان سيطرة البحرية الروسية على البحر الاسود.

يدرك بوتين جيدا الحكمة القديمة التي تقول (في الأزمات ابحث عن المرأة) والمصيبة الأكبر عندما تكون المرأة شقراء وتلف جدايلها بطريقة محترفة كما تلف خصومها السياسيين على انفسهم حتى يتساقطوا.

 

حسن العيسى

المشكلة هي أنتم

طبيعي لا أحد يرضى بالاعتداء على مخافر(نا) ورجال شرطة (نا)، هذا كان الرد المفروض على التساؤل الاستغرابي لوزير داخلية (نا) عندما سأله بعض نواب مجلس أمة (هم) حول التعسف في اعتقالات وحبس البدون المتظاهرين على بحبوحتهم المعيشية، واستقرار مراكزهم القانونية في دولة الوعد والتنفيذ الحازمة. لكن أيضا، يمكن لأي مواطن مهموم بقضايا الدولة المزمنة (وما أكثرها) أن يتساءل ما إذا كان شيخ (نا) وزير الداخلية محمد الخالد يرضى بسلطة هو أحد أركانها تَعِد ثم تخلف، تتعهد و"طق الصدر" ثم تتنكل، وحساب الوعود بحل قضية البدون وإن كان له بداية من أول سبعينيات القرن الماضي، مثلما ذكرت الزميلة ابتهال الخطيب قبل ثلاثة أيام بمقال (تربية) فليس له نهاية، طالما هذه السلطة هي ذاتها لم تتغير منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
كم مرة وعدت السلطة بحل قضية البدون بحلول قانونية او إنسانية، تم تنكلت، وكم مرة قرأنا أخباراً عن "محاولة" حل أزمة البدون! كي تطوى في ما بعد في أدراج الإهمال والنسيان.
 خذوا مثالاً على تلك الوعود… في يناير 2012، نقلت "بي بي سي" خبراً على لسان  وزير الداخلية السابق أحمد الحمود أن "أوامر عليا" بتجنيس عدد البدون من العسكريين، ومن حملة إحصاء 65 ومن لهم أقارب كويتيون… ماذا حدث بعد مضي أكثر من سنتين من الأوامر العليا، لا شيء، ولن يحدث شيء، لا في معضلة البدون ولا في أي قضية أخرى أدمت وتدمي هذا الوطن.
 العنف كتعيبر اجتماعي لواقع مزرٍ مرفوض، لكن كيف يمكن للسلطة أن تقنع آلاف المحبطين من البدون بأنها جادة في حل ازمة هوياتهم! فقد مضى أكثر من أربعة عقود على الوعود الفارغة، والتي تؤكد عدم جدية السلطة في إنهاء معاناة بدون الكويت، مادامت هناك قناعة بأن معظم البدون يحملون جنسيات أخرى وأن انتماءهم للوطن مشكوك فيه، مهيمنة على أفئدة أهل القرار وعلى من حولهم من أصحاب الذكر الكريم… هذا لا يبرر العنف ولكن قد يفسره، وتوهم السلطة نفسها متى اعتقدت أن عصيها وقسوتها هي الحل، المشكلة ليست في البدون، المشكلة هي أنتم من البداية للنهاية.

احمد الصراف

فريق «سما» الإنساني

أن تكون متدينا فالأغلب أنك ستكون طيبا ورحيما مع من ينتمي لدينك، أو بصورة أدق لمذهبك وطائفتك، وبصورة أكثر تحديدا، لمن ينتمي لعرقك نفسه أو وطنك ذاته، وليس ذلك بغريب، فهذا ما ارتاح له المتدينون! ولكن أن تكون إنسانيا فهذا يعني أنك ستكون طيبا ورحيما مع شريحة اكبر بكثير، بصرف النظر عن عرقها، دينها أو لون بشرتها! وبالتالي نحن بحاجة لأن نكون إنسانيين أكثر، ومتشددين دينيا أقل.

