احمد الصراف

صاحب البسطة والقطامي

ولد جاسم القطامي عام 1927 ودرس في الشرقية والمباركية قبل أن يرسل إلى القاهرة عام 1948، التحق هناك بكلية الشرطة وتخرج ضابطاً عام 1952، وأرسل بعدها إلى إنكلترا لدراسة التحقيقات الجنائية، ثم عاد إلى الكويت وعين مديراً للشرطة. كان له موقف لافت عام 1956 عندما رفض أوامر التصدي لتظاهرات الأهالي، واستقال من الشرطة.
عمل بعدها مديراً لشركة السينما، ولكن نشاطاته السياسية أثّرت في عمله فاستقال منه، وبقي بلا عمل لبضع سنوات، إلى أن استدعاه الشيخ عبدالله السالم وعيّنه مستشاراً له. وبعد الاستقلال عيّنه الشيخ صباح السالم، عام 1962، كأول وكيل لوزارة الخارجية، ولكنه استقال من منصبه لاختلافه مع الوزير. اختير بعدها عضواً في المجلس التأسيسي، وانتخب عضواً في مجلس الأمة. وفي بداية السبعينات أسس حركة التجمع الوطني، بعد خلافه مع حركة القوميين العرب. وخاض انتخابات مجلس الأمة الكويتي بعدها، وحلّ بالمركز الأول، واستقال، وشارك في انتخابات مجلس 1967 وخسرها، وشارك في انتخابات عديدة تالية فاز في أغلبيتها. وكانت آخر محاولاته عام 1992، التي خسرها، ليصبح بعدها رئيساً للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ورئيس الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، قبل أن يتركها، ويقعده المرض، ويغادر دنيانا عام 2012 تاركاً وراءه إرثاً كبيراً، وسمعة طيبة ومواقف مشهودة، فقد رفض رغد العيش وعاف جلال المنصب، وضحى بالكثير ليبقى على مبادئه، وبالتالي حورب في عمله وتجارته ومنع من السفر، ولكنه بقي صامداً وفياً لما كان يؤمن به. وكان كلما التقى بي يثني على كتاباتي ويحثني على الاستمرار.
شخصية المقال الثانية هي «س.م.ال..»، والتي لا يجمعها بجاسم القطامي غير سنة الميلاد والوفاة، برزت هذه الشخصية للعلن عندما طلبت لجنة حكومية تفاصيل عن حياته، وكان هذا ما تم تزويدها به: حصل والدنا «س.م» على إجازة القيادة عام 1959، واستخرج جنسيته عام 1962. وعمل في بسطة والده في سوق الخضار. درس في المدرسة الجعفرية، وتركها ليعمل سائقاً في وزارة الصحة، عاد ليدرس في المعهد الديني، ولكنه ترك الدراسة وعاد إلى الصحة مسؤولاً عن كراج النقليات، قبل أن يتقاعد ويعمل في سوق الأسهم. كوّن ثروة من المضاربة في شراء وبيع الجنسيات، وفتح ديوانية كانت تشتهر بسخاء ما يقدم بها.
وهنا قبلت اللجنة المختصة طلب أسرته بإطلاق اسمه على الشارع الذي تقع فيه «ديوانيته»! وما زال محبو جاسم القطامي بانتظار إطلاق اسمه على شارع آخر قريب منه!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

السيسي رئيساً مليحاً

شعار حملات مرشحي الرئاسة في مصر بسيط وسهل ومختصر، “فلان رئيساً” وخلاص، ومع السلامة. لا حاجة لشعار معين كما يفعل الأغبياء في الدول الغربية الغبية؛ “التغيير”، “الانفتاح أكثر”، “نحو اقتصاد متين”، “المواطن أولاً”، أو بقية الشعارات التي ترافق صور مرشحي الرئاسة في أميركا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وغيرها! “عنان رئيساً”، “صباحي رئيساً”، “السيسي رئيساً”، والله فكرة. فكل هذه الأسماء معروفة ومحفوظة، فما الداعي لرفع الشعارات؟ متابعة قراءة السيسي رئيساً مليحاً

سامي النصف

في الخلاف الخليجي

التباين الخليجي مع سياسة إحدى دوله (قطر) ليس جديداً، ففي الستينيات والسبعينيات عندما كان هناك عداء ورعب خليجي من المد الشيوعي واحتمال وصول الدب الروسي لمياه الخليج الدافئة كان هناك تباين خليجي مع السياسة الكويتية التي كانت الوحيدة التي تبادلت التمثيل الديبلوماسي مع الاتحاد السوفييتي والصين الشعبية، وفي السبعينيات والثمانينيات تباينت الدول الخليجية مع سلطنة عمان التي كانت الوحيدة كذلك التي غردت خارج السرب ورفضت اغلاق سفارتها في قاهرة السادات بعد اتفاقية «كامب ديفيد»، كما بقيت على علاقات وثيقة مع ايران الثورة إبان الحرب العراقية ـ الايرانية بعكس باقي الدول الخليجية، لذا لا جديد هذه الايام تحت الشمس الخليجية.

* * *

وبالطبع لم يصل التباين في تلك الخلافات الى سحب السفراء الذين يراهن الجميع على ان الحكمة الخليجية المعتادة سترجعهم سريعا بعد اجازتهم القصيرة في اوطانهم لسفاراتهم والغريب هو كيف انتهت التباينات السابقة حيث اعترف الجميع بروسيا الفيدرالية والصين الشعبية وعاد الجميع سريعا الى مصر بعد ان جربوا كوارث الاصطفاف مع ثوريات جبهة الصمود والتصدي، كما تحسنت العلاقة الخليجية في المجمل مع إيران الثورة مع غزو الحليف الصدامي للكويت وتهديده لباقي الدول الخليجية.

* * *

وقد لا يكون سحب السفراء رغم عظم دلالاته السياسية بحجم ضرر وقف التعاون الخليجي الجميل في مجال الاعلام الذي نتمنى ان يستمر ويتعزز، فالسفراء يعملون مع الحكومات التي يبتعثون إليها، لذا قد لا يشعر بفقدهم إلا القلة، اما الإعلاميون فيعملون في القطاع الشعبي والشبابي لذا سيفتقدون وقد تظهر عداءات نتيجة لذلك بين الشعوب الخليجية وهذا هو الخطر الاكبر فالقيادات تختلف وتتصالح في لحظات، اما الشعوب فجبر كسرها بطيء جدا وهو ما حدث بين الشعبين الشقيقين العراقي والكويتي.

* * *

آخر محطة: (1) نرجو ان تقوم جهود الوساطة بين الدول الخليجية على مبدأ الشفافية والمصارحة التامة والعمل بالمثل الشعبي الكويتي القائل «الكلمة اللي تستحي منها بدها.. أي اجعلها في البدء»، فالمجاملة لا تنفع والتعامل مع ظاهر الخلاف لا باطنه لا يصلح شيئا بل سيبقي النار مشتعلة تحت الرماد.

(2) مفاتيح حل الخلاف الخليجي ـ الخليجي هي.. تقديم الثقة وحسن النوايا المتبادلة، عدم التدخل في شؤون الغير، العلاقة مع الاخوان المسلمين، انتخابات مصر ومستقبلها، العلاقة مع ايران.

(3) الإعلام الخليجي كان بحق بمستوى الحدث فلم يصعّد أو يؤجج أو يذهب إلى الاسفاف كما حدث مع بعض وسائل الاعلام العربي التي انحدر مستوى ردحها.. 

احمد الصراف

إخوان الشر

على الرغم من نفي أكثر من مفتر وجود اي علاقة للحركة الدستورية، أو جمعية الإصلاح، بالإخوان المسلمين، وأنهم مستقلون في آرائهم ومواقفهم، فان تصريحات الفريق الإماراتي ضاحي خلفان أثارتهم، وضربوا في الجانب الذي طالما حرصوا على إخفائه، حيث هبت مجموعة من أعضاء هذا الحزب السياسي الديني رافضة «اتهامات» خلفان المتعلقة بقيام «كويتيين» بتمويل جماعة الإخوان المسلمين! فإن كان أعضاء الحزب «الدستوري» لا علاقة لهم بالإخوان فلمَ كل هذا الهياج والاحتجاج؟ وما الذي دفع «عضوة الأمانة العامة للحركة الدستورية»، لمطالبة الحكومة باتخاذ موقف من تصريحات خلفان، إن كانت الحركة والجمعية لا علاقة لها بالإخوان المسلمين، حسب تصريحات من يكبرها؟
وكان لافتا، لا بل ومضحكا، ما ذكرته إحداهن من أن الاتهامات مقصود بها الإسلام «السني»! ولا اعرف ما علاقة هذا بذلك، ولماذا يحاول هؤلاء الربط بين أي انتقاد للإخوان أو للمشين من تصرفاتهم، بكونه هجوما على الإسلام السني، وبالتالي يصب تلقائيا، في مصلحة الإسلام الشيعي.
إن الأوان قد آن لأن يكشف إخوان الكويت عن حقيقة انتماءاتهم، ويزيلوا اقنعتهم، فهم إما مع إخوان مصر، وتابعون بالتالي للتنظيم العالمي، وهنا لهم حق رفض تصريحات خلفان وغيره، والدفاع عن تنظيمهم وعن محاولات وصفه بالإرهابي، أو للتبرؤ من وجود أي علاقة لهم بالإخوان، كما فعل أكثر من واحد منهم، وبالتالي لا حق لهم في انتقاد تصريحات خلفان او غيره.
الغريب في الأمر تصدي النائب السابق صالح الملا لاتهامات خلفان، ولا أدري لماذا أدخل «أمره» فيما لا يخصه، ومطالبته دولة الإمارات بإسكات من يتهم «أهل الكويت» بتمويل الإرهاب! ولا أدري هنا أيضا لماذا أصبحت اتهامات خلفان تنطبق على «أهل الكويت» جميعا، وليس إخوانهم فقط؟ ولماذا لا يتبرع الأخ صالح ويعلمنا بالطريقة التي تجمع بها جمعيات الإخوان أموالها وأين تصرفها ان كان يعلم؟ وهو السؤال الذي عجزت كل اجهزة الدولة، حتى الآن، عن الإجابة عنه! فكيف يمكن ان نصدق أن الجهات التي جمعت، على مدى أكثر من نصف قرن، المليارات لا يعرف أحد أين ذهبت وكيف صرفت، وماذا تنوي فعله بما تحت يديها من أموال ضخمة وعائدات استثمارات بمئات ملايين الدولارات، وبعد كل هذا لا تحوم الشبهة حولهم؟ وكان غريبا أيضا دخول طرف، سبق ان سحب بساط الإعلام من تحت قدميه، في معمعة الدفاع عن الإخوان، علىالرغم من أنه بحاجة أكثر من غيره للدفاع عن بعض من مواقفه.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الملك الإمام

عندما قرر عبدالعزيز بن سعود استعادة ملك آبائه في جزيرة العرب، سعى إلى تبني المذهب الوهابي في فهم الكتاب والسنّة، ورفع شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله، وبدأ بترويض القبائل العربية التي كانت تملأ شبه الجزيرة، فدانت له غالبيتها، وتمرّدت عليه البقية الباقية، فأخذ يناوش هذه، ويحاور تلك، تارة بالسياسة وتارة بالقوة، مما اضطره إلى تشكيل الكثير من التحالفات الوقتية لتحقيق هدفه وتمكينه من السيطرة على الأرض.

ويذكر أجدادنا، الذين عاصروا تلك الحقبة، أن الملك كان مرة في طريقه إلى قتال ابن رشيد، فمر في مكان اسمه عين القنور، وهي بئر ماء وافر يتزود منها من ينوي السفر الطويل، وصدف أن كان في تلك الهجرة الصغيرة أثناء مرور الملك فيها عدد من تجار الكويت وبعض اصحاب حملات الحج أثناء عودتهم إلى الكويت، فعلموا بنيّة ابن سعود غزو أطراف نجد، وأدركوا حاجته الى استكمال تموينه، فبادروا بالتبرع من حر أموالهم دعماً له وتأييداً لهدفه، وكان من بين هؤلاء أحد أجدادي فهد بن محمد بن دويله، الذي ساهم بمبلغ ألفي جنيه فرنسي، ولا أعلم كم تساوي اليوم. يحكي أجدادنا أن الملك عندما قفل راجعاً من المعركة، بعد أن انتصر على خصومه، سدد كل المبالغ التي تبرع بها تجار الكويت وأرجعها لهم دون نقصان! متابعة قراءة الملك الإمام

سامي النصف

في حل لغزالطائرة الماليزية!

عقب أحداث سبتمبر 2001 خرجت نظريات تآمرية عديدة قائمة على معطى استحالة قدرة طيارين مبتدئين على توجيه الطائرات للأهداف الصعبة كما حدث، وكانت أكثر تلك النظريات التآمرية جنوحا ما قيل عن أن هناك من أخفى الطائرات الأربع فور إقلاعها وجعلها تهبط في مكان ما، واستبدلها بطائرات وصواريخ يتم التحكم فيها عن بعد لمنع الخطأ، وبالطبع تم إنكار تلك النظرية المجنونة حتى أتى الحادث الغامض للطائرة الماليزية التي مضى على اختفائها 8 أيام دون أثر.

***

ولو أخذنا جميع الاحتمالات بشكل منطقي لاستبعدنا وقوع خلل فني طارئ لإمكانية تحدث الطيار حوله مع أبراج المراقبة، كما يجب استبعاد سقوط الطائرة بشكل مفاجئ ضمن مسار رحلتها لفشل 40 طائرة و40 سفينة في الوصول الى مكان السقوط، كما يجب معرفة استحالة بقاء الطائرة محلقة حتى اليوم، ومن ثم لابد أن تكون قد وصلت او تحطمت في مكان ما، ومن ثم لابد أن يكون هناك من أوصلها لذلك المكان.

***

إذا أُخذ ذلك الاحتمال في الحسبان خاصة مع بعض تقارير الـ«وول ستريت جورنال» التي تحدثت عن أن الطائرة بقيت تبث معلومات فنية عن طريق جهاز التواصل الرقمي (ACARS) بعد اختفائها بساعات، يصبح احتمال اختطافها واردا مع ملاحظة أن الطيار لم يضع الأرقام الأربعة المتفق على وضعها دوليا في أحد أجهزة الطائرة فور وقوع الاختطاف، ما يعني أن الخاطف منعه من ذلك وأكمل الرحلة الى مكان اخفائها أو تحطمها، أو أن أحد الطيارين أو كليهما متورط في العملية الهادفة لإخفاء الطائرة.

***

آخر محطة:

(1) مع بقاء كل الاحتمالات مفتوحة ستبقى قضية الطائرة الماليزية غامضة تستقطب أنظار شعوب العالم أجمع ثم ستتكشف الحقائق التي أرى أنها ستنتهي بتشويه صورة المسلمين كالعادة، والأيام بيننا.

(2) ما يقوي نظرية الاختطاف أن هناك من أطفأ الجهاز الذي يساعد على تحديد هوية الطائرة ومكانها المسمى Trans ponder بعد نصف ساعة من آخر مكالمة أرسلها الطيار، ما يعني أن هناك خاطفا متمرسا في علوم الطيران سيطر عليها وبدأ في قيادتها أو أن أحد الطيارين متواطئ في عملية خطفها، خاصة ان الصحف الماليزية نشرت أن الشرطة تحيط بمنزلي الكابتن أحمد شاه ومساعده عبدالحميد.

(3) من الامور التي قد تظهر تواطؤ الكابتن من عدمه مع عملية الاختطاف- ان صحت- كمّ الوقود الاضافي الذي طلبه للرحلة، فمن ينتوي خطف الطائرة سيطلب قطعا الكثير من الوقود الاضافي، اما غير المتواطئ فسيكتفي بكمّ الوقود المعتاد.

(4) ليس من العدل جعل طيار يحلق بطائرات يزيد عمرها على 20 عاماً، ويتم التحقيق معه بدلا من شكره في حال حدوث عطل فني بها بدلا من التحقيق مع من ألغى صفقة الطائرات البديلة التي لا يزيد عمرها على 5 سنوات.

(5) كتبت المقال في الساعة العاشرة من صباح الجمعة وأرسلته وقد تأتي الساعات اللاحقة بما يؤكد صحة أو عدم صحة ما توقعنا، ولن نغير شيئا بالمقال.

سعيد محمد سعيد

أمامك طريق واحد… الواسطة!

 

إذا أردت أن تتفتح لك أبواب الفرج – إن كانت مغلقة في وجهك – وأنت من الناس الذين لديهم أفكار ومشروعات ودراسات تنفع البلد، وليس في مقدورك أن تصل إلى الشخص المسئول لتحصل على الدعم، فأمامك طريق واحد: وهو البحث عن واسطة قوية تأخذ بيدك إلى مكتب المسئول.

