حوراء معرفي

اضطرابات الأكل

الغذاء أمر ضروري للفرد، ولابد أن يحصل كل منا على الغذاء المناسب والصحي لبناء جسد متعافي ومتكامل، وللمحافظة على شكل الإنسان الخارجي والداخلي أيضاً.
الغالبية من الناس يستمعون بتناول الطعام، ويختارون ألذ وأشهى الأكل، بل وحتى يعتبرونه ضرورة لابد من الحصول عليها، فلا يأكلوا كل شي يعرض عليهم، كما يقول البعض في مجتمعنا أن هناك أفراد يأكلوا ليعيشوا، وفي المقابل هناك أفراد يعيشوا ليأكلو، وهناك أفراد يعانون من مشكلات واضطرابات بالأكل.
من الاضطرابات المتعلقة بالأكل ما يسمى بمرض فقدان الشهية العصبي، وقد يصيب عذا المرض الفتيات بسبب خوفهن من زيادة الوزن والسمنة، فيقل لديهن تناول الطعام أو حتى البقاء من دون طعام، على الرغم من شعورهن بالجوع، وذلك اعتقاداً منهن أن الشعور بالنحافة يحقق لهن السعادة حتى لو على حساب حاجات الجسم الأساسية التي تعتبر من الحاجات الفسيولوجية التي تقع في بداية هرم الحاجات الذي وضعه ماسلو.
الاستمرار في تخفيف الوزن يصاحبه أعراض مرضية مثل انخفاض ضغط الدم، ضعف القلب، ونقص حرارة الجسم، هذا إلى جانب شعور الفرد بالخمول، وذلك يرجع إلى عدم حصول الجسم على المواد الغذائية اللازمة لعمله، بالإضافة إلى تأثير نقص البروتينات والكالسيوم والفيتامينات على الشعر والأظافر، أما من الناحية الاجتماعية فقد يميل المصابين بهذا المرض إلى العزلة، من خلال عدم حضور المناسبات الاجتماعية التي لابد أن تحتوي على أنواع من الأطعمة المختلفة والحلويات، وأكلهم لكميات زائدة عن المعتاد يولد لديهم الشعور بالذنