ستصوت اسكوتلندا ذات الـ 5 ملايين نسمة بعد 5 أشهر من الآن على البقاء أو الانفصال عن المملكة المتحدة بعد 300 عام من الوحدة، وقد بدأ بعض المحللين والمفكرين العرب يكتبون عن مشاكل الانفصال الاسكوتلندي ومنها برأيهم عمليات تحديد الحدود بين البلدين وخلق الجيوش وهموم العملة ولربما سيصلون إلى إشكالات الحرب الأهلية التي ستقع وما سنراه من رقاب ستقطع وبيوت ستهدم وأعراض ستنتهك.
***
وبالطبع ما سيحدث، إن تم الانفصال وقد لا يتم لأن المواطن الاسكوتلندي المشهور بالبخل والحرص الشديد سيصوت على معطى اقتصادي لا سياسي وقد يجد من الأفضل له البقاء ضمن المملكة التي غابت عنها الشمس بمحض اختيارها منذ زمن بعيد والتي قد يسحب منها كرسيها الدائم في الأمم المتحدة وحق الفيتو معه إن بدأت بالانشطار ويمنح لليابان أو ألمانيا الاتحادية، نقول إن تم الانفصال فلن يتغير شيء على الأرض بين المملكة الانجليزية اليمينية والجمهورية الاسكوتلندية اليسارية حالهم كحال العلاقة بين الدول الأوروبية الملكية والجمهورية التي لا تشعر أنك انتقلت من بلد إلى آخر فلا حدود ولا قوات أمن تفصل بين بلدانهم كالحالة القائمة بين بلداننا أو حتى ضمن البلد الواحد في منطقتنا.
***
إن المؤشرات في كثير من بلداننا العربية المبتلاة بثوريات الحكم العسكري بالأمس، وثوريات الخريف العربي اليوم تظهر انها ذاهبة لا محالة إلى عمليات انفصال وتسطير وتقسيم بعد ان ارتفع حساب الدم والدمار بين مكوناتها فلم تعد تطيق العيش مع بعضها البعض، وما نطلبه هو ان ينفصلوا بسلام كي لا يتحول الاحتراب من حالة مؤقتة إلى حالة دائمة كما حدث بين مكونات دول البلقان التي يعتبر السلام بينها حالة هدنة مؤقتة لا أكثر.
***
آخر محطة:
1 ـ عندما شهدت كم الدمار والخراب وسفك الدماء الذي قام به الطاغية صدام في الكويت بعد احتلالها علمت أنه راحل لا محالة، فلا أحد يدمر ما يعتقد انه ملكه بدلا من ان يعمره ويحسن الاستفادة منه وهذا ما حصل في النهاية.
2 ـ عندما أرى كم الدمار الذي يقوم به الفرع الآخر لحزب البعث في سورية والذي قارب ان يتجاوز خراب ألمانيا واليابان بعد الحرب الكونية الثانية، أشعر يقينا بأن سورية ذاهبة للانقسام والانشطار فلا أحد يقوم بهذا التدمير وهو يعلم انه من سيدفع ثمن اصلاحه، إن كان لا بد من الانقسام فليتم بسلام ويذهب كل طرف بطريقه..!