ومن الخطأ أن تعتقد في قرارة نفسك بأن الواسطة يجب أن تكون كبيرة وذات نفوذ! أبداً أبداً، اعتقادك غير صحيح، وكل ما عليك فعله هو أن تبحث عن شخص له «حظوة» ومقرب جداً من المسئول، و«يمون» عليه كما نقول بالعامية. فقد يكون ذلك الشخص إنساناً بسيطاً لكن المسئول يحبه ولا يرفض له طلباً. فتواضع قليلاً، واترك عنك المفاخرة بعلمك وشهاداتك الأكاديمية، وابحث عن ذلك الشخص. فالمقربون من الرؤوس الكبيرة اليوم، يمتلكون المقدرة لتسهيل الطريق أمامك. وماذا في ذلك؟

لا عيب إطلاقاً مادام أصحاب العقول والأفكار والمبادرات الإبداعية استسلموا للتهميش، فلا تستسلم. ولعلني كتبت قبل سنوات بضع «مقامات» تصلح لهذا «المقام»، وأعيدها لأنها ربما تناسب لمقامات سنوات قادمة – لا قدر الله – فما نريده هو العدالة لكل مواطن!

قال الراوي يا سادة يا كرام، بعد أن صلى على سيد الأنام، محمد عليه وعلى آله وصحبه الكرام السلام، إن مواطناً بحرينياً طموحاً أراد أن يقدّم مشروعاً يخدم فيه بلاده، ويعود نفعه على أهل البلد وعليه وعلى أولاده، فسهر الليالي يخطط ويكتب، ويعيد النظر مرة تلو الأخرى ويجدد أفكاره ويرتب، حتى أصبحت خطة المشروع مكتملةً من كل النواحي، وفائدته مضمونة للمواطنين في كل المدن والضواحي، ولم يكن ينقصه إلا خطوة… يقابل فيها مسئولاً ليناقش معه فكرة المشروع، فيحصل على السند والقوة.

حمل المواطن أوراقه، مليئاً بالحماس والطاقة، وتوجه إلى المسئول الأول، فتفاجأ بأن ليس في مقدوره أن يدخل ويتفضل، وجاءه الجواب بالرفض قبل أن يسأل، لكنه لم ييأس أو يتردد، ووجد في البحث عن مسئول آخر خطوة جيدة تزيل ما يمكن أن يتعقد. وراح إلى المسئول الثاني، فأمطره بالكلام المعسول والأماني، وأخبره بأنه سيتصل، وسيكون النقاش في الفكرة متصل. وخرج مسروراً لكنه لم يرجع. فلا المسئول عنه سأل. ولا سكرتيره اتصل!

لم يفقد الأمل بسبب ما قد حصل، فقصد المسئول الثالث والرابع، وتبعه الخامس والسادس والسابع، لكن المواطن فقد حماسه، وعاد يكرّر قوله عن التعس والنحاسة. قال محدثاً نفسه: «انتكست والله شر نكسة! فأقصى ما أتمنى خدمة بلادي، وأنفع الناس قبل نفسي وأولادي». وحينها قرّر صرف النظر، ليقبل القضاء والقدر! وهكذا حال الكثير مثله، اللاحقون بعده والسابقون قبله.

لكنه فوجئ ذات يوم، بفكرة أزاحت الهموم، قال له صديقه القديم: «إذا أردت يا أخي النعيم، وتضرب الضربة في الصميم، إذهب إلى فلان فهو الواسطة، وهو سيعطيك دروب الخارطة. فاسمع له يا صاحبي ما يقول. ونسأل الله لك القبول. فلان يا صاحبي صهر الوزير. وهو خدوم، ناصح قدير. يحبه الصغير والكبير»!

وجاء يوم الموعد المحدد، فصوب المواطن وسدد، أهدافه بحكمة ورقة، شارحاً الفكرة في دقة، لكنه شاهد صهر الوزير، مبرطماً يكرّر الزفير. فقال يا صاحبي ما ترى من فكرة يحتاجها الورى؟ فجاءه رد من البرود، لكنه كصفعة الخدود. عاتبه صهر الوزير ساعة، قال له لا ترتجي الشفاعة. مشروعك حبر على ورق، تفوحه وتشرب المرق!

***

إلى من يهمه الأمر: إذا أردتم للبلد أن تتطور وتتقدم وتنهض، أوقفوا المعايير القبلية والطائفية والتمييز والعنصرية، والازدراء والتشكيك في الانتماء الوطني، ورسّخوا مبدأ تكافؤ الفرص لكل أبناء البلد، مهما كانت ديانتهم وطائفتهم ومستواهم وميلهم السياسي والفكري والعقائدي… باختصار: لا تلونوا «الضمير» وفق هواكم.

عادل عبدالله المطيري

الإخوان وقعوا في الفخ

في مصر وأجزاء كبيرة من الوطن العربي هناك من يحاول أن يجعل الإخوان عدوا للدولة والمجتمع، فالقرارات الذي اتخذت ضد جماعة الإخوان المسلمين كانت قاسية جدا، وستحول الصراع من المستوى السياسي إلى المستوى الأمني.

فقرار حظر جماعة الإخوان المصرية والذي تبعه أخيرا حظر قضائي مصري آخر لحركة حماس الفلسطينية، وكذلك اتخاذ بعض الدول الخليجية قرارا يحظر جماعة الإخوان المسلمين ويصفها بالجماعة الإرهابية المتطرفة، كل تلك السياسات لن تقضي على الإخوان، بل ستحولهم فقط من العمل السياسي الى العمل السري.

ومن المؤكد أن الإخوان سيتعرضون في المرحلة القادمة للقمع الأمني وستكون هناك ردة فعل لبعض منتسبيها كاللجوء للعنف المضاد، وبذلك نكون قد عدنا مرة أخرى إلى أخطاء الماضي والتي كلفتنا كثيرا ولم تحقق الهدف في النهاية، فالتاريخ العربي وخصوصا المصري وفي حقبة حكم عبدالناصر حيث تعرض الإخوان للقمع والعنف، ماذا حدث؟

اعتنق بعض الإخوان ممن تعرضوا للعنف القاسي جدا ـ الأفكار التكفيرية ـ واستخدموا الإرهاب ضد الدولة، فكانت حقبة تاريخية مظلمة، تجددت في الثمانينيات من القرن الماضي في اواخر ايام السادات وبداية حكم حسني مبارك، حيث استخدم العنف مرة أخرى ضد الإخوان ككل وليس المتطرفين منهم والذين انشقوا عن الإخوان وأنشأوا «الجماعة الإسلامية».

وبعد كل هذا «العنف والإقصاء» رحل جمال عبدالناصر والسادات وحسني وبقيت جماعة الإخوان اكثر الأحزاب تنظيما وشعبية بين أحزاب مصر جميعا.

العنف والإقصاء لم يكونا حلا ولن يكونا، وبالرغم من اخطاء الإخوان السياسية واندفاعهم للحكم، وسقوطهم في فخ حكم مصر بعد الثورة بإيعاز من أعداء الداخل والخارج الذين زينوا لهم الحكم ومن ثم اظهروهم بمظهر غير لائق ديموقراطيا، الا ان الإخوان وبنهاية الأمر أخطأوا بتشبثهم بالحكم، فلو تركوه قليلا لطالبهم الشارع بالعودة عندما يرى «الفلول» تعاود نشاطها السياسي في مصر.

ختاما، كل الأحزاب والتكتلات في العالم تسعى للحكم، بل هو هدفها الأساسي وهو هدف سام ومشروع، وليس عيبا ان يسعى «الإخوان» كغيره للحكم او ما يسمح به الدستور من تداول للسلطة، ففي مصر وبعض الدول العربية الكل يستطيع ان يترشح للحكم الا الإخوان.

وفي بعض الدول الخليجية ايضا الكل يسعى للاستيلاء على مقاعد البرلمان والحكومة وهذا هدف مشروع إلا الإخوان المسلمين.

أليس من الخطأ محاكمة النوايا، ومن ثم المعاقبة قبل ارتكاب الفعل المجرم؟!

وكان حريا بمن يعتقد ان الإخوان فصيل سياسي سيئ ان يتركهم في الحكم قليلا ليرى الناس فسادهم ويغيروهم بالوسائل السلمية كالانتخابات، لا ان يستخدم العنف بداية ضد الإخوان لأن ذلك سينعكس سلبا على المجتمع مستقبلا.

الخلاصة: نحن صنعنا «القاعدة» لمحاربة أعدائنا والآن تقاتلنا ونقاتلها، ونحن من نضيق على «الإخوان المسلمين» لنصنع منهم «الأعداء المسلمين» لنقاتلهم ويقاتلوننا. 

د. شفيق ناظم الغبرا

واقع مجلس التعاون: بين التنوع والإجماع!

ما وقع بين دول مجلس التعاون في الأيام الأخيرة من سحب للسفراء فاجأ المراقبين وذلك لتناقضه مع أطروحات الوحدة كما تطورت في أواخر ٢٠١١. فالصورة قبل شهور قليلة كانت على النقيض: وحدة وتقارب واتفاقيات أمنية. إن حادثة سحب السفراء (سفراء الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين) من قطر والتوتر السابق لها والناتج منها يعود ويؤكد بأن الوحدة الخليجية بعيدة عن التمنيات الشعبية كما هو حال الوحدة العربية الأوسع. فهناك، على رغم تشابه أنظمة الحكم، تناقضات سياسية وخلافات لم يجرِ التعامل معها بما يسمح للتنوع في السياسات الخارجية في ظل حوار مفتوح حول الخلافات. وهذا بالتحديد ما يبرز إلى سطح الحدث الطبيعة التقليدية وغير المتجددة للمجلس والتي حتى الآن لم تعتد على شفافية صنع القرار والمقدرة على التعامل مع سرعة التغيرات السياسية. متابعة قراءة واقع مجلس التعاون: بين التنوع والإجماع!

احمد الصراف

عندما حزن متري

“>يقول الصديق متري، تعليقا على ما كتبناه عن تعقيدات دخول الكويت، ان ابنته وزميلة لها، تلقتا دعوة للقيام بزيارة عمل من قبل شركة معروفة، وان الشركة أرسلت اليهما صور بطاقات الدعوة، وبأن الأصل سيكون بانتظارهما عند الوصول، تبين عند الوصول عدم حضور مندوب الشركة، وهنا رفض رجال الأمن السماح لهما بالدخول، بعد أكثر من ساعة ونصف الساعة من الانتظار ومحاولة الاتصال بالمندوب، وبعد توسل ورجاء، وافق المسؤول على دخولهما بموجب صورة بطاقة الزيارة، شريطة قيامهما باحضار الأصل في اليوم التالي.
ويقول متري انه يوم كان في الكويت قبل 40 عاماً، كان يذهب بنفسه للمطار مع الفيزا الأصلية لاستقبال من تقوم شركته بدعوتهم للكويت، ويقول ان من المؤسف ان يكتشف اليوم، ومن خلال ما تعرضت له ابنته من بهدلة، ان طريقة الزيارة المتخلفة والسخيفة تلك لا تزال، بعد كل هذه العقود سارية من دون تطور أو حتى تغير طفيف، وكأن الكويت لم تسمع بما طرأ على أساليب الأمن والتواصل الإلكتروني من تقدم رهيب! ويقول ان دبي مثلاً، تتقدم كل يوم في مجال ما، والكويت لا تزال، بعد عشرة آلاف يوم، تراوح مكانها في أكثر من مجال، وتساءل متري، خبير الكمبيوتر، لماذا يجب الاصرار على بطاقة الدعوة الأصلية ان كان المدعو، بشحمه ولحمه وجواز سفره، موجودا أمام ضابط الجوازات والكمبيوتر أمامه يحمل كل المعلومات عن الزائر؟ ولماذا تسمح دول كثيرة للزائر بالدخول بصورة بطاقة الدعوة، أو الفيزا، والكويت لا تزال على نظامها العتيق السابق؟ وكيف يمكن ان يصدق ان الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي، يطلب من كبار مساعديه تحويل كل معاملات الدولة مع المواطن للنظام الإلكتروني فوراً، وفصل كل من لا يتعاون مع أوامره، والكويت لا تزال تحبو! ويختم متري رسالته بحرقة قائلاً انه يحب الكويت ويتمنى لها كل خير، فقد قضى فيها نصف عمره ورآها في عزها وتوقع ان تسبق غيرها بمراحل، وتصبح متطورة بأنظمتها، وكيف ان بنك الكويت الوطني، وهو مصرف خاص وليس لديه امكانات دولة، قام عام 1975 بشراء كمبيوتر ونظام «أون لاين»، وحكومة الكويت بكاملها لا تزال «أوف لاين»، وخاصة في ما يتعلق بخدمة المواطن، وليس بما تعلق بمراقبته!
وهنا نرد على رسالة متري قائلين اننا نتمنى ان يقوم وكيل وزارة الداخلية الجديد، الفريق سليمان الفهد، الذي نتوقع منه الكثير، بثورة تكنولوجية في أنظمة الوزارة، وتحديثها بما يلبي متطلبات العصر، ونحن على استعداد للتعاون معه الى أقصى درجة في هذا المجال، ومن دون مقابل.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com