محمد الوشيحي

بائع الماء على ضفاف النهر

تعازينا الحارة للبساطة والسلاسة والعمق. تعازينا للحرف والقافية والوزن. تعازينا للحكمة والتلقائية والصعلكة. تعازينا لشعر النظم وشعر المحاورة. تعازينا لعشاق الشعر الحقيقي ومتذوقيه. تعازينا لأهله ومحبيه. تعازينا لعشاق فرائده. تعازينا لشعراء المعلقات السبع في وفاة حفيدهم سعد بن جدلان الأكلبي.
رحم الله كبير سحرة الشعر الشعبي في هذا العصر. رحم الله من كان يزرع كلمة “كيف” في ألسنتنا. إذ كنا، بعد كل قصيدة ينشرها، نتساءل بحواجب مرتفعة: كيف توصل إلى هذا الوصف؟ كيف تمكن من هذه الصياغة؟ كيف أوتي كل هذا، من دون تعليم ولا ثقافة حديثة ولا سفر ولا قراءة، ولا اطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، ولا يحزنون؟ كيف وكيف وكيف؟
ويقول الشاعر، الساحر الآخر، فهد عافت: “إذا لم ينصف التاريخ سعد بن جدلان، فالعيب في التاريخ”، وأقول لفهد: “الأكلبي هو واحد من أهم مَن كتبوا تاريخ الشعر في الجزيرة العربية، هو واحد ممن صنعوا التاريخ، هو واحد من أبرز سادة التاريخ، والتاريخ لا يتنكر لسادته وأعمامه. فإن بدا عليه اللؤم وأنكر الأكلبي، سألناه: مَن صنعك إذاً؟”، قبل أن نستعين بالشعر شاهداً على نذالة التاريخ، فيفضحه ويكشف جحوده وإنكاره. متابعة قراءة بائع الماء على ضفاف النهر

عادل عبدالله المطيري

هنيئا للسعوديين..بأمير التنمية

أعتقد أن الكل قد تعرف إلى خطة التنمية الطموحة التي اطلقها ولي ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والتي شملت اكثر من 33 مشروعا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ستنقل السعودية من الاعتماد على البترول كمصدر رئيسي للدخل القومي إلى مجرد دخل من دخول الميزانية.
سواء اتفقنا أو اختلفنا حول الرؤية المستقبلية للسعودية عام 2030، من المؤكد أن المكسب الكبير والأكيد هو صاحب الخطة الأمير محمد بن سلمان، الذي ظهر في الإعلام الغربي والعربي وتعرف عليه الناس عن قرب.

ما الذي عرفناه عن الأمير محمد بن سلمان؟ متابعة قراءة هنيئا للسعوديين..بأمير التنمية

إبراهيم المليفي

تمدد خطاب الكراهية

آخر أخبار العالم المتحضر تؤكد أن القادم لا يبشر بالخير، ذلك العالم المكشوف لنفسه وللعالم إعلاميا هو الذي يستحق الأسى عندما ينغمس في خطاب الكراهية بعدما اجتهد في الاستفادة من أخطائه، العالم المتحضر هو الجهة المرغوبة للهجرة والعمل والدراسة والطبابة والاستثمار والبحث عن الأمان، وإذا ما فقد هذه المميزات تحولت الكرة الأرضية بأكملها إلى كوكب متوحش.
قبل أن تظهر أزمة المهاجرين السوريين إلى أوروبا كان حزب لوبان الأب وابنته من بعده في فرنسا معبرا عن شريحة مناهضة لوجود العمالة المهاجرة، وكانت المبررات تستند إلى الأسباب الاقتصادية فقط، ولكن بعد تفجر قضية اللاجئين تحول مسار اليمين المتطرف ليعبر عن خليط من المشاعر المناهضة للمسلمين، ولكل ما هو غير فرنسي، خصوصاً أن فئة من المسلمين الإرهابيين قدموا الأدلة على وحشيتهم على طبق من ذهب في جريمة شارلي إيبدو وتفجيرات باريس، صحيح أن اليمين الفرنسي المتطرف أخفق في الانتخابات عدة مرات لكنه كشف عن مدى التدهور في مزاج الناخب الفرنسي. متابعة قراءة تمدد خطاب الكراهية

