سامي النصف

آخر قمم الـ 23 دولة عربية!

إلى قادة أمتنا العربية المجيدة، قد لا يخفى عليكم أن قمة الكويت الحالية هي آخر قمة لـ 23 دولة عربية، فالقمة القادمة – إن عقدت – ستضم دولا جديدة سنشهد مولدها في الفترة الممتدة منذ اليوم حتى عام 2015 وما بعده، والمؤسف ان مولد تلك الدول لن يكون سلميا أو محاطا بالأفراح بل انفصالات عنيفة ستعمدها شلالات من الدماء وكمّ هائل من الدمار والخراب الاقتصادي.

***

ولا أعتقد ان هناك مواطنا عربيا عاقلا يحسدكم على مواقعكم القيادية في هذه الفترة الحرجة من تاريخنا العربي والتي هي أشبه تماما بحقبة ملوك الطوائف في الأندلس الضائع، فالعرب هم آخر الهنود الحمر وما ستشهده أوطاننا – إلا من رحم ربي – من تدهور سريع في أوضاعنا الأمنية والاقتصادية والسياسية سيسر العدو ولن يفرح الصديق.

***

وتذكروا أيها القادة التاريخيون بعض من شاركوكم في قمم سابقة وذهبوا غير مأسوف عليهم، لذا ركزوا جهودكم على سمعتكم في التاريخ (LEGACY) الذي يرقب ويدون ولا يرحم، فهذا ما سيبقى مخلدا أما الخلافات والمنازعات فهي قضايا طارئة ستحل متى ما حسنت النوايا وجعلنا قرارنا بيدنا لا بيد الآخرين.

***

آخر محطة: (1) نرجو وكنوع من التغيير الحد من عدد القرارات، فقرارات أقل قابلة للتنفيذ خير ألف مرة من قرارات كثيرة لا تزيد عن كونها.. حبرا على ورق.

(2) قمم الدول المتقدمة «يبدأ» العمل فيها مع انتهاء لقاءات القيادات السياسية، قمم الدول غير المتقدمة «ينتهي» العمل فيها مع إطفاء أنوار الاجتماعات ليدخل الجميع في سبات عميق حتى موعد القمة القادمة.

 – @salnesf

حسن العيسى

لا جدوى

شعوري كمواطن كويتي تعقد القمة العربية في وطنه اليوم هو العدم، شعور باللاجدوى واللامبالاة، ويقين بأن هذه القمة مثل معظم القمم العربية السابقة، بداية من قمة اللاءات الثلاث في الخرطوم عام 67، بعد الهزيمة العربية، حتى اليوم، لن تقدم شيئاً على أرض الواقع غير البيانات الإنشائية عن ضرورة التضامن العربي ودعم الشعب السوري، وإلخ إلخ من جمل مكررة خاوية المعنى.
شعوري أن هذه القمة هي مضيعة للوقت، والمقصود ليس وقت القيادات المجتمعة اليوم، وإنما الوقت هنا بالكويت، رغم أن الوقت بهذه الدولة هو أيضاً بلا معنى ولا جدوى، فكثيرون هنا يأكلون ويشربون وينامون بأمان، ويقبضون الراتب آخر الشهر عملوا أو لم يعملوا، أنتجوا أو لم ينتجوا، يكفي أن الأرض تنتج نفطاً وتواكلاً معاً. على ذلك، فالقمة المنعقدة اليوم في عاصمة نفطية، تحاول أن تضمد جراح علاقة "أشقاء" ستضيع وقتاً هو أساساً ضائع سلفاً، والنتيجة إضافة صفر لخط ممتد من أصفار العمر الكويتي.
لم يتغير أمر من قمة اللاءات الثلاث حتى اليوم، فالقيادات الحاكمة هي ذاتها، تغيرت أسماء بعضهم بتدخل القدر، إلا أن منهج الحكم والفكر ظلا على حالهما، صحيح قامت ثورات أو "تمردات" -اختاروا العنوان المناسب- في الثلاث سنوات الأخيرة في عدد من الدول، لكن النتيجة عند الإنسان العربي المحبط واحدة، فبالأمس كان ينشد الكرامة والحرية، لكن كان هناك بعض وقليل من الأمن الحياتي، اليوم فقد الاثنين معاً، فقد أمنه وفقد رغيفه، فماذا يفرق عند أهل حلب، مثلاً، إن كان يروعهم بشار بالأمس واليوم يحل مكانه جماعات إرهابية تقيم الحدود عليهم وتحرمهم من أبسط ضرورات الحياة؟ فالحرية لم تعد هي قضية النضال اليوم، هي قضية من سيحكم هذه الأرض، آخر الأمر، مشايخ "النواصب" أو ملالي "الروافض"، كما يقرأ كل طرف الآخر، فلا وحدة إنسانية متجردة من الطائفة والهوس الديني والقبلي، وإنما ثارات ممتدة من داحس والغبراء إلى بسوس القرن الواحد والعشرين. ما جدوى هذه القمة وروح كل من الزير سالم وجساس تغطيان سماء قصر بيان، حجبتا شمس الحقيقة وتحديات الحاضر، وأبقت هذه القبائل، التي ترفع أعلاماً على حالها، تراوح في الماضي وثاراته.

