يمكن للإخوان أو أي حركات سياسية في الكويت أو الخليج أو المنطقة العربية الأخذ بأحد المنهجين، أولهما النهج العربي المعتاد بعدم الاعتراف قط بالأخطاء ومن ثم تحويل النكسات الى انتصارات مما يمهد لتكرارها وتحريف وتزييف الحقائق للوصول الى استنتاجات لا يصدقها أحد غير مطلقيها ومدعيها.
* * *
النهج الثاني هو القائم في المجتمعات المتقدمة بل وحتى في إسرائيل من مراجعة الأحداث والسياسات والتحقيق بشكل حيادي فيها، فإذا كان هناك قصور تم الاعتراف به بأعلى صوت ودون تردد وإدانة المقصرين وإبعادهم منعا لتكرار أخطائهم ولتصويب المسار، وواضح ان نهجنا الكاذب والمخادع تسبب بتكرار هزائمنا، ونهجهم الصائب والصادق أدى الى تكرار انتصاراتهم.
* * *
ويكمن الإشكال الكبير في كم الديكتاتورية القائمة ضمن الحركات السياسية العربية التي تدعي المطالبة بالديموقراطية وهي تعتمد على تقديس الفرد ونهج السمع والطاعة العمياء، ومن ينتقد الأخطاء فيها يُتهم بالرشوة والخيانة والانهزامية، وكلما أوغل بالخطأ زاد كم القمع ضمن تلك الحركات السائدة على الساحة العربية والتي تختلف يافطاتها من يمين ويسار، ليبرالية ودينية.. الخ، إلا انها تشترك جميعا في رفض المراجعات ونقد الذات والممارسات القمعية التي تؤدي بالتبعية لكوارث الأمة واختلافها وتخلفها.
* * *
آخر محطة: (1) خطأ الإخوان بالدفاع عن حقبة الرئيس مرسي وأعمال العنف يعادله محاولة مخالفيهم الدفاع عن حكم إعدام المئات منهم ولا حكمة من تصحيح الخطأ بالخطأ.
(2) لو دفع عدو للإخوان الملايين لما أضر بهم كما قام بذلك الرئيس مرسي ومن حوله، ولو دفع محب للإخوان الملايين لما أفادهم كما قام بذلك من قضى بشكل مستعجل بإعدام المئات منهم.