نستكمل اليوم الرد على محاولتك إلصاق تهمة العنف بالإخوان المسلمين، مع أن هذا الملف لم يكن ضمن نقاط التحدي التي أثرتها في مقالتي، إلا أنك لم تجدي ما تبدعين فيه من خلط للأوراق الا هذا الموضوع، ومع هذا قبلت أنا ان اضيفه، لأن خصوم الاخوان لم يجدوا الا هذا الملف لتبرير استعمال سلطة الانقلاب في مصر للعنف والقتل ضد خصومهم! متابعة قراءة إلى السيدة الفاضلة سعاد المعجل (3)
اليوم: 4 مارس، 2014
الكويتي… والليزر
الله يمسيه بالخير إن كان مايزال حياً يتنفس، ويرحمه إن مات، رئيس أحد الأحزاب السياسية في دولة عربية. أجرت معه صحيفة فرنسية لقاءً أثناء الانتخابات النيابية في الثمانينيات، تسأله عن حظوظ حزبه في هذه الانتخابات، فأجاب: “سأتشرف بلقاء قائد البلد غداً، ليمنحنا مكرمة بتمثيل نيابي أكبر من عدد نوابنا في الانتخابات الماضية”، وأضاف بجدية: “كان فخامته غاضباً من حزبنا أثناء الانتخابات الماضية، لكننا صححنا المسار”! وبالفعل لم يخب ظنه، وارتفع عدد النواب المنتمين إلى حزبه في البرلمان. متابعة قراءة الكويتي… والليزر
حكم العجائز
قبل ثلاثة أسابيع نقل الكاتبان ديفيد كيركبارك ومايا الشيخ في "نيويورك تايمز" رأياً للناشط السياسي شادي غزالي حرب (قد يكون ابن الدكتور أسامة غزالي حرب) يقول فيه إن ما يحدث في مصر هو صراع أجيال، فكبار السن، هم من يقودون الدفة السياسية بالدولة في الماضي والحاضر، فمثلاً المشير السيسي عمره يقارب الستين عاماً، وكان حسني مبارك تجاوز الثمانين حين كان يحكم مصر، وليس الأمر قاصراً على عالم السياسة، بل يدخل في صميم الثقافة الاجتماعية المصرية، فالمصريون مازالوا يضحكون على مشاهد لعادل إمام الذي تجاوز عمره 73 سنة، ويشاهدون أفلام يسرا التي يبلغ عمرها 58 سنة، ويطربون ويهللون لعمرو دياب وعمره 53 سنة، والمضحك أن وزير الشباب خالد عبدالعزيز يبلغ من العمر 55 سنة، ويضيف الشاب شادي حرب أن ثلاثة من كل أربعة مصريين تقل أعمارهم عن الأربعين عاماً، وأن اثنين من كل ثلاثة تقل أعمارهم عن 35 سنة، ولنا أن نقيس على هذه المفارقات العمرية حتى مع حركة "الإخوان المسلمين" التي يبرز فيها أيضاً صراع بين الجيل القديم وجيل الشباب.
حصر شادي حرب نفسه في الشأن المصري، بينما الحقيقة أن الطاعنين في العمر يتسيدون المسرح السياسي العربي، قبل الربيع العربي ومع خريفه الحالي المرعب، ومازالت الدول التي لم تصبها رياح التغيير على حالها تسيرها حكمة المشايخ الطاعنين في العمر، ولا تختلف بقية الدول العربية عن الحال المصري، في نسبة الشباب المهمشين الجاثم على صدورهم وفرص إثبات وجودهم حكامهم المسنون.
هي الثقافة العربية القبلية، ومهدها التاريخي يقبع في شبه الجزيرة العربية، والتي دائماً يتصدر فيها شيخ القبيلة مجلس الحكم القبلي، وشيخ القبيلة مثلما هو شيخ وجاهة اجتماعية، هو أيضا شيخ في العمر يمثل حكمة السنين وتجارب العمر الطويلة، وكان يمكن أن نقبل هذه الحكمة لو كان زمننا اليوم مثل زمن الأمس، يتحرك بثقل وتؤدة سير قوافل الجمال في صحارٍ ممتدة يخيم عليها ليل ممتد ساكن توزع فيه على الجالسين بساطة وسذاجة حكمة الأيام الخوالي.
الأيام تبدلت والتاريخ ينطلق بسرعة تفوق الخيال، فكيف لهؤلاء المسنين من قادة نظام الحكم العربي أن يستوعبوا حركة التغيير، وكيف لهم أن يفهموا معنى جدلية الزمن، هم الآن يقمعون فرص الشباب، لأنهم يظنون أنفسهم الأدرى والأكثر خبرة وتجاربَ، هم ينحون جانباً حتى الشباب من أهلهم في بيوت الحكم، تحت وهم أن هؤلاء الشباب لم ينضجوا للحكم، ورغم أن كثيراً من هؤلاء الشباب لم يعودوا شباباً. النتيجة أن دولنا تسير ضد حركة التاريخ، تمشي الآن ببركة ريع النفط وبركة القدر… لكن إلى متى؟! النتائج ستكون كارثية مع تحديات الزمن القادم، وهي لن ترحم أحداً.
توضيح ورد واعتذار ورجاء
“>الكتابة اليومية، بقدر ما هي متعبة، فإنها ممتعة، وتبقي الكاتب على تواصل مع قرائه، يرافق خواطرهم وردود أفعالهم على الأحداث، ويشاركهم فنجان قهوة الصباح ويودعهم بحروف كلماته في نهاية اليوم، وبالتالي لم يكن غريباً افتقاد البعض، وتساؤلهم، كتابة أو اتصالاً، عن سبب توقف نشر مقال السبت. وردا على هؤلاء أود التوضيح أن ذلك لا يتعلق بي شخصياً، بقدر ما يتعلق بترتيبات داخلية ضمن القبس ليس لي خيار فيها، فأنا شخصيا افضل الكتابة سبعة ايام في الأسبوع، بدلا من خمسة كما هو الحال الآن، ولا مشكلة لدي هنا، فالمادة متوافرة دائماً. وقد يستمر قرار عدم تجاوز عدد مقالاتي الخمس أسبوعياً، وقد يتغير، مع الوقت.
كما أود ان أبين لمن يعاتبونني، كلما التقوا بي، أو اتصلوا هاتفياً، عدم تجشمي عناء الرد على ما ينشرونه من تعليقات على صفحة القبس الإلكترونية، ولهؤلاء أقول بأنني، ولأسباب فنية ونفسية، أتجنب قراءة تلك التعليقات، ويؤسفني بالتالي عدم الرد عليها! وبالتالي اتمنى على من يريد التواصل معي استخدام البريد الإلكتروني، وهنا سيكون ردي أو تعقيبي أكثر سهولة وخصوصية.
كما تردني في أحيان كثيرة، وبصورة شبه يومية مكالمات هاتفية من معارف واصدقاء وكذلك بالطبع ممن لا أعرف، وغالبيتها ربما لها علاقة بما أكتب. وحيث انني اصبحت اقضي غالبية وقتي خارج الكويت، فإن بعض تلك المكالمات «الدولية» تأتي في أوقات غير مناسبة، بسبب فارق الوقت، هذا غير أنها مكلفة أحياناً، ومقلقة في أحيان أكثر. وبالتالي أتمنى على من يود الاتصال بي إرسال رسالة نصية sms أو whats app او فايبر Vibre لكي اقوم بالاتصال به في الوقت المناسب! وطبعا يبقى التواصل الإلكتروني، الإيميل، الطريقة الأفضل والأكثر دقة!
ملاحظة: ورد في مقال للزميل علي البغلي أنه لم يسمع كلمة احتجاج من الجمعية الكويتية لحقوق الانسان، على موقف محدد، وأن هذه الجمعية لم يهاجمها احد، بعد استيلاء ابطال الحراك الشوارعي على مقدراتها! وهذا غير صحيح فقد انتقدناها في 3 مقالات، على الأقل، ولولا رداءة تعامل الأخ الزميل، وتعاملنا مع الجمعية عندما كانت بأيدينا، لما نجح هؤلاء في الاستيلاء عليها.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com