***
اعتاد ابناؤنا منذ سنوات القيام بعدة نشاطات خيرية لمساعدة هذه الجهة أو تلك، ومن ضمن أنشطتهم المشاركة، مع منتمين لجنسيات وديانات مختلفة أخرى، في بناء أو ترميم بيوت الفقراء في مناطق منكوبة أو فقيرة في أفريقيا وآسيا. وقد سألتهم مؤخرا، مع ازدياد مشاركاتهم في تلك الأعمال الخيرية «الحقيقية» عما يدفعهم للسفر بالطائرة لعدة ساعات، والغياب لأيام طويلة، والانتقال من مطار لآخر ومن سيارة لحافلة للوصول لأهدافهم، وهنا في الكويت من هم بحاجة، ربما اكثر، لجهودهم؟ فقالوا بأن الأمر ليس بتلك البساطة، فما يقومون به لا يتعلق فقط بالجانب الخيري، بل بجوانب إنسانية عميقة تتعلق بالتواصل مع المشاركين الآخرين، الذين يأتون من عدة دول وينتمون لعشرات الجنسيات، ويمتلكون مختلف المهارات المطلوبة والذين لا نوازع جنسية او عرقية أو دينية تدفعهم لتجشم كل ذلك العناء غير محبتهم لإخوتهم البشر، واستعدادهم للتطوع من دون منة ولا ابتغاء أجر! وتقول سما الوسمي، زوجة ابننا محمد، وهي إحدى المشاركات في مثل هذه الأنشطة، بأن وجودها وزوجها ورفاقها في تلك المناطق المحرومة، لا يعني مد يد العون لبناء بضعة منازل، أو ترتيب قروض صغيرة، بغير فوائد لتجهيزها، بل يهدفون أيضا لخلق روح التعاون بين ابناء القرية نفسها، فعندما يرى هؤلاء من جاء من بعد آلاف الأميال لمساعدتهم في الحصول على بيت، لا يكلف بناؤه عادة 3000 دولار، فإن هذا يخلق فيهم حب الخير والعمل الجماعي والتطوع من دون مقابل. وتقول انها ورفاقها على استعداد للقيام بمثل هذه المشاريع في الكويت وغيرها من الدول العربية، متى ما توافرت لهم البرامج اللائقة وتسهيلات الدخول والإقامة، وتحديد الأماكن المطلوب العناية بها، وكل هذه الأمور تحتاج لجهود كبيرة من مؤسسات غير حكومية، ومتطوعين «إنسانيين»، وهذا ما تفتقده مجمعاتنا بشكل صارخ!
وتستطرد سما قائلة بأن فريقها مكون من 24 فردا، غالبيتهم غربيون، وأنها اختارت هذه المرة التطوع لبناء بيوت في الهند لرد الجميل لمئات الآلاف منهم الذين سبق أن ساهموا، ولا يزالون، في بناء الكويت!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

إلى الأستاذة الفاضلة سعاد المعجل(4)

فندنا في الاجزاء الثلاثة الماضية عددا من اتهامات خصوم الاخوان للجماعة باستخدام العنف والتصفيات ضد خصومها السياسيين، رغم ما عانته الجماعة من اتباع انظمة الحكم التي عاصرتها لاساليب يندى لها الجبين من القسوة وشدة التعذيب وانتهاك ابسط حقوق الآدميين. فقد تمت تصفية قيادتها، ابتداء من الامام الشهيد 1949، مرورا بالستة الاخيار 1956، الى سيد قطب وزملائه 1966، ومن كتبت له الحياة ظل قابعا في السجون عشرات السنين، فان حدث وخرج في عهد السادات عاد اليها في عهد مبارك، حتى ان القاضي الذي كان يحاكم المرشد واخوانه بعد الانقلاب الدموي عندما قال ليعلم الجميع انني خبير في ممارسة عملي في هذه القاعة منذ ثلاثين عاما، رد عليه المرشد بقوله وارجو ان تعلم انني خبير في الظلم الذي يمارس في هذه القاعة منذ اكثر من ستين عاما! ومع هذا يأتي اليوم من يعتدي على الحقيقة والتاريخ، ليقول لنا ان الاخوان كانوا يمارسون العنف! متابعة قراءة إلى الأستاذة الفاضلة سعاد المعجل(4)

