من أفضل ما وردني من رسائل الكترونية، هذه الرسالة القادمة في الأسطر الآتية، التي ربما كشفت لنا جوانب مظلمة، فأضاءت ولمعت في عقولنا وارتاحت لها قلوبنا من البلاء الذي نعيش فيه ليل نهار في هذا المجتمع… لا ريب عندي في أنها هي السبب وراء جفائنا وطائفيتنا، غرورنا وكبريائنا المزيف، كذبنا وخداعنا، سوء حالنا الذي يزداد يوما بعد يوم:
جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي (ع) فقال: إني أجد في رزقي ضيقا، فقال له (ع): لعلك تكتب بقلم معقود؟ فقال: لا! قال (ع): لعلك تمشط بمشط مكسور؟ فقال: لا! قال (ع): لعلك تمشي أمام من هو أكبر منك سنا؟ فقال: لا! قال (ع): لعلك تنام بعد الفجر؟ فقال: لا! قال (ع): لعلك تركت الدعاء للوالدين؟… قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال (ع): فاذكرهما فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق.
هل هناك وقت، ولو لمدة دقيقة واحدة نفكر فيها ونتأمل نوعية حياتنا! نجري جريا وقد لا نفلح… بل ولا نفلح في كثير من الأحيان، فيما نمتلك كنوزا من التعاليم الدينية تسهل علينا الطريق… ما رأيكم لو خصصنا هذا اليوم للدعاء للوالدين… فاليوم الخميس الأنيس، والليلة هي ليلة الجمعة المباركة، فنسأل الله لنا التوفيق جميعا:
«اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، أن تبسط على والديّ من بركاتك ورحمتك ورزقك، اللهم ألبسهما العافية حتى يهنئا بالمعيشة، واختم لهما بالمغفرة حتى لا تضرهما الذنوب… اللهم اكفهما كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْهما إياها… برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اعنا على الإحسان إليهما في كبرهما… اللهم وارضهما علينا… اللهم ولا تتوفاهما إلا وهما راضيان عنا تمام الرضا، اللهم وأعنا على خدمتهما كما ينبغي لهما علينا… اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما.