بدلاً من أن تثير الكاتبة الفاضلة سعاد المعجل موضوع التحدي الأول، وهو ما قاله الشيخ صباح الناصر من أن «ولاء إخوان الكويت ليس للكويت»، حيث ذكرتُ في مقالتي «أتحداه أن يأتي بدليل واحد على كلامه»، فإذا بها تربط هذا الموضوع بموضوع التحدي الثاني، وهو كلام الشيخ سعود الناصر ـــ يرحمه الله ــــ حول مقابلاته مع بعض رموز التيار الإسلامي أثناء الغزو، ومع هذا سأفند كلامها الذي مارست فيه خلطاً متعمداً للأوراق، حيث ذكرت عن مقابلات الشيخ سعود الناصر أنه «دون فيها عدم ولاء الإخوان وهو موثق لدى كل من عاصروا تلك الحقبة»، وحيث انني ممن عاصروا تلك الحقبة عندما كنت عضواً في لجنة تقصي الحقائق البرلمانية عن أحداث الغزو العراقي للكويت، عندما استدعت اللجنة الشيخ سعود ـــ يرحمه الله ــــ وأدلى بشهادته عن كل ما يتعلق بموضوع الغزو والأحداث التي جرت فيه من دون أن يذكر من قريب أو بعيد لقاءاته مع كل من د. اسماعيل الشطي ود. طارق السويدان وغيرهما. ولو كان الأمر كما يقول لما تردد في ذكر هذه المعلومات في شهادته التاريخية أمام اللجنة البرلمانية، خصوصاً أنه ذكر تفاصيل أخرى، أساءت إلى وزارة الخارجية الكويتية، التي سارعت إلى نفيها وتكذيبها في حينه عندما استضفنا بعض المسؤولين في الوزارة في اللجنة وواجهناهم بشهادة الشيخ سعود، ناهيك عن أن المحاكم الكويتية أثبتت مصداقية الأخوين الشطي والسويدان، وعجز أنصار الشيخ سعود عن الإتيان بدليل واحد يؤكد اتهاماته، كما جاء في الحكم القضائي رقم 139 لعام 2001 جنايات، عندما رفضت المحكمة الشكوى المقدمة من أطراف ليبرالية تأسيساً على كلام سعود الناصر ضد اسماعيل الشطي لعدم قدرة الشاكين على تقديم أي دليل يؤكد صحة روايته، يرحمه الله. متابعة قراءة الأستاذة الفاضلة سعاد المعجل (2)
اليوم: 2 مارس، 2014
حشد… التي في خاطري
بسرعة صعدوا درجات السلم إلى الطابق العلوي، حيث تنام السلطة. طرقوا على بابها طرق الخائف المرتبك، ففتحت بابها بهلع: “خير إن شاء الله؟”، قالوا: “ومن أين يأتي الخير، عدونا الحقيقي قام بترتيب صفوفه، ووحّد لون قميصه”.
أسقط في يد السلطة، ونزلت مهرولة على السلم، تقطع ثلاث درجات بخطوة واحدة، ومن دون أن تغسل وجهها بالماء، وقبل أن تبل ريقها بقهوة أو غيرها، فتحت التلفزيون، ممنية نفسها أن يكون هذا الخبر مقلباً ثقيلاً، لكنها شاهدت الكارثة بنفسها: “الحركة الشعبية الدستورية (حشد) تعلن نفسها تياراً سياسياً”. متابعة قراءة حشد… التي في خاطري
لعبة الأمم القائمة في المنطقة!
في بدايات عام 1990 كانت محطة CNN الإخبارية تتعرض لخسائر ضخمة وذاهبة للإفلاس والإغلاق لانصراف العالم عن الأخبار السياسية حتى تم الغزو المفاجئ للكويت، فتوجهت أعين شعوب العالم لما يجري في المنطقة، وكان هناك مقطع مثير يبث حال الاستراحة الإعلانية على المحطة المذكورة عبارة عن خارطة للعالم وأيد مستترة تدفع بدبابة الى منطقة ما وأموال لمنطقة ثانية وتسحب برج نفط من منطقة ثالثة.. إلخ، وكأنها تقول ان ما يجري في العالم في مختصره هو «لعبة أمم» تتقاسم بها الغنائم عبر الحروب وتوزيع الأدوار فيها.
***
قبل ذلك، وقف المؤرخون عند متناقضات عديدة صاحبت الأحداث الجسام في القرن الماضي يصعب تفسيرها الا عبر فهم انها توزيع ادوار بين القوى المتنفذة التي تدعي العداء فيما بينها كسماح ألمانيا القيصرية بمرور الزعيم الشيوعي «لينين» على أراضيها للوصول لموسكو، وتقاطر رجال الأعمال الغربيين للاستقرار والعيش في روسيا بعد نجاح الثورة البلشفية فيها، ومثل ذلك تحالف الغرب الرأسمالي اليميني مع ستالين الشيوعي اليساري ضد هتلر الرأسمالي اليميني، وإعلان اميركا الحرب على ألمانيا عندما هاجمتها اليابان دون ان تعلن روسيا الحرب على اليابان عندما هاجمتها ألمانيا، ودور الغرب في نهضة المانيا بعد الحرب الكونية الأولى وسكوتها عن تسلحها وتوسعة مصانع الأسلحة فيها، وزيادة اعداد جيشها رغم ما في ذلك من مخالفة صارخة لبنود معاهدة الصلح التي وقعت في فرساي.
***
وفي منتصف التسعينيات كتب الخبير الاستراتيجي زبغنيو بريجنسكي كتابه الشهير عن الفوضى العارمة القادمة لمنطقة «اوراسيا» التي تضم دول الشرق الأوسط وبعض الجمهوريات السوفييتية السابقة كحال اوكرانيا، وما نشهده هذه الايام يطابق تماما تلك النبوءة التي من ضمنها جزء مرعب ومخيف حول احتمال استخدام الاسلحة النووية في الحروب التي ستقوم على اراضيها، ويمكن تفسير ما يجري على انه استقطاب «حقيقي» بين الدول المؤثرة في العالم، او في المقابل استقطاب «مصطنع» بين تلك الدول كحال لعبة الشرطي الجيد والشرطي السيئ التي تقسم من خلالها الادوار للوصول للأهداف.
***
آخر محطة: (1) للقراءة الصحيحة لما يحدث وما سيحدث، ان كان ما حدث من ثورات وربيع عربي واوكراني.. الخ، هو نتاجا طبيعيا وعفويا لما قامت به انظمة قمعية فاسدة، فسنشهد في المستقبل القريب نهاية لتلك الفوضى وبدء عملية النهضة والبناء والتعمير والتنمية في تلك البلدان وتوجهها لمستقبل مشرق يجعلها تواكب النهضة العلمية القائمة في العالم.
(2) أما إذا كان ما حدث من ثورات هو نتاجا لمخططات تدمير وتقسيم وحروب اهلية، فنحن في بداية لا نهاية طريق تلك الفوضى العارمة، وما هو قادم اشد وأعنف وأكثر تدميرا بمرات عديدة مما تشهده هذه الأيام، لذا علينا في منطقة الخليج ان نفترض منذ اليوم السيناريو الأسوأ والعمل بكل الطرق على تلافيه قبل ان تصل النيران الى منطقتنا التي تملأ اجواءها ابخرة النفط الساخنة القابلة للاحتراق السريع.
عزيزي أبو عدنان
“>لم ألتق بك إلا مرات قليلة، لا تعادل حتما عدد مرات مشاهدتي لك على المسرح أو التلفزيون، وبالتالي ما اكتبه ليس مجاملة، ولا لمصلحة، وربما لا يجمعنا غير حبنا لهذا الوطن الذي كان يوما أكثر جمالا بكثير، وربما تعلم أنني كتبت عنك مقالا أعاتب فيه مسؤولي وطني عدم تكريمهم لك، ولم تتأخر أمانة المجلس الوطني للثقافة والفنون في الرد، ووصفك بأنك، بلا جدال، أحد أهم منارات المسرح، وصاحب دور بارز في إعلاء شأنه، ورائد في حركة التنوير وتعزيز دور الكويت الثقافي، وأنك حصلت عام 2005 على جائزة الدولة، وهي أرفع ما يقدم لأمثالك! كما ذكرتني بأنك حصلت قبل 37 عاما (فقط) على جائزة نجم المسرح الأول في الكويت، وتم تكريمك بعدها بثلاثين عاما في مهرجان «فهد الأحمد» للدراما. وفي عام 2008 كرمك المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعدها بسنتين كرمتك الأكاديمية الدولية للإعلام، وكرمت في مهرجان ليالي فبراير(!)
وكل هذا جميل، ولكن لماذا تفتخر جهة رسمية بما قدمته جهات أهلية؟ هذا بخلاف أن جائزة الدولة، بالرغم من أهميتها المعنوية، لا تساهم كثيرا في تخليد عمل أي فنان، الأحياء أو الذين غادروا دنيانا. فعندما نتجول في شوارع الكويت، وتقع انظارنا على لوحات أسمائها لا نرى بينها شارعا مهماً باسم خالد النفيسي، أو غانم الصالح مثلا ! ونتساءل عن سبب عدم وجود اسم عبدالحسين على أحد مسارح الدولة، أو حتى استديو في الإعلام، ليشعر هو وأهله ومحبوه أن هناك من يهتم بتخليد ذكراه وهو بيننا، وليس تكريمه بـ«سكات»؟ فهل اصبحت اسماء الشوارع والطرق السريعة حكرا على الفئة التي لها دالة على الحكومة؟ علما بأن غالبية اصحاب الأسماء ليس لهم فضل أو أثر او فعل صالح، إن لم يكن العكس هو السائد، وكأن الكويت ليست غير والد نائب، أو صديق متنفذ! كما ساهم الكثيرون ممن أطلقت اسماؤهم على شوارع مهمة في إفساد الحياة المالية والسياسية، واشتهر بعضهم بسوء الخصال وقلة الكفاءة، وفي الوقت نفسه تجاهلنا أسماء فنانين كبار طالما أمتعونا برائع أعمالهم الهادفة، التي ستسعد وتثقف عدة أجيال قادمة! نعم لقد تناسينا عمدا وقصدا خالد النفيسي وغانم الصالح، وتجاهلنا عبدالحسين، وسعد الفرج، هذا غير سعاد وأخواتها، ربما لأن نفوذ الإخوان المسلمين لا يزال مستشريا في أعلى مراكز اتخاذ القرار في الحكومة. ولكي نتعلم كيف نكرم هؤلاء بطريقة لائقة علينا فقط مشاهدة كيف كرمتهم عدة جهات رسمية خارج وطنهم!
• ملاحظة: نشكر للمجلس الوطني سرعة رده علينا في يوم نشر مقالنا عن عبدالحسين. كما نشكر لقيادة الحرس الوطني ردها علينا في يوم نشر مقالنا عنها، وهذا، حسب علمي، ما لم يحدث من قبل، من جهة حكومية، في تاريخ الكويت!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com