علي محمود خاجه

المليفي… اسمعني

  في كل مدرسة هناك مجموعة من المشاغبين غير المبالين بالدراسة لطبيعة تكوينهم ونشأتهم أحياناً، ولصغر سنهم وعدم إدراكهم ما يتطلبه المستقبل، وما يوفره التعليم لهم من ضمانة جيدة نسبياً في الحالة الكويتية لمستقبل أفضل.
عموماً، لنأخذ حالة طالب مشاغب افتراضي، ونتدرج في مستقبلها للوصول إلى ما أهدف إليه، فهذا الطالب يبدأ دوامه المدرسي متأخراً عن بقية الطلبة، فقبل الذهاب إلى المدرسة يكون في الجمعية القريبة منها لتناول الإفطار ومجالسة الأصدقاء، ليذهب إلى المدرسة بعدها متجولاً بين الفصول يحضر في بعض القاعات وينام في أخرى، يفتعل المشاجرات وبعض المقالب مع الطلبة والمعلمين أحياناً.
 وحين انتهاء اليوم الدراسي يستكمل التسلية والترفيه، خارج المنزل أو داخله لا يهم، بشرط ألا يلمس الكتب المدرسية، وعندما يحين موعد الاختبارات تبزغ عبقريته من خلال ابتكار وسائل الغش أو الاستمرار في الوسائل التقليدية السابقة، وفي نهاية العام الدراسي قد يتجاوز سنته بنسبة نجاح متدنية أو يعيد السنة ويكرر أنشطته، وتستمر هذه المسألة مع طالبنا المشاغب الافتراضي إلى أن يتخرج في الثانوية بنسبة نجاح متدنية.
بعد تخرج الثانوية تبدأ رحلة البحث مع طالبنا المشاغب عن مؤسسة تعليمية ينوي استكمال تعليمه فيها للحصول على وظيفة أفضل وراتب أكبر، ولأن نسبة نجاحه متدنية فالخيارات المتاحة له هي التالية: كلية التربية الأساسية التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والنسب الدنيا للقبول فيها 65% للذكور، وكليات الآداب والشريعة والعلوم وتبدأ نسب القبول فيها من 75%.
يُقبل طالبنا المشاغب ذو التحصيل العلمي المتواضع في كلية التربية الأساسية ليتخرج في تلك الكلية بعد سنوات حاصلاً على شهادة البكالوريوس، ويكون سوق العمل الأساسي له هو وزارة التربية، وتحديداً العمل في مجال التعليم، ليعود بذلك طالبنا المشاغب إلى قاعات المدرسة وأسوارها مجدداً، ولكن من باب آخر وهو باب تعليم الأجيال وتربيتهم وغرس العلم والمعرفة في نفوسهم.
وفقاً للعقل فإن قصة طالبنا المشاغب لا تعد إلا نكتة طريفة في الدول المتحضرة التي تسعى إلى التقدم والازدهار في جانبها البشري على الأقل، ولكنها واقع نعيشه في الكويت ونتأمل من خلاله أن تتحسن الأوضاع.
 تلك الحكاية هي جزء أساسي من تخلف التعليم وهروب الكويتيين من التعليم العام واللجوء إلى التعليم الخاص أملاً في تعليم أفضل للأبناء ومستقبل أفضل لهم.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنني لا أعمم حالة طالبنا المشاغب على جميع المعلمين، فهناك من يجتهد منهم ويعمل بإخلاص منذ الصغر للوصول إلى تلك المكانة الرفيعة وهي مكانة المعلم، كما أن بعض الطلبة المشاغبين سابقاً يقوِّمون مسارهم مع مرور الأيام ويحاولون تجنيب الأجيال القادمة السير في المسار الخطأ.
لكن أن يكون السلك التعليمي تحديداً هو ضمن النسب الأقل قبولاً في مؤسساتنا التعليمية العليا فهو بكل تأكيد سيؤدي إلى تردي المستوى لأنه سيرحب بالجيد والرديء والنتيجة تكون مستقبلاً أسوأ.

خارج نطاق التغطية:
لفت انتباهي مؤتمر صحافي عقد أخيراً للرئيس التنفيذي للشركة الكويتية لنفط الخليج تضمن الحديث عن بعض المشاريع المستقبلية والوعود النفطية في منطقة الوفرة دون تبيان آلية تحقيق تلك الوعود وكيفية الوصول إليها، وهو مثال للأسف على كلام معظم مسؤولينا الإنشائي الخاوي، دون تحديد سبل الوصول إلى ما يعدون به.