احمد الصراف

الدهاء الحكومي

كتبت مرات عدة، منتقدا قرار وزير النفط السابق، السيد محمد البصيري، ممثل الإخوان المسلمين في الحكومة حينها، الذي تبين لاحقا أن معرفته بالنفط، وبإدارة المال العام، لا تزيد على معرفتي بالماليزية، في ما يتعلق بزيادة رواتب ومزايا موظفي وعمال النفط لمستويات خيالية، دون تفرقة بين الوظائف الإدارية وبين الفنية، المتعبة، بحيث أصبح متوسط راتب خريج الجامعة لا يقل عن 12 ألف دولار! ولكن تبين لي مؤخرا أن قراره المؤذي والخطير برفع الرواتب لتلك المستويات الفلكية، وحذو جهات حكومية عدة حذوه، وما ذكره من تبرير «مضحك» من أن تلك الزيادات الهائلة لن تكلف خزانة الدولة العامة فلسا واحدا، كان قرارا ممهورا برضا رئيس الوزراء، وموافقة مجلسه الموقر، وبالتالي لا يلام الوزير بقدر ما تلام الحكومة التي تسببت ليس فقط في خسارة الدولة لمئات ملايين الدولارات، في صورة زيادات غير مبررة لجهات عدة، و«حرمان» بقية الموظفين منها، بل وأيضا ما نتج عن ذلك من تضخم هائل في الأسعار، ودخول الدولة برمتها في مرحلة تالية في صراع رواتب لن ينتهي على خير.
كان من الممكن أن تطال تلك الزيادات بقية موظفي الدولة، لتصبح حكومة الكويت الأكثر مبالغة في كرمها مع العاملين معها، لولا ذلك الانخفاض الكبير في دخل الدولة بعد انهيار اسعار النفط، لتكتشف الحكومة، او رئيسها ومستشاروه، مع استمرار انخفاض العائدات حجم الضرر الذي تسببوا به في حق الوطن والمواطنين.
للخروج من الورطة، اقترحت الحكومة فكرة «البديل الاستراتيجي» وهي نكتة اكثر سخافة من الخطأ نفسه، ولا أعرف ما علاقة الأمر بالاستراتيجية، التي ظلمت هنا، كما سبق أن ظلمت من قبل بخطط الحكومة التنموية الأخرى.
لقد كشفت مشكلة رواتب موظفي وعمال النفط، مدى ضعف الحكومة ككل، وأنها حقا عاجزة عن التصدي لمشاكل بمثل هذا الحجم والتعقيد، خصوصاً أن أخطاءها هي التي تتسبب بها أصلا! ولا ننسى في هذه العجالة أن القطاع النفطي، على الرغم من اهميته، كان شبه لعبة بيد الحكومة، فتارة تعين له وزيرا سلفيا ليقوم بما يفترض أن يقوم به من ينتمي إلى السلف من تعيينات، وتارة تعين وزيرا محسوبا على الإخوان ليقوم هذا بإقالة من قام سلفه بتعيينهم، وإحلال إخوان محلهم، وهكذا، لتستمر فوضى التعيين والإقالة والانتقام حتى اليوم، والأمثلة أمامنا كثيرة، وبالتالي لم تسع الحكومة، في السنوات العشرين الأخيرة على الأقل، في جعل هذا القطاع الحيوي، حيويا بحق، وخاليا من السرقات التي وردت في تقارير ديوان المحاسبة.
إن الطلب من الحكومة اليوم التحرك وعلاج مشكلة رواتب ومزايا عمال النفط، ورواتب القطاعات المماثلة أمر لا جدوى منه، فهذا أكبر من قدراتها، وبالتالي المطلوب حكومة جديدة بفكر جديد للتصدي لحل المشكلة.

سعد المعطش

«التنكة»

المعادن كثيرة منها ما هو قوي ومنها ما هو خفيف ويلتوي بسرعة ومازلت أتذكر حين ظهرت علب المشروبات الغازية في نهاية السبعينيات وكنا نمارس قوتنا عليها ونطعجها بيد واحدة، ومن الطبيعي أن عملية الطعج لا تكون إلا بعد شرب المحتوى لآخر قطرة منه.
وفي الوقت نفسه هناك معادن قوية جدا ونادرا ما تجد من يحاول ممارسة إظهار قوته معها، والشيء المشترك بين جميع تلك المعادن أنها جميعها قابلة للتلميع بداية من الأقوى والأثمن وهو الذهب إلى أن تصل إلى «الشينكو» الذي يستعمل بحظائر الدجاج. متابعة قراءة «التنكة»