سامي النصف

اليهودي الجميل والأميركي القبيح!

ظهر المرشح دونالد ترامب الذي يعتبر البعض انه يمثل الوجه القبيح للسياسة الاميركية في لقاء متلفز بصحبة ابنائه ليقول انه لم يدخن او يشرب الخمر قط في حياته، وهي معلومة تسر وتجذب المتدينين المسيحيين الذين يدعمون منافسه كروز، رغم ان ترامب يملك من مصانع الخمور والكازينوهات التي تمتلئ بالمقامرين والمدخنين وشاربي الخمور، ومن الصفات الذميمة ان تشجع الناس على عمل الموبقات التي تدمر صحتهم وتذهب بأموالهم ولا تعملها، وعموما هناك شك كبير في حقيقة الصورة الملائكية التي منحها لنفسه حيث يخبرني رجل أعمال خليجي كبير دعاه السيد ترامب قبل سنوات طوال للعشاء في البنتاهاوس الذي يملكه بأعلى مبنى «ترامب تاور» بالشارع الخامس في نيويورك، ان ترامب كان يشرب الخمر آنذاك وهو الوضع الطبيعي لرجال الأعمال في الغرب فرجل الأعمال الذي يدعو زملاءه لحفل عشاء وشرب خمر ولا يشرب يثير وضعه الريبة، ومعروف كذلك ان كذب السياسي في اميركا يقضي على مستقبله بعكس حال سياسيي منطقتنا الذين تزداد شعبيتهم كلما كذبوا على شعوبهم حتى بات البعض منهم يكذب بأكثر مما يتكلم.

***

مقابل تلك الصورة غير الجميلة التي يعكسها ترامب نجد الصورة الانسانية للمرشح اليساري اليهودي بيرني ساندرز الذي كان الوحيد الذي قاطع مؤتمر اللوبي الصهيوني (ايباك) الذي تسابق على حضوره مرشحو الرئاسة الآخرون، كما تسابقوا في إعطاء الوعود لدعم السياسة الإسرائيلية ظالمة او مظلومة وفي هذا رد على من يحاسب الآخرين على دياناتهم ومذاهبهم وأعراقهم بدلا من محاسبتهم على توجهاتهم وسياساتهم.

***

وإلى الاستفتاءات التي تظهر ان المرشح الجمهوري دونالد ترامب يتقدم بفارق كبير على منافسيه لدى المسجلين كناخبين جمهوريين، حيث حصد 45% مقابل 27% للمرشح كروز وأغلب مؤيدي ترامب، كما تذكر الاستفتاءات، هم من البيض غير الجامعيين او خريجي الكليات ومن كبار السن، وعلى الجانب الديموقراطي بدأ الفارق يضيق بين هيلاري كلينتون ومنافسها بيرني ساندرز، 47% لهيلاري مقابل 45% لـ ساندرز، لدى المسجلين كناخبين ديموقراطيين، علما ان الفوز لا يعتمد على الانتخاب المباشر بل على انتخاب مندوبين يقومون بانتخاب المرشحين الذين يقومون بانتخاب مرشح الحزب او مرشح الرئاسة في نوفمبر المقبل، وسبب تقلص الفارق بين كلينتون ومنافسها يعود الى تحول كثير من النساء والشباب من دعم السيدة هيلاري الى دعم ساندرز، على وجه العموم من يحصد ترشيح الحزب او حتى الرئاسة الاميركية ليس من يحصد اصواتا شعبية اكثر بل من يحوز اكثرية اصوات المندوبين ويحوز حاليا المرشح ترامب اصوات 756 مندوبا مقابل 545 لكروز وحصدت السيدة كلينتون اصوات 1761 مندوبا لقاء 1073 لساندرز ولازال هناك مجال لـ… المفاجآت!

***

آخر محطة: (1) بعيدا عن الاستفتاءات التي كثيرا ما تخطئ وتصيب، هناك مؤشر لم يخطئ قط في انتخابات الرئاسة الأميركية لا يتحدث عنه كثيرون في الولايات المتحدة وهو ان المرشح الذي يحصد أموالا أكثر من التبرعات ينتهي دائما وأبدا بالفوز بمنصب الرئاسة الأميركية كونه سيحصل على إعلانات أكثر على الفضائيات وكون المتبرعين الكبار لا يضعون أموالهم على الحصان الخاسر، بل لديهم رؤاهم ومصادرهم في مراكز الأبحاث والدراسات المستقبلية.

(2) حتى الآن حصلت السيدة كلينتون على 130 مليون دولار تبرعات وحصل السيد ساندرز على 96 مليون دولار، والاثنان يمثلان حزب الياقات الزرقاء أي حزب العمال والفقراء، بينما حصل تيد كروز مرشح حزب الأثرياء اصحاب الياقات البيضاء على 54 مليونا وترامب على 25 مليونا كونه يعتمد على أمواله الخاصة في دعم حملته وقد ثبت انه لم يدفع حتى الآن من تلك الأموال الخاصة به إلا 250 ألف دولار!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *