غنيم الزعبي

توابيت إيرانية قادمة من سورية

أكثر شعوب الأرض معرفة وتواصلا مع الشعب الإيراني هم الشعب العراقي يأتي بعده الشعب الكويتي بحكم الجغرافيا وكذلك بحكم كثافة التواصل وحركة السفر الكثيفة بين الطرفين بل وأيضا بحكم علاقات النسب والمصاهرة.
كل ما سبق كون لدينا في الكويت فكرة دقيقة عن أحوال هذا الشعب الجار الذي ما إن تخلص من طاغية جبار كالشاه حتى ابتلي بمئات الطواغيت الذين يلبسون رداء التشدد الديني والتطرف. وفي كلا العهدين قام قادة إيران بتصرفات بعيدة عن واقع وطموحات الشعب الإيراني بداية من الشاه الذي كان يريد أخذ دور شرطي الخليج في نفس الوقت الذي كان خفر السواحل الكويتين يطاردون عصابات تهريب البشر التي تستغل البسطاء من الشعب الإيراني وتضعهم في قوارب خشبية متهالكة طمعا في دخول الكويت والعمل فيها بعد أن ضاقت بهم سبل العيش الكريم في بلد الشاهنشاه.

وأيضا تتواصل مأساة الشعب الإيراني في عهد الملالي الذين يبعثون أسلحة تقدر بعشرات الملايين كمنح لأحزاب وجماعات في اليمن والعراق وسورية وفي نفس الوقت تطفو على شواطئ شاليهات أهل الكويت الشمالية كل أسبوعين أو ثلاثة جثة لشاب إيراني يافع غرق قبل أن يصل ساحل الكويت أو رماه مجرمو عصابات تهريب البشر بعد أن أخذوا نقوده وقرروا التخلص منه وعدم تكملة الرحلة.

وفي الأسابيع الأخيرة وحسب الإعلام الرسمي الإيراني فقد زاد عدد القتلى من الإيرانيين في سورية بشكل واضح. وكثر منظر الجنائز في طهران. ومع هذا لم نسمع أي ردة فعل أو همسة اعتراض وتساؤل عن المبرر والأسباب، لكي يدفع الشعب الإيراني الثمن من دماء أبنائه في سبيل محافظة طاغية قتل ربع شعبه على كرسيه؟

أين مصلحة إيران في استعداء أمة عربية تعدادها أكثر من 300 مليون نسمة واستفزازها بهذا الشكل؟ أليس أهل إيران أولى بعشرات الملايين التي ترسلها الطغمة الحاكمة هناك لأحزاب تعمل لفرض سيطرة أقلية صغيرة على أغلبية ساحقة سواء في لبنان أو سورية أو اليمن؟! أليس من الأفضل أن تضع إيران يدها بيد جيرانها في الإقليم المحيط بها لاستغلال ثرواتنا وثرواتهم في سبيل الرفاه والاستقرار لشعبها والشعوب العربية المحيطة؟!

نقطة أخيرة: قد تكون الحرب الجارية في سورية هي بداية تحرير الشعب الإيراني الذي لن يستمر في دفع الثمن من دم أبنائه وقوت يومه في حروب وثورات لا مصلحة له فيها.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *