مبارك الدويلة

أميركا وإيران في دائرة الاتهام

التطرُّف في كل شيء مكروه ومرفوض شرعاً وقانوناً. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هلك المتنطعون»! أي المبالغون في الأمور، واليوم مع الأسف نشاهد مظاهر تطرف كثيرة ومتنوعة في عدة مجالات، فالأعمال التي يقوم بها «داعش» من قتل وتدمير وترويع للآمنين، والقتل حسب الهوية، كل هذا تطرف لا يقره شرع، لكن أيضاً من التطرف أن أذكر ذلك وأغضّ الطرف عما تفعله ميليشيات الحشد الشعبي في الفلوجة والأنبار، أو أتجاهل مجازر فيلق بدر وحزب الله في سوريا! كذلك ما تقوم به طالبان من تفجير في الأماكن العامة في باكستان غير مقبول، وغير المقبول كذلك أن أتناسى مجازر الطائرات الأميركية من دون طيار في وزيرستان، هذا هو التطرف في نظرة البعض للأمور بعين علمانية! عندنا بالكويت ضرب التطرف قمته، عندما تم تفجير مسجد الصادق، وتكرر المشهد في مساجد نجران، ولكن بعيون طائفية! ومن مظاهر التطرف المكروهة نشر صورة الشاب الذي رسم صورة مسلم البراك على بعض المرافق، وإظهاره في نشرة الأخبار الرسمية كمجرم متطرف، بينما لم نشاهد ولا صورة لمجرمي خلية العبدلي، الذين خزنوا أسلحة كافية لتدمير البلد بمن فيها، وثبت للمحكمة تبعيتهم لإحدى الدول المجاورة! لذلك من أراد أن يتحدث عن التطرف، فلا يتطرف في تفكيره وقلمه، ويظهره لنا وكأنه من لون واحد ومصدر واحد، فمن ذهب ضحية الإرهاب في الرمادي والموصل والفلوجة وحماة وحمص وحلب أكثر أضعاف المرات ممن قُتل في إيران وما جاورها، وكله إرهاب مرفوض، لكن ان يتم طرح الموضوع بهذه النظرة الطائفية فهذا تطرف وتأجيج لمشاعر الكره، التي تؤدي إلى تطرف أكثر خطورة! فاليوم تتحدث مصادر محاكم نيويورك في تحقيقاتها للراعين لأحداث سبتمبر 2001، أن ايران دولة راعية للارهاب(!) يعني أصبح للارهاب دول ترعاه! فلا نشغل القراء بأحداث فردية مثل العريمان وغيره، ونسكت عن الداعم الحقيقي للمنظمات الارهابية! ولعلنا لم ننسَ حتى الآن اتهام كلينتون لأوباما من أنه من أوجد «داعش»! يعني أميركا تتهم ايران برعاية العمليات الارهابية، وكلينتون تتهم أميركا بدعم «داعش»(!) اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين! متابعة قراءة أميركا وإيران في دائرة الاتهام

أ.د. غانم النجار

موسم الهجرة إلى الفساد والجبنة الكبيرة

خلال أسبوع واحد فقط ظهرت على السطح فضيحتان يفترض أن تهزا بلاداً كثيرة وأشخاصاً نافذين في بلادهم وبلادنا بالطبع.

الفضيحة الأولى هي لشركة “أونا أويل” في موناكو، المتخصصة في تخليص أو “إغلاق” العقود النفطية، عن طريق الرشا. وقد ظهرت للعلن عن طريق انفلات حزمة كبيرة من الإيميلات الخاصة بأحد العاملين في الشركة، ومن ثم نشرها إعلامياً بشكل واسع. الأسماء الواردة كبيرة في بلادها، ومن المفترض أن تطيح برؤوس سواء بموس أو بدون موس.

لم يكد العالم يفيق من فضيحة “إيميلات موناكو” حتى ظهرت لنا “أوراق بنما”، عبر اختراق مكتب المحاماة البنمي “موساك فونيسكا”. وكانت الحصيلة عبارة عن 11.5 مليون وثيقة، أو 2.6 تيرابايت بلغة الكمبيوتر. سربها شخص مجهول لصحيفة ألمانية منذ سنة، فأشركت معها منظمة صحافية دولية للتحقق من المعلومات قبل النشر. وبالتالي باشرت 100 صحيفة في العالم التحقيق في 215 ألف شركة من 200 دولة ومنطقة، للفترة من 1977 حتى ديسمبر 2015. فاتضح أن ما في “الفخ أكبر من العصفور”، فظهرت أسماء 140 شخصية سياسية بارزة، منهم 12 رئيس حكومة حالياً أو سابقاً، إضافة إلى الفيفا ولاعبين مشهورين. وكشفت التحقيقات الصحافية ما يدور في “ملاجئ الفاسدين” أو “أوفشور”، أو “الملاذات الضريبية”. بالطبع ليس كل من يستخدم الأوفشور بالضرورة مذنباً، فهي لا تمثل بذاتها فعلاً مخالفاً للقانون، لكن الأمور قد اختلطت، وتداخلت، وتشابكت، حتى صارت وكأنها موسم هجرة إلى الفساد، وصار الذين يستخدمون تلك الشركات لأغراض غسيل الأموال، وإخفاء ثرواتهم، أو التهرب من الضرائب هم الأغلبية. وكان الكشف عن هذه المعلومات فقط تأكيداً للنمط الفاسد الذي يدار به العالم. وربما يلقي بعض الضوء على أسباب التشوهات الدولية والاحتقانات. مكتب المحاماة البنمي هو رابع أكبر مكتب في العالم يتعامل في شركات الأوفشور، فعلينا فقط أن نتخيل حجم الفساد على المستوى العالمي لو تم اختراق المكاتب الكبرى الأخرى، وتم كشف ما بها من أسرار.

خطورة الفساد ليست في الجانب المالي فقط، فهو الجانب الظاهر. فكلما زاد الفساد قلت العدالة، وزادت الفوارق بين الناس، وزادت الحروب، وزاد التعصب، وزاد عدد الفقراء، وانتشر البؤس، وتضاعفت أعداد اللاجئين. فالفساد على أية حال من أبرز أشكال انتهاك كرامة الإنسان.

ردود الفعل في العديد من دول العالم هي التحقيق الجاد في المعلومات، سواء في “إيميلات موناكو” أو “أوراق بنما”.

وحيث إنه ورد في حيثيات “إيميلات موناكو” ذكر شخصية كويتية نافذة لقب بـ”الجبنة الكبيرة”، كان له دور واضح في “التربيط” و”التضبيط” في زمن فات. فهل سنسمع شيئاً عن فتح تحقيق في المسألة، حتى لو على سبيل الهمس؟ أم أن هناك من سيعتبر الحديث عن الفساد عندنا ضاراً بالأمن الوطني، من يدري؟

متابعة قراءة موسم الهجرة إلى الفساد والجبنة الكبيرة

فضيلة الجفال

الرياض ونيودلهي .. الواقع الجيوسياسي

شكلت زيارة ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند أخيرا إلى السعودية للقاء الملك سلمان علامة لافتة أبرزت الكثير من الأسئلة، لا سيما التي تناولتها الأوساط الصحافية السياسية على مستويات عدة في شكل العلاقات بين الهند وباكستان والسعودية وإيران على وجه الخصوص. لماذا هذه الزيارة مهمة؟ وما الذي ستؤول إليه نتائجها؟.. وهل يمكن أن تتحرك هذه العلاقات الثنائية قدما دون باكستان كعجلة ثالثة في المركبة؟.. أما أكثر الأسئلة حيوية فهي التي يمكن تداولها على مستوى الإقليم، هل الزيارة تعني أن الهند تتجاهل علاقاتها مع إيران؟.. متابعة قراءة الرياض ونيودلهي .. الواقع الجيوسياسي

سامي النصف

إلى أين تتجه دول المنطقة؟

يعتقد البعض المتفائل ان أوضاع الحروب الأهلية الدامية القائمة في دول مثل العراق وسورية وليبيا واليمن هي أقرب لأحوال بعض دول المنطقة أواخر الثمانينيات عندما آتت الحرب العراقية ـ الإيرانية ثمرها ومثلها الحرب الأهلية اللبنانية، وحان وقت إنهاء الحربين كي تتفرغ الشركات الكبرى لقطف ثمار مرحلة تعمير ما دمّر وحصد المليارات.
***

وضمن هذا السيناريو وبعد ان قدّر الخبراء الاقتصاديون العالميون كلفة إعمار سورية بمئات مليارات الدولارات، ومثلها وأحيانا ضعفها كلفة إعمار الدول العربية الأخرى التي ابتليت بالحروب الأهلية لسنوات طوال لم تبق حجرا على حجر، فقتلت البشر ودمرت المصانع والمزارع والمدن والبيوت، وجب ان يبدأ سعر النفط في الارتفاع التدريجي كي يمكن لدول الخليج ان تموّل كلفة إعمار تلك الدول المليارية أو التريليونية التكلفة كما حدث في الماضي مع العراق ولبنان وغزة.. الخ. متابعة قراءة إلى أين تتجه دول المنطقة؟

علي محمود خاجه

احتفالاتنا… أين الإبداع؟

مسرح ممتلئ بالطلاب والطالبات يتراقصون بأزيائهم الملونة على أنغام موسيقى وإيقاعات تكون مكررة في غالب الأحيان وجميلة في مرات قليلة جدا، بكلمات مختلفة وشاشات ضخمة تعرض بعض الصور الغرافيكية أو التاريخية، لينتهي الحفل المكرر باعتلاء كل الطلاب والطالبات خشبة المسرح لأداء الرقصة النهائية وإلقاء التحية على راعي الحفل سمو الأمير.
تكرار مستمر لمدة أربعين عاماً لا أفهم كيف لعاقل أن يتصور بأن هذا التكرار يعني النجاح؟! وهو التكرار نفسه الذي شهدته احتفالات فبراير في الكويت، حيث تم إغلاق شارع الخليج لتمر عربات خشبية كبيرة والجماهير تتابعها من فوق الأرصفة في تكرار واضح لاحتفالات السبعينيات من القرن الماضي.
أنا أعزو هذا الأمر وأعني التكرار الممل لجمود أفكار القائمين على تنظيم تلك الفعاليات، فمن غير المعقول أن يتولى أمور تنظيم فعاليات يفترض أن تكون قائمة على التجديد والإبداع، وتقديم المختلف للجماهير المتعطشة للفرح شخصيات غير مبدعة، فأين يكمن الإعجاز والإبداع في أن يتولى شخص أي شخص إدارة شؤون هذه الاحتفالات إن كانت الميزانية متوافرة، ووزارة التربية متعاونة، والشعراء والملحنون والمطربون متوافرين بكثرة في الكويت، بل قد يكون من أسهل الأمور تنفيذاً طالما الفكرة مازالت مكررة، وهي بالضبط مشابهة لأن يكون لدينا تصميم هندسي لمنزل واحد فقط، ونكلف المقاول في كل مرة بإعادة تنفيذه بلون مختلف فقط، وهو ما يحدث في احتفالاتنا السنوية. متابعة قراءة احتفالاتنا… أين الإبداع؟

حسن العيسى

فسحة من غير كاميرات

“الواقع الذي كنا ندركه لم يعد موجوداً، فالمنازل والشوارع والطرق كلها تبحر بعيداً مع الزمن، واأسفاه على تلك السنوات. الأماكن التي اعتدناها لا تنتمي إلى مساحة حددناها في زمن آفل، هي صورة ملتصقة في الذاكرة لزمن مضى” (ترجمتي لفقرة من “البحث عن الزمن الضائع أو الغائب أو المفقود” لمارسيل بروست عن الترجمة الإنكليزية لأرثر غولدهامر بكتابه المصور عن الرواية).
بروست على لسان الراوي لا يكابد الحنين “نوستلجيا” لزمن الأمس للماضي، بل يتحسر على غياب المكان، حين طوته صفحة من كتاب الزمن، وهو كتاب لا ينتهي ولا نعرف من أين بدأت أول كلماته. الراوي يتحسر على ضياع أماكن ذكرياته الجميلة في الحديقة والغابة التي التقى فيها جلبرت وعشقها أيام طفولته، لم تكن حسراته على جلبرت ابنة سوان، بل على رحيل تلك الأماكن وضياع معالمها، هي المساحات التي أحب فيها، ونحتت ذكراها على حوائط وجدانه، فالمكان هو المساحة التي ضاعت، وهو ينبش عنها في تلافيف الزمن، يقلب ذكرياته عله يجدها.
متابعة قراءة فسحة من غير كاميرات