سامي النصف

هل من السهولة معرفة أسباب الحادث؟

قد تظهر الساعات القادمة حقيقة ما قيل من اكتشاف قطع من الطائرة الماليزية في المحيط الهندي من عدمه ويبقى سؤال هل من السهولة معرفة اسباب الحادث حتى في حال وجود الصندوق الاسود خاصة إذا كان هناك عمل محترف لإخفاء ما حدث؟!

***

في يوليو 1984 كنت احضر في استوكهولم دورة نظرية وعملية مع المعهد الملكي السويدي لكيفية التحقيق في حوادث الطيران، حتى ظننت وظن من معي اننا جاهزون لسبر اغوار اي حادث ومعرفة اسبابه حتى حصل بالمصادفة حادث لطائرة خاصة صغيرة تسبب في قتل صاحبها وذهبنا مع المحققين المحترفين للموقع لنكتشف الفارق بين النظرية والتطبيق وصعوبة تحديد بشكل قاطع اسباب الحادث فما بالك بحادث لطائرة ضخمة تكون قد انشطرت لمليون قطعة وقد تكون رابضة في اعماق المحيط لذا مازلت اعتقد بصعوبة معرفة سر اختفاء الماليزية.. هذا اذا عرف مكانها.

***

في 13 /9 /1982 كنت اقود سيارتي بصحبة ابني على ساحل الشمس الاسباني بالقرب من مطار ملقا عندما مرت طائرة DC-10 عملاقة تابعة لشركة سبانتكس مدمرة عدة سيارات امامنا وانتهت محترقة بالكامل على حقل يمين الطريق وقد توفي بالحادث عشرات المسافرين، بعد سنتين رأست لجنة سلامة في لشبونة بالبرتغال كان احد اعضائها رئيس المحققين في اشبيلية الاسبانية الذي حقق مع كابتن الرحلة المنكوبة وعلمت كيف تتسبب اخطاء بشرية لا يتصورها عقل في حوادث الطيران المميتة.

***

وفي 28 /2 /1984 هبطت بطائرة الجامبو التي اقودها في مطار نيويورك في جو عاصف وهبطت خلفنا طائرة DC-10تابعة لشركة SAS الاسكندنافية لم يستطع الطيار إيقافها فسقطت بالبحر ووصلني لاحقا كمدير للسلامة والتدريب في الكويتية التقرير المفصل لأسباب الحادث وعلمت مرة اخرى ان كل جرعات التدريب التي يتلقاها الطيار خلال سنوات طوال يمكن ان تختفي في ثوان لأسباب يطول شرحها وتصدم المحققين.

***

آخر محطة: (1) هبوط الطائرة بسلاسة في البحر قد يمنعها من التحطم ويجعلها تذهب للأعماق محتجزة بداخلها الجثث والكراسي وكل المواد التي تطفو عادة عند تحطم الطائرات، كما ان القطع الصغيرة قد يصعب رؤيتها من قبل طائرات البحث والإنقاذ وكلما طالت المدة صعب ايجاد مكان الطائرة حتى في حال الوصول لقطع طافية.

(2) سبق لطائرة بوينغ 767 تابعة للإثيوبية ان اختطفت من قبل 3 شباب اثيوبيين وكان الكابتن من الحكمة ان لم يدخل اعماق المحيط الهندي بل بقي يحلق بمحاذاة الساحل حتى تحطمت الطائرة بسبب خلوها من الوقود مقابل ساحل جزر القمر.

(3) قد ينتج عن اختفاء الماليزية وحقيقة ان الضحايا من الصينيين والطيارين من الملايويين اضطرابات دموية تعيد للأذهان المذابح العرقية التي حدثت بين القوميتين في ماليزيا وسنغافورة في مايو 1969 والله يستر!

– @salnesf

سعيد محمد سعيد

هل أنت «مسئول طائفي»؟

 

في الحقيقة، يصل البعض إلى درجة من الإفلاس المثير للضحك والشفقة في آن واحد. هذا «البعض»، حين يستهدف الصحافيين والإعلاميين من الزملاء ممن لا يتمكن من مجاراة أفكارهم ومقالاتهم المتميزة التي يختلف مستواها عن مستوى جماعته ذوي محبرة الأقلام السوداء النتنة، فيتعمد إلى الإساءة بخبث.

وجدت أن البعض «نبش» وأعاد نشر مقال قديم يعود إلى العام 2008 تحت عنوان: «هل أنت مسئول طائفي؟»، عبث في المحتوى وادعى أنني أطالب بمساءلة المسئول الطائفي من طائفة بعينها فقط! وكم هم أغبياء أولئك الذين صدقوه دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث (عندكم غوغل يا جماعة طمبورها)! وهنا، أعيد المقال وهو منشور بتاريخ يوم الأحد (6 يناير/ كانون الثاني 2008) في العدد (1948):

ترى، ماذا لو تم تنظيم حملة وطنية بإشراف جهة حكومية لتنظيف كل الوزارات والمؤسسات الحكومية، وكذلك الخاصة، من المسئولين ذوي الميول الطائفية والنزعة التفكيكية؟

لنتخيل، مجرد تخيل لا أكثر ولا أقل، أن تلك الحملة، ستفتح المجال أمام جميع الموظفين والموظفات والمواطنين والمقيمين للتقدم بشكاوى موثقة بالأدلة والقرائن للجنة العليا المشرفة على الحملة ضد المسئول أو «الشخص» الذي يتمتع بممارسة طائفية في كل تصرفاته، فيميز بين هذا المواطن ومواطن آخر، وينكل بموظف أو موظفة لا تتلاقى انتماءاتهم المذهبية مع أهوائه؟ هل سيكون العدد كبيراً؟ من الطائفتين؟ وهل سيجرؤ المواطن المسكين المتضرر من الممارسات الطائفية أن يخطو هذه الخطوة بكل جرأة وأمان وثقة؟ أم سيطلب العافية وعفا الله عما سلف؟

في ظني، لو قدر لتلك الحملة «الوهمية» المتخيلة أن تتم، لصارت طوابير خلق الله المتضررين من الأفعال الطائفية البغيضة في كثير من المواقع.. وربما، ربما أصبح الوضع شبيهاً بأزمة الشاحنات على جسر الملك فهد! وفي ظني أيضاً، أنه لو خصص لكل مواطن تضرر ذات يوم، أو لا يزال يتضرر، من ممارسة طائفية مدة ساعة كاملة ليتحدث عما واجهه من معاناة، فإن تلك الساعة لن تكفي!

ذات يوم، تحدثت مع واحد من كبار المسئولين عن معاناتنا كمواطنين من استمرار أشكال التمييز الطائفي في كثير من الجهات، وكأن هذه الممارسة الشائنة لا علاقة لها بدستور البلاد وعبارته الرئيسة الكبيرة (المواطنون سواسية)، فما كان منه إلا أن رفض بشدة هذا الكلام مؤكداً أن للمواطن، أي مواطن، الحق في شعوره بإنسانيته ومواطنته وحقوقه، وأن مثل هذه الأفكار من شأنها أن تحدث تأثيراً سيئاً على مستوى العلاقات الاجتماعية! وحين سألته عما إذا كانت العلاقات الاجتماعية تلك التي يتحدث عنها، قائمة على الحقوق والواجبات، وأنه لن ولم يضار مواطن من إقصاء أو تمييز بسبب انتمائه المذهبي ومعتقده، قال: «ولماذا يرضى المتضرر بهذا الوضع؟ لماذا لا يتقدم بشكوى ضد ذلك المسئول الذي سيكون حتماً فوقه مسئول أكبر»… لوهلة، ظننت أن المسألة بسيطة جداً… أنا مواطن، أساء المسئول الطائفي معاملته لي متعمداً، فتوجهت إلى المسئول الأكبر وشكوت له ظلامتي فأعاد حقي! لكن عدت لأقول، أن كل هذا أضغاث أحلام. وفي ظني أيضاً، أن كل مسئول طائفي يعلم، وهو في غاية الاطمئنان، أن لا أحد يجرؤ على الشكوى ضده، وإن حدث ذلك، فإن هذه الشكوى ستكون في عداد الملفات المغلقة، وسيدخل الشاكي في دوامة جديدة وشديدة من التنكيل والتقصد والحرمان من الترقيات حيث سيعمد ذلك المسئول إلى «غسل شراعه» في كل واردة وشاردة، ومع هذا، فما المانع من التجربة؟ كثيرة هي الشكاوى من الممارسات الطائفية الصادرة عن بعض المسئولين في مواقع مختلفة، لكن قلة هم أولئك الذين يرفضون هذه الممارسات ويتبعون الإجراءات والوسائل القانونية لرفض تلك الممارسات!

وبعيداً عن تلك الحملة المتخيلة، على الأقل، يتوجب على المسئول الطائفي أن يراقب الله، ويلتمس العذر لذلك الإنسان الذي يصب عليه جام طائفيته من باب «لقمة العيش»، أما بالنسبة لي، سأتريث قليلاً مع أي مسئول يتعمد الإساءة لي طائفياً.. لكنني لن أسكت عنه طويلاً!».

***

انتهى المقال، لكن لله الحمد، أن فعل أولئك الخفافيش، نفع في إعادة موضوع ذي مضمون صالح في 2014 أكثر منه في 2008.

احمد الصراف

الشريف السارق

يصبح الأمر أحياناً مدعاة للسخرية عندما يتم القبض على شخص يحمل اسم «شريف» أو أمين مثلاً، وهو متلبس بالسرقة! وبالتالي، من الغريب جداً أن تغيب الشفافية تماماً عن جمعية الشفافية، برئيسها المحسوب في انتمائه السياسي على جهة دينية معروفة، ولا يصدر عنه أو عن الجمعية، التي يمسك بخناقها منفرداً منذ سنوات، أي بيان يتعلق بالأسباب التي دعت شخصيات لها احترامها ومكانتها ووزنها القانوني والمادي الكبير، وآخرهم الأستاذة معصومة الإبراهيم، التي حاولت كثيراً قبل سنة أو أكثر دفعي للكتابة عن الجمعية ومدح جهودها، وأخبرتها في حينه أنني أشك في كل أعمال الجمعية، وجاء الوقت الذي اقتنعت فيه بموقفي. والغريب أن الصمت، أو التجاهل، هو موقف الجمعية، بالرغم من أنني وآخرين سبق أن كتبنا عن هذا الموضوع. والغريب أكثر موقف مجلس الوزراء من الجمعية، فبالرغم من أنها تعمل منذ سنوات بما يشبه رعايته لها، فإنه لا يزال متردداً في اتخاذ قرار بشأنها، خصوصاً بعد ما كشفته السيدة معصومة عن مخالفات الجمعية الخطيرة، وما فيها من تعارض مصالح حقيقي، وهي المخالفات التي كتبت عنها الزميلة منى العياف، الوطن 17/3، على لسان السيدة معصومة، وعن وجود «عناصر» في الجمعية تقوم بمهمة تقييم جهات حكومية، ولكنهم أساساً يعملون في تلك الجهات، فكيف يقومون بتقييمها؟ وكتبت على لسانها أيضاً أن بعض المؤسسات التي خضعت للفحص والتقييم، ونالت جائزة الشفافية، التي ترتبط باسم رئيس الوزراء، لا تستحق الجائزة أصلاً. كما قالت إن الجائزة بعيدة عن الموضوعية، والحيادية!.
وهنا، نتمنى أن تصدر الجمعية ما يوضح كل هذه الاتهامات الخطيرة، ويرد عليها. وبخلاف ذلك، فإننا سنستمر في موقفنا منها، وتعريتها والطعن في تقاريرها المستقبلية، التي فقدت مصداقيتها على ضوء سكوتها عن كل ما يوجه لها من اتهامات خطيرة.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

تعاونيات بلا تعاون

عمل تعاوني هو أساس الجمعيات التعاونية التي تهدف إلى توفير أفضل الخدمات والسلع الاستهلاكية تحديداً للمساهمين في تلك الجمعيات، على أن ينتخب المساهمون مجلس إدارة للجمعية بصفة دورية لاختيار أفضل من يحسن خدمات الجمعيات التعاونية ويوفر الراحة للمساهمين. وقد كان النظام السابق لانتخاب مجلس إدارة الجمعية يعتمد على حرية المرشحين بأن يكونوا ضمن قائمة أو يترشحوا بشكل فردي، على أن يختار المساهمون ما يجدونه أفضل لهم، وكانت الغلبة في معظم الأحيان للقوائم الانتخابية؛ لأنها توفر التجانس والاتفاق بين الأعضاء أكثر من الفردية التي تشهد في أحيان كثيرة تعارض الرؤى بين أعضاء مجلس الإدارة. وبالطبع فإن بعض القوائم الانتخابية للجمعيات التعاونية كانت ترتكز على بعض أمراض المجتمع كالطائفية أو القبلية أو حتى الفساد المالي أو الإداري، وهو أمر لا يمكن الفرار منه بمجرد تغيير النظام الانتخابي؛ لأنها أمراض مجتمعية تحتاج إلى حلول فعلية دون التركيز على القشور. ومع هذا فقد أقدم المجلس المبطل الثاني على تغيير قانون الجمعيات التعاونية ليكون الانتخاب فيه قائماً على نظام الصوت الواحد سيئ الذكر؛ لينسف بذلك أي طموح للعمل التعاوني الفعلي القائم على خوض الانتخابات على شكل قوائم برؤى موحدة وأهداف واضحة، لنتحول اليوم إلى نظام سيؤدي بلا شك إلى تخبط في العمل التعاوني خصوصا إن تشكلت مجالس الإدارة من أقليات تسعى إلى التنفيع لتستمر بمجلس الإدارة، وسيتكتل مساهمو الجمعيات التعاونية في نطاقاتهم الضيقة كالعائلة أو القبيلة أو الطائفة لإيصال مرشحيهم دون النظر للرؤى ولا التجانس؛ لأنه وكما ذكرت سابقا بأن هذا التفتت هو مرض مجتمعي ترسخ في نفوس الكثيرين، والصوت الواحد يعزز رسوخه في النفوس سواء في مجلس الأمة أو أي انتخابات أخرى. الجمعيات التعاونية في مختلف مناطق الكويت ستكون مقبلة على تردّ وسوء في أحوالها في المستقبل القريب جداً، وكله بسبب القانون الجديد للجمعيات التعاونية والمقر من مجلس الأمة المبطل الثاني. ما زالت الدولة كل الدولة تعزز الفئوية والتكتل المريض للمجتمع، وتتأمل بعد ذلك أن يتمكن المجتمع من النهوض والتقدم، وهو ما لن يتحقق أبدا في ظل هذه العقليات التي تسيطر على جميع مؤسسات الدولة. ضمن نطاق التغطية: تحية إجلال وتقدير لقائمة "مشرف" التعاونية على كل الأعمال التي قدموها لجمعية مشرف التعاونية بعيداً عن أي فئوية وعنصرية حتى أصبحت جمعية مشرف علامة فارقة في العمل التعاوني الكويتي، وكم أتمنى أن يوفق أعضاء تلك القائمة رغم فردية الانتخابات المقبلة.

سامي النصف

هل يمكن إخفاء الطائرات؟!

لا يمكن مقارنة حوادث اختفاء الطائرات الصغيرة بداية ومنتصف القرن الماضي عندما لم تكن هناك أقمار صناعية ورادارات متقدمة ووسائل اتصال حديثة وعمليات بحث وإنقاذ متطورة كحال هذه الأيام، مع اختفاء الطائرة الماليزية شديد الغموض والفريد من نوعه في عالم الطيران الحديث.

****

وطريقة معرفة أماكن الطائرات في الأجواء متنوعة منها ارسال الطيار بشكل منتظم موقعه وارتفاعه ومتى يكون فوق النقطة التالية له في الممر الجوي الذي اختاره ووافقت عليه المراقبة الجوية، الثاني هو متابعة الطائرة من قبل الرادارات المدنية المسماة بالثانوية بعد ان يطلب من طياريها وضع رقم رباعي في جهاز الترانسبوندر ولتلك الرادارات حدود مرتبطة بارتفاع الطائرة وبعدها عن مركز الرادار، ثالث الطرق هو الرادار العسكري المسمى بالرئيسي الذي يقوم عمله على ارسال ذبذبات تصطدم بأي جسم طائر وترجع دون معرفة تفاصيل دقيقة عن ذلك الجسم وقدراته كذلك محدودة بالارتفاع والمسافة حيث لا يمكن له ان يكتشف طائرة تحلق خلف جبل او على ارتفاعات منخفضة بعيدة.

****

وهناك الملاحة الحديثة القائمة على الاقمار الصناعية والمجربة في بعض البلدان المتقدمة والمتوقع تطبيقها عام 2020 والتي يفترض ان يعلم من خلالها موقع وارتفاع كل طائرة بشكل دقيق جدا طوال الوقت بحيث تحلق الطائرة ضمن «فقاعة سلامة» تحيط بها وبالتالي سيمكن الاستخدام الافضل للسماء الواسعة بدل من التقيد بممرات جوية ضيقة ومتعرجة تزدحم بها الطائرات وبالتالي تقصير المسافات وسهولة الحصول على الارتفاعات المطلوبة وهو ما سينعكس ايجابا على توفير الوقت وحرق الوقود وبالتبعية اقتصاديات شركات الطيران كما يأمل الخبراء ان يمنع ذلك اختفاء الطائرات الغامض مستقبلا.

****

آخر محطة:

(1) الغموض هو دائما منطلق لنظرية المؤامرة، ومزاياها انها تعتمد على الخيال الجامح الذي لا حدود له، ارسل لي صديق «واتساب» نسج ضمنه عملية تأمرية فريدة، حيث تساءل ضمنه لماذا لا يكون الاختفاء عملية مخططة ومتفقا عليها مسبقا بين احدى الشركات التي تصنع الرادارات التي سيصبح شراؤها ملزما بسبب حادث الماليزية؟ ومن ثم ستربح المليارات مع طاقم القيادة او حتى بعض الركاب المؤهلين للتحليق بها وايصالها الى احداثيات متفق عليها في قلب المحيط او قرب احدى جزره بعد اختناق الركاب وسيتم انزالها في البحر كما نرى في نشرات السلامة قبل غرقها لاحقا خاصة وقد حلقت الطائرة لعدة ساعات حتى شروق الشمس وسيتم التقاط الفاعلين وتوفير هويات جديدة لهم ونقلهم لدول اميركا اللاتينية وغيرها بعد تغيير اشكالهم.

(2) النظرية التآمرية القادمة من الصديق هي اقل جنوحا وجنونا من نظريات تآمرية أخرى افترضت خروج الطائرة عن نطاق الجاذبية الارضية (!) او انها محتجزة في الفضاء لأسباب عقائدية!

(3) ومن الهزل الى الجد، الفرصة الحقيقية للوصول الى الطائرة هي التقاط الأجزاء الطافية منها، وكلما طالت المدة سيصعب تحديد مكانها حتى مع وجود تلك الأجزاء التي ستنقلها الأمواج بعيدا عن مستقر الطائرة.

 – twitter: @salnesf

احمد الصراف

عظمة شعب

“>في رد على جهة لا أعرفها، قال رئيس مجلس الأمة اننا «لسنا شعبا رديئا اتكاليا، بل نحن شعب عظيم، ووقت الشدة تتفجر فيه الطاقات والعمل الجبار»! وهذا كلام جميل، ولكن لماذا نحن عظماء فقط وقت الشدة، وتتفجر فيه طاقتنا، علما بأن فترات الشدة في حياة أي أمة نادرة، وغير الشدة أو الرخاء هي السائدة، فلماذا لا نستطيع أن نكون شعبا عظيما في غير أوقات الشدة مثلا؟ وكيف يمكن أن نوصف بالشعب العظيم، ونحن غارقون في مجاملة بعضنا بعضا، على حساب الأخلاق والحقيقة، فنقدم هذا في مجالسنا، وقد يكون هو الحرامي الكبير، ونستقبل الآخر، الحرامي الأكبر، عند باب الديوان، ونودعه إلى باب سيارته، والكل يعرف تاريخه المشين؟ ولماذا نصر على كل من اشترى بديناره الأخضر كرسي النيابة الأكثر اخضرارا؟ وكيف نكون شعبا تتفجر طاقات العمل فيه وهو المتخم بالبطالة، والوحيد عالميا الذي يباغته المرض قبل العطل والأعياد بيومين، ولا يتعافى من وعكته إلا بعد انتهاء العطل والأعياد بيومين ايضا؟ وكيف تتفجر طاقات العمل فينا واغلب موظفي حكومتنا يتمارضون ملايين المرات سنويا؟ ألا تتطلب هذه الظاهرة من رئيس مجلس الامة التفاتة وتكليف مثلا منظمة الصحة العالمية للاهتمام بها ودراستها؟ وكيف نكون شعبا عظيما تتفجر طاقاته وقت الشدة، وفي الوقت نفسه نقترف ملايين مخالفات المرور، التي يعلن عنها، ولو أعلنت الحكومة ما تعرفه عن بقية المخالفات في النظافة والغش التجاري ومخالفات البناء، التي ربما بلغت المليون، وجنح رمي الأنقاض، وبيع الاغذية الفاسدة وتهريب المواد الممنوعة وقضايا النصب والاحتيال، بعضنا على بعض، والمتاجرة بالبشر، فلو عرفنا كل هذا الكم الهائل من المخالفات والجنح والجرائم، هل سيستمر رئيس مجلسنا حينها في وصفنا بالشعب العظيم؟
نعم، كان الكويتي شعبا كبيرا، على قلته، وقت اغتصب صدام وطنه. وتصرف بعظمة نادرة وقت الاحتلال، وكان ابيا، وكان يمتلك الشجاعة ويتصف بالعظمة، ولكن كل ذلك اختفى أمام أطنان المخالفات والسرقات والانتهاكات التي حدثت بعدها. فقد فشلت حكوماتنا، المتتالية في رشدها، في الاستفادة من تكاتف مجتمع ما بعد التحرير، ولم تستطع خلق الوطن الحر الجميل المنشود، فقد تغلب عليها طبع «فرق تسد» في نهاية الأمر، وأدى ذلك لإخراج أكثر الطباع سوءا فينا، بمباركة منها، وبالتالي ليس لهذا الليل من آخر!
***
ورد في القبس أن رفع علم ما قبل الاستقلال أصبح يشكل ظاهرة، وعلى السلطات التصدي لها! ونحن نتفق مع مطالبة القبس، إلا أن إصرار البعض على الاعتزاز بعلم ما قبل الاستقلال ربما يكون رفضاً مبطناً لوضعنا الحالي، وحالة الفساد العام التي تعيشها الدولة برمتها.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

منبع الشر

في السنوات الاخيرة، كان كل من يريد الشهرة وذياع الصيت، ليس عليه الا ان ينتقد التيار الاسلامي، سواء بالحق او بالباطل، فان وجد حدثاً يبني عليه خياله والا اختلق من تحت ابطه قصة وفبرك لها القصد والمقصد واشاعها في وسائل الاعلام، حتى انه غالبا ما يصدق الاشاعة التي هو مصدرها من كثر ما يتم تداولها بين الناس! متابعة قراءة منبع الشر

محمد الوشيحي

الحشديون… مغرر بهم

هم أصدقاء السوء لا شك، عبثوا بعقول صغار السن والبسطاء، وغرروا بهم، فانساقوا بلا وعي، كمن يمشي وهو نائم… وكانت النتيجة أن قيدوا أسماءهم في تيار سياسي. متابعة قراءة الحشديون… مغرر بهم

احمد الصراف

نائب جبان

نضحك على أنفسنا عندما نطالب بأن يكون هناك اتحاد خليجي، وضرورة وجود اتفاقية أمنية تربط بين دوله، فهذا وهم! فالاتحاد لا يبدأ من أعلى بقدر ما يبدأ من القاعدة، وتجارب العالم اجمع، وعلى رأسها تجربة الاتحاد الأوروبي، تقول ان من المهم أولا السير في توحيد الأنظمة المالية والقوانين الإدارية والتنسيق القضائي والإعلامي، وغيرها الكثير، قبل الإقدام على أي خطوات سياسية او امنية تمس دساتير الدول الأعضاء، هذا غير ضرورة استفتاء مواطني المجلس في موضوع الوحدة، أو اي إجرء خطير. فالتباين الشديد الحالي بين الأنظمة الخليجية لا يثير الضحك فقط، بل الغثيان، فليس هناك مسيرة سياسية زاد عمرها على الثلاثين عاما، بمثل هذه النتائج المتواضعة. ومن أكثر التباينات حدة بين دول المجلس ما تعلق بسياساتها الخارجية، التي أثرت على مواقف الدول الكبرى منها. فالإماراتي مثلا معفى من شرط الحصول على فيزا «الشينغن» والفيزا البريطانية، كما أعتقد. ولكن الكويتي مطالب بأن «يتبهدل»، في حال رغب في دخول دول الاتحاد الأوروبي، أو بريطانيا وقبرص وسويسرا وغيرها. وبالرغم مما يعتقده البعض بأن المسألة تتعلق بإجراءات بسيطة، فإن الحقيقة أكثر تعقيدا، فرفض استثناء الكويتي من فيزا الشينغن يعني فشلا حكوميا، واننا لا نستحقها، كمواطنين، ودليل على عجزنا المستمر في تلبية طلبات الاتحاد في ما يتعلق بالعلاقة بالمنظمات الإرهابية ومراقبة أموال الجمعيات الدينية، وأذرعها «الخيرية»، وعدم قدرتنا على مراقبة انتقال الأموال، وعجزنا عن منع، أو حتى تجريم مواطنينا من التورط في حروب المنطقة الأهلية الطائفية، ومنهم شخصيات سياسية معروفة، سواء بالقتال أو بتمويل تلك الحروب، كما في سوريا، أو منعهم من الوقوف، بالسلاح والمال، إلى جانب طرف ضد آخر. كما فشلت حكوماتنا في الانسجام مع الحد الأدنى من مطالبات الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بحقوق الإنسان، وحقوق المرأة بالذات، وبما يتعلق بأحكام الإعدام. والفشل عاما بعد آخر في وضع حل فعال لمشكلة عشرات آلاف البدون، الذين يفتقدون حقوقا كثيرة، والذين يمثلون قنبلة قابلة للانفجار في اي لحظة.
نتمنى للعميدين مازن الجراح وطلال معرفي التوفيق في مهمتهما، بالتعاون مع الخارجية، وإقناع الاتحاد الأوروبي بمساواتنا بالإماراتيين، وإلغاء الشينغن عنا. ونتمنى أيضا أن يكون هناك نائب شجاع يوجه للحكومة سؤالا عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء موقف الاتحاد الأوروبي منا، والعمل على إزالتها! ولكن هل يوجد في مجلسنا نائب شجاع، ربما؟
• ملاحظة: نشكر وطنية ووعي أهالي الروضة اللذين أديا إلى تخليص منطقتهم من سيطرة حزب الاخوان، ونتمنى ان تستمر مسيرة بقية الجمعيات على النهج نفسه، وأول الغيث قطرة غالية.

أحمد الصراف

سامي النصف

الشمال اختطاف والجنوب انتحار!

تبقى حادثة الماليزية الأكثر غموضا في التاريخ مع وجود الأقمار الصناعية والرادارات الحديثة وتقدم وسائل البحث والإنقاذ، خاصة مع السرية التامة التي تتبعها السلطات الماليزية حول قضايا مهمة مثل هل طلب الكابتن كميات زائدة من الوقود؟ ومن كان المتحدث الأخير مع برج المراقبة؟ أي هل كان الكابتن أم المساعد أم شخصا ثالثا؟ خاصة ان المكالمة تمت بعد إطفاء أجهزة الطائرة الدالة على بدء الخطف، وماذا كان يحتوي جهاز الطيران التشبيهي الموجود في منزل الكابتن ومتى حاز عليه؟ واضح أن العالم يشهد عملية اختفاء فريدة شديدة الاحتراف والمهنية بدلالة عجز العالم أجمع معرفة ما جرى ـ وقد لا يعلم قط ـ لذا فما سنذكره هو سيناريوهات افتراضية لما حدث أو قد تأتي الأيام بحقائق جديدة لا يتصورها أحد.

***

توجه الطائرة بعد اختفائها الى الشمال أي الى غرب الصين والجمهوريات الإسلامية شاسعة الأرجاء يعني «الاختطاف» لأسباب سياسية خاصة أن الكابتن مؤيد شديد لزعيم المعارضة أنور إبراهيم وقد وعد بحضور محاكمته التي تمت قبل ساعات من الرحلة، وضمن هذا السيناريو تكون الطائرة قد حطت أو تحطمت أثناء عملية النزول في أحد تلك البلدان دون علمها لضعف القدرات الرادارية لديها.. سيناريو ضعيف إلا أنه محتمل في عالمنا المجنون ويفترض أن تتكشف حقائقه سريعا.

***

توجه الطائرة الى الغرب فوق المحيط الهندي، حيث لا توجد رادارات تتعقبها يعني مشروع «انتحار» مخطط له بشكل جيد وضمنه تم اختيار رحلة بكين بدلا من الرحلات المتجهة غربا فوق المحيط الهندي بقصد القضاء على عدد كبير من الصينيين أو ذوي الأصول الصينية (على الطائرة 160 صينيا) للحساسية المعروفة بين الملاويين والصينيين، وضمن ذلك السيناريو الانتحاري يكون الكابتن قد أغلق الباب على نفسه بعد خروج المساعد أو قضي عليه باستخدام فأس الحريق الموجود في الكابينة.

***

بعدها يقوم بإغلاق أجهزة «الايكار» و«الترانسبوندر» ويلقي بالتحية الأخيرة على مركز المراقبة الجوية ويلقم جهاز الملاحة المرتبط بالطيار الآلي خارطة جوية صممها بالموليتر تأخذ الطائرة الى مقصدها الأخير وهو أكثر نقاط المحيط الهندي عمقا كي لا يصل أحد للطائرة ولا يستطيع التقاط إشارات الصندوق الأسود في تلك الأعماق السحيقة وبذا تتحقق بنظره الجريمة الكاملة.

***

وضمن ذلك السيناريو المرعب سيقوم الكابتن بلبس قناع الأوكسجين والارتفاع بالطائرة الى أقصى ارتفاع ممكن (45 ألف قدم أو ما يقاربها) ثم سيفضي الطائرة من الهواء مما سيقضي على الركاب في ثوان، فكلما ارتفعت الطائرة قلت فرصة النجاة وسيتلو ذلك انحدار سريع الى عشرين ألف قدم كي يحفظ ذاته لإكمال رحلته وإن كان الطيار الآلي سيتكفل بتلك المهمة حتى لو فقد الطيار وعيه.

***

آخر محطة: (1) الانتحار ليس عملا عاقلا حتى يناقش بالعقل والمنطق والتساؤل ولماذا يأخذ الركاب الأبرياء معه، كما أن الانتحار كحال القتل إما أن يتم بشكل جنون مفاجئ أو مع سبق إصرار وتخطيط مسبق (حالات بعض الركاب الأميركيين تفجير الطائرة التي تقلهم لوصول مبالغ التأمين لأهلهم).

(2) مع الندرة الشديد جدا جدا لانتحار الطيارين مقارنة بأصحاب المهن الأخرى، علينا أن نتذكر أن المنتحر يستخدم بالعادة الطريق الأسهل لديه فالعسكري ينتحر بالسلاح والطبيب بالأدوية والطيار بالطيارة كحالة استثنائية، وقد حدثت سابقا في اليابان وسنغافورة والمغرب.. إلخ.

(3) «مصائب قوم عند قوم فوائد»، بسبب حادثة «الماليزية» سيفرض على جميع الطائرات في العالم شراء أجهزة تدل على أماكنها طوال الوقت لا يمكن إيقافها.

(4) الصندوق الأسود يثبت إشارات لمدة 30 يوما ثم يتوقف، انقضى منها 10 أيام، وكلما زاد العمق ضعفت الإشارة.

5) لو كان الأمر بيدي لأصدرت التعليمات بالتوجه فورا لأكثر مناطق المحيط الهندي عمقا للبحث فيها قبل أن تفقد الإشارة وتضيع تلك الطائرة وأسرارها معها الى الأبد.