احمد الصراف

مرت الذكرى.. واختفت ذكرى

مرت علينا قبل أيام ذكرى اليوم العالمي للمرأة ولم تلتفت اي جهة، حتى تلك المعنية بالمرأة أكثر من غيرها بهذا اليوم، ولو بأخذ صورة تذكارية لعضوات أي جمعية لمعرفة ما طرأ على ملامحهن من تغيير، بفعل الزمن. كما لم يشغل أحد نفسه بالسؤال لماذا «هناك» امرأة رئيسة وزراء، وامرأة رائدة فضاء، وثالثة قاضية، ورابعة مخترعة، وامرأة مكتشفة، وامرأة فائزة بجائزة نوبل، وغيرهن وزيرة خارجية. و«هنا»، بالرغم من كل تشدقنا بأنها حصلت على كامل حقوقها، فانها رسميا وشعبيا، لا يزال صوتها عورة، وصورتها عورة، وناقصة عقل ودين، ولا يجوز لها تبوؤ أي مناصب تعلو فيها على الرجال، أو تصدر فيها الأحكام!
تقول وفاء أبو عيسى إنه ما ان ترفع المرأة صوتها «العورة» مطالبة بحقوقها وبالمساواة مع الرجل، حتى تتحيز أصوات كثيرة ضدها، تطالبها بالعودة للبيت والالتزام بالحدود التي رسمها الإسلام لها، بدءا من رجل الدين، مروراً بأوصياء المرأة من الأب للزوج للابن والأخ والعم والجد، وانتهاءً بأصوات المحافظين، وجميعهم يذكرونها بعواقب ــ متخيلة ومفتعلة ــ تحرر المرأة في المجتمعات الغربية، وكيف انها مُهانة ومُستغلة، وانها سلعة تُباع وتُشترى، وانها أحياناً كثيرة تتعرض للاغتصاب والعنف، زاعمين أنها بيننا مصانة كمسلمة، كرامة وآدمية، كما لم تفعل اي حضارة أو ديانة من قبل، ولن تفعل لاحقاً. ويبدو الدفع بالدين بالذات في وجه المرأة، حين تتحدث عن حقوقها ومساواتها بالرجل، هو الأسلوب الأمثل لإخراسها، ولكفالة إسكات مشروعها الإنساني في أن تكون جزءاً من عملية التحديث والتنمية ونشر الديموقراطية في بلادها!
ونحن نعتقد أن من مهمة وزارة التربية، من خلال مناهجها، تغيير الصورة النمطية والشريرة عن المرأة والإصرار على أنها عورة وربما رديف للشيطان، وفتنة ليس أضيع منها على لأمة، وأنها خُلقت من ضلع أعوج مهما حاولت تقويمه فسيظل على حاله أعوجاً ميئوساً من إصلاحه، لذا توجب أن تكون دائماً في رعاية أحدهم منذ ولادتها حتى يتوفاها الأجل، يُوكل إليه أمرها ومعاشها، ولا يُترك لها هذا طرفة عين. وبما انها غير قادرة على ضبط نفسها، فإنها بالتالي غير مؤهلة على ضبط من قد يكون بمعيتها كالابن مثلاً، لذا تسلبها أنظمة كثيرة حق حضانة أبنائها، في حال طلاقها!
إن من مسؤولية اي دولة، أو حكومة عصرية ومنصفة، العمل على أن تأخذ المرأة مكانتها اللائقة في المجتمع، وأن تعطى لها كامل حقوقها، فلا تنمية ولا ديموقراطية ولا تقدم بوجود امرأة ناقصة الحقوق، مكسورة الجناح، وتعامل وكأنها إنسان من الدرجة الثالثة.
• ملاحظة: اختفت وزيرة الشؤون السابقة ذكرى الرشيدي عن الأضواء تماما، بعد خروجها من الوزارة، فعسى ان يكون الامر خيرا.

أحمد الصراف

سامي النصف

وآه يا قمم!

اشتهر الراحل توفيق الدقن بلزمة يقولها بحسرة وألم هي «آه يا أمم»، واعتقد أن شعوبنا العربية ملت وهي تصرخ بألم «آه يا قمم» حيث لم تحل قمة عربية قط منذ انشاص عام 45 حتى يومنا هذا مشكلة ما، بل اقتصر دورها على المسكنات التي ينتهي مفعولها سريعا، والصور والبيانات التي تنقض قبل أن يجف حبرها.

***

وجميل ألا يقتصر عمل القمم على محاولة حل الإشكالات السياسية العربية المزمنة والطارئة التي لن تنتهي حتى قيام الساعة على ألا يزيد ما يخصص لتلك الإشكالات على 20% من وقت القادة، ويصرف الوقت الباقي لتعزيز مجالات التعاون الأخرى التي تهم الشعوب العربية بالدرجة الأولى كي تشعرها بالجديةو وان هناك تغييرا بعد القمة عما كان قائما قبلها.

***

أغلب الإشكالات العربية مرتبط بشكل أو آخر بجيران الأمة العربية، لذا وددت لو دعت قمة الكويت رؤساء إيران وتركيا وإثيوبيا الى حضور القمة والمشاركة في أعمالها كوسيلة لتعزيز العلاقة معهم، والاستماع لوجهة نظرهم حول ما يثار ضدهم، ومن ثم محاولة كسبهم لصفنا، فـ«كلنا في الهم شرق»، وعدا ذلك سنضل ندور في حلقة مفرغة من قمم لا تحل إشكالات الأمم!

***

المشاريع الاقتصادية التي ستعرض على القمة يجب أن تكون واقعية لا حالمة كحال مشروع ربط الوطن العربي بمشروع سكك حديد تمتد من الخليج إلى نواكشوط، ومن اربيل إلى الصومال، مما سيزيد طول السكك من 11 ألف كم إلى 44 ألف كم دون أن يذكر أحد من سيقوم بتمويل ذلك المشروع الحلم أو الوهم وعوائده الاقتصادية، والذي كان بإمكانه أن يستبدل بمشروع واقعي قابل للتطبيق هو ربط الوطن العربي بشبكة طرق لا يحتاج من أي دولة ألا تعزيز ما لديها وتحويلها إلى طرق سريعة، ووضع بوابات تحصيل الرسوم عليها، كالحال في دول العالم أجمع.

***

آخر محطة: 1 – نقولها بصراحة، كلما سمع المواطن الكويتي بمشروع اقتصادي سيقدم للقمة وضع يده على جيبه، كونه يشعر أنه الوحيد الذي سيمول مشاريع لا عائد ماليا لها، نرجو أن تقدم مشاريع ذات عائد اقتصادي كالتي يتبناها الصندوق الكويتي، وان تشرك الشعوب والقطاع الخاص في تمويلها، وألا يقتصر الأمر على الحكومات.

2 – نرجو أن تكون المصالحة العربية عبر جهد عربي مؤسسي مشترك يقوم على المصارحة قبل المصالحة، فنهج الفزعة العربية ثبت مرارا وتكرارا في الماضي أنه لا يحل شيئا، بل يبقى تحت الرماد، بدلالة بقاء المشاكل العربية المزمنة، وحل ما هو أصعب منها في أوروبا.

3 ـ الى القائمين على امتنا المجيدة، دخلت القوات الروسية القرم وخرجت القوات الاوكرانية ولم تسفك قطرة دم واحدة او تسقط طوبة من منزل، في منطقتنا خلاف الاشقاء والجيران تجز له الف رقبة ويهدم له الف بيت.

احمد الصراف

طفلة للبيع

“>أوردت «الجريدة» الكويتية، على صفحتها الأولى في 3/9، نسخة عن تقرير سري يتعلق بالأوضاع المأساوية في دور الحضانة العائلية، التي تشرف عليها وزارة الشؤون، وكيف أن السلوكيات في تلك الدور وصلت الى الحضيض، إن من خلال ما يرتكب فيها – كما يتردد إعلامياً – من أفعال «إجرامية» كتعاطي المخدرات والمسكرات وحيازة الأسلحة، او بتصرفات بعض النزلاء وممارساتهم الغريبة! وحدد التقرير أماكن وقوع تلك الجرائم ونوعيتها، وحذر من انفجار متوقع بسبب تزايد وتيرتها، مع استمرار حالات الوفاة بين نزلاء الدار نتيجة الأوضاع غير السوية للبعض منهم.
ما لا تعرفه الغالبية هو أن نزلاء هذه الدور هم غالبا من مجهولي الاب أو الوالدين، وما يتعرضون له من إجرام، أو ما يقدمون عليه من فعل إجرامي هو نتيجة حتمية لتجاهل المجتمع لهم، وفشلنا في مواجهة الحقيقة المتعلقة بعجزنا عن حل مشكلتهم، ومشاكل من سيأتي بعدهم، بسبب رفضنا الاعتراف بوجود «لقطاء» في مجتمعنا، علما بأنه لو نشر ما يرتكب ضمن بعض جدران بيوت هذا المجتمع لأدى ذلك الى أسى كبير. مما يجعل مأساة هؤلاء جديرة بالاهتمام هو ذلك التبدل الذي حصل في المجتمع في العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، وما أحدثته من تخريب في كيانه وسلخ في اوصاله، فمشكلة اللقطاء في الكويت أزلية، وكان يتم استيعاب نتائجها بهدوء من خلال قيام الأسر الموسرة، أو التي لا أطفال لديها، على تبني هؤلاء ومنحهم كامل حقوقهم، وكثير من هؤلاء اللقطاء يعيشون اليوم بيننا، كرجال ونساء شرفاء فعالين في المجتمع، وغالبيتهم لا تعرف شيئا عن سابق ماضيها، أو لا يهمها ان تعرف! ولكن جحافل التخلف خربت على تلك العادة وأغلقت باب التبني، تاركة ثغرات صغيرة فيه، لا تسمح إلا لأفراد معدودين كل عام بالتبني، ولكنه عدد لا يتناسب أبدا مع الزيادة «العادية» في أعداد هؤلاء. والمشكلة لا تكمن في وزارة الشؤون بقدر ما تكمن في ندرة المشرعين الشجعان، القادرين على التصدي للقضايا الخلافية، من أمثال أولئك الذين سبق وأن أقروا مثلا «قانون الوصية الواجبة»، وهو القانون الإنساني بامتياز، والمخالف في جانب منه لبعض النصوص، وإصدار قانون مماثل بقوته يفتح الباب أمام المجتمع لتبني هؤلاء بطريقة إنسانية وعصرية، بدلا من ترك مصيرهم لموظفين حكوميين مقيدين بجملة قوانين غير إنسانية. وإلى أن يأتي ذلك اليوم فإن بإمكان وزارة الشؤون، بوزيرتها المستنيرة، ووكيلها الإنسان، تخفيف شروط طلبات التبني، فالتصدي لما يحدث في هذه الدور من جرائم ليس حلا، فمجرمو اليوم في هذه الدور هم الذين رفضنا طلبات تبنيهم قبل عشرين عاما!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

هل انكسر زجاج باسم؟

“مثل الزجاجة كسرها لا يُجبر”، يقول الشاعر، وفي رواية أخرى “مثل الزجاجة كسرها لا يُشعب”. ويظن الناس أن زجاج باسم يوسف، الإعلامي المصري الشهير، قد انكسر بسبب “سرقة مقالة”، ويقول هو “نسيت كتابة المصدر لفرط انشغالي”، ويقول الكاتبجي الوشيحي: هي خطيئة فادحة لا شك ولا عك، لكنها إن لم تكسر زجاج باسم فقد خدشته، ويحتاج إلى مراجعة “الصناعية” في أسرع وقت ممكن. متابعة قراءة هل انكسر زجاج باسم؟

سامي النصف

الرهان على الأحصنة الخاسرة!

كتبت إبان الحرب الإيرانية ـ العراقية أطلب إقامة قواعد عسكرية غربية وإحضار قوات خليجية لوضعها على الحدود كوني لم أفهم معنى الرهان على الحصان صدام غير القادر إبان تلك الحرب على الحفاظ على أراضيه فكيف يستطيع الدفاع عن أراضينا؟! أهمل الطلب ورفضنا إقامة قواعد أجنبية ودفعنا لاحقا الثمن.. انهارا من الدماء!

***

نراهن هذه الأيام على دفاع أميركا عنا عبر اتفاقيات عسكرية لم يقرأها أحد ولا نعرف مدى الزاميتها أو مدتها، ما يرعب ان اميركا ومنذ سنوات طوال خاصة بعد ان اصبحت القطب الأوحد في العالم وهي تخسر كل حرب تدخلها وتتساقط سريعا الدول والأنظمة الحليفة لها دون ان تحرك ساكناً لحساب الأنظمة والمنظمات المعادية لها، فعلى من نراهن ولماذا لا نبدأ بتقوية أنفسنا بدلا من العيش في الأحلام والأوهام؟!

***

فقد سقط بن علي ومبارك وصالح وقتل الحليفان الخفيان القذافي وصدام، كما غزيت قوى 14 آذار في عقر دارها في بيروت الغربية، وآخر معاركها الخاسرة هي القرم وأوكرانيا، في المقابل بدأت حرب أميركا على القاعدة وكانت منظومة صغيرة تعيش في كهوف تورا بورا فتوسعت وأصبحت تتواجد في العراق واليمن ومصر وسورية ولبنان وكل الدول الأوروبية.. والخير لقدام وأصبح اسمها يتردد في الأخبار أكثر من اسم.. أميركا!

وتمدد دور عدوتها إيران بعد تصنيفها كمحور شر من قبل أميركا وإرسال حاملات طائرات للخليج لإرعابها حتى وصل الى التأثير المباشر في أربع دول إقليمية والحال كذلك مع حزب الله، بينما يعاني البائسون من حلفائها الخذلان والمخاطر الساحقة التي تحيط بهم من قبل أعدائها الذين يسرحون ويمرحون غير مبالين بتهديدات الإدارات الأميركية الجوفاء.

***

آخر محطة: 1ـ حذرت ضمن المقال واللقاءات الفضائية خاصة في عدة حلقات من برنامج «الطريق للبيت الأبيض»، الذي يقدمه د.عبدالله الشايجي، من ان وصول الرئيس أوباما للحكم سيخيب آمال العرب الحالمين دائما بالمنقذ المنتظر كون ادارته تعكس فكر واستراتيجيات المفكر اليساري زنبغيو بريجنسكي الثورية!

(2) خشيتي الكبرى أن يأتي اليوم الذي ستخيب فيه آمال الكويتيين كما خابت قبلهم آمال العرب.

– @salnesf

حسن العيسى

حرامية الثورات

هل يمكن سرقة الثورات مثلما تسرق الأموال، وغيرها من أمور يمكن السيطرة عليها مادياً؟ زادت جرعات الكلام عن سرقة الثورة بعد نكوص معظم ثورات الربيع العربي، وتحولها إلى خريف مرعب لا يبدو أن له نهاية قريبة، وتونس هي الاستثناء الوحيد لهذا الربيع الخاطف. الأستاذ رمزي عز الدين رمزي وكيل أول الخارجية المصرية، الذي شغل ذلك المنصب فترة بسيطة أيام حكم الرئيس مرسي، يقرر في مقال له في "فايننشال تايمز" (مارس 19) أن الثورة المصرية سرقت أيام رئيسه السابق عندما عمل مرسي على تظهير الدولة لجماعة الإخوان، بعد فوزه بالانتخابات، وصحيح أن الرئيس مرسي فاز بطريقة ديمقراطية لكنه أدار الدولة بطريقة غير ديمقراطية في رأي الكاتب، واليوم يرى أن هناك أملاً قادماً لعودة الديمقراطية، بعد أن أعاد العسكر الأمور إلى نصابها.
لنعد إلى السؤال الأول هل يمكن سرقة الثورات؟ إن صحت تسميتها بثورات، فالإخوان سرقوا ثورة يناير في مصر، لكن ماذا عن انقلاب 30 يونيو؟ وماذا يمكن وصفه، سرقة أم إعادة لمسار الثورة الصحيح؟ وكيف يمكننا أن نختار وصف الواقع، بالعنوان القانوني الصحيح؟! ومن سرق ثورة ليبيا التي أطاحت بالقذافي، لابد أن هناك سرقة في ذلك البلد لكن السارق ليس واحداً، ربما الحرامية هم العشائر والقبائل التي ثارت ضد القذافي أو التي اصطفت معه، أو أن الثورة سرقت والسارق مجهول، فلا سيادة لنظام يفرض حكم القانون في مثل هذه الدولة. ماذا عن الثورة السورية، التي بدأت كحركة سلمية ضد نظام فاشي رهيب، وانظروا كيف تبدو اليوم؟! هل تمت سرقتها هي الأخرى من مجموعات دينية متطرفة مثل داعش والنصرة وجند الشام؟ وإذا رفضنا وصف نظام بشار لهم بأنهم حركات إرهابية، فكيف نصفهم بعد حفلات قطع الرؤوس والجلد وقطع أطراف سارق جاع وسرق، وتدمير الكنائس وخطف الراهبات، وتشريد الأكراد من مناطقهم؟! إذاً الثورة سرقت في هذا البلد المنكوب، فمن سيقيم حد السرقة على سراقها اليوم؟! بعد أن أقاموا الحدود على المساكين الذين استجاروا من رمضاء بشار ليقعوا في نار الجهاديين.
ماذا حدث في اليمن؟ هل تمت سرقة الثورة، أم انه لم يحدث شيء؟ فلا تغيير حقيقياً حدث، وذهب علي صالح وبقي خلفاء صالح، في بلد يشي مستقبله بتقطع السيادات حسب الطائفة الدينية والقبلية، حاله من حال سورية، والعراق، ولبنان، وليبيا، والبقية في الطريق.
لنعد إلى الأستاذ رمزي، الذي شبه أيضاً ما حدث في مصر أيام مرسي بالحالة الإيرانية، فالثورة الإيرانية سرقها الملالي، يمكن أن يكون هذا صحيحاً، لكن إذا سايرنا حجج الأستاذ رمزي، فهل يبقى في التاريخ الإنساني ثورة لم تسرق؟ فأعظم ثورة في العالم، وهي الثورة الفرنسية، سرقها نابليون بعد عشر سنوات من قيامها، وثورة أكتوبر 1917 الاشتراكية بروسيا سرقها بعد سبعين عاماً من قيامها غورباتشوف، أم لعل السارق كان أحد أبطالها مثل ستالين أو من جاء بعده؟! متى يمكننا القول إن ثورة ما سرقت، وثورة غيرها ظلت في حيازة أصحابها؟ لا إجابة لمثل هذا السؤال الإشكالي، إلا أن وصف أوضاع بعض الدول العربية في السنوات الثلاث الأخيرة بالثورة التي تقود للتقدم والتنمية يظل مسألة مشكوكاً فيها.

احمد الصراف

جرائم الخدم أم جرائمنا؟

“>ازدادت في السنوات الأخيرة جرائم الخدم واعتداءاتهم على مخدوميهم، ووصلت، في حالات مؤسفة، إلى القتل! وكان رد وزارة الداخلية انفعالياً، وتمثل في صدور قرار بمنع الأثيوبيات من العمل في الكويت، ومنع تجديد إقامات الموجود منهن في البلاد. ما سنكتبه هنا لا ينطبق، بالضرورة، على الجميع، فلكل حالة وضعها وظروفها. فجرائم قتل المخدومين لم تقتصر على الإناث فقط أو الأثيوبيات، بل سبق أن ارتكبت من رجال، ومن فتيات من جنسيات أخرى. وبالتالي، كان من المتوقع من وزارة الداخلية معالجة جذور المشكلة بدلاً من إصدار قرار «عقاب جماعي» افتقر إلى العدالة والإنسانية، فقد كنا يوماً ضحية هذا النوع من العقاب خلال فترة غزو صدام لبلادنا! يجب أن نعترف أولاً بأن هناك قصوراً في تنظيم عمل الخدم، ولمَ لم تقم بضع سفارات، كالهندية والفلبينية، بتوفير الحماية المادية والقانونية لمواطناتها العاملات خدماً، لكان وضعهن أكثر سوءاً. ولو لم تكن هناك انتهاكات وسوء معاملة من البعض و«أكل» حقوق هؤلاء المساكين، لما كشف تدخل حكومات الدول المعنية المشين من تصرفات الكثير من المخدومين. فقد كان من المفترض أن نصدر قوانين حماية العمالة المنزلية، وليس انتظار فرضها علينا. وزيارة واحدة إلى مراكز «إيواء العمالة المنزلية المرتجعة»، ومحاولة الاستماع إلى مآسي الكثيرات منهن، كفيلة بتغيير أفكارنا عن حقيقة أوضاعهن، والظروف غير الإنسانية التي عشن فيها، والخدمة الشاقة في بيوت كبيرة ومكونة من طوابق عدة، والاضطرار إلى تلبية رغبات أطفال سيئي الخلق والتربية. وعندما تقع جريمة، فليس هناك أسهل من إلقاء المسؤولية أو تبعات الجريمة على رأس الخادمة! كما يعتقد البعض أنه طالما «تنازل» وقبل أن تعمل فتاة في منزله، فإنها، وبسبب ظروف معيشتها الصعبة في وطنها، ربما تصبح «ملك يمينه»، يفعل بها ما يشاء، وليس لها حق الاعتراض، حتى لو كلّفها القيام بما لا طاقة لها به. ومن هنا غالباً ما يتولد الانفجار، فهؤلاء بشر مثلنا، والكثيرات منهن أكثر ثقافة وتعليماً ممن يعملن لديهم، وبالتالي هن في حاجة إلى الاحترام والمعاملة الإنسانية، ولا شيء أكثر من ذلك.
ما يؤكد خطأ قرار منع دخول الأثيوبيات هو القرار الذي صدر قبل أيام بالسماح بدخول العمالة البنغالية، التي سبق أن منعت من دخول البلاد قبل فترة لأسباب مشابهة لتلك التي منعت الأثيوبيات على أساسها، فهل تغير البنغال أم تراجعنا نحن عن قرارنا؟
نعيد توجيه السؤال: هل هن المجرمات أم نحن؟

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

الخليج.. فخّار يكسِّر بعضه!

«مجلس التعاون الخليجي.. انتهى»! هذا ما ذكره لي احد المسؤولين في وزارة الخارجية، تعليقاً على قرار سحب السفراء من قطر، وهذا يفسر حالة الاحباط التي هيمنت على الشعوب الخليجية بعد هذا القرار المفاجئ، والذي كان وقعه كالصاعقة على الناس. وليت الامر توقف عند هذا الحد، وانحصر الخلاف بين الاخوة الاشقاء حكومات هذه الدول، لكن الخصومة انتقلت الى الشعوب، وبدأنا نرى ونسمع تجييش كل طرف ضد الطرف الآخر، حتى صرنا نشاهد الشعراء يتم توجيههم لشتم الخصم وعائلته وذويه. وطبعاً لن يتأخر شعراء وطبالو الطرف الآخر عن الرد الساحق والماحق على النيران الصديقة. متابعة قراءة الخليج.. فخّار يكسِّر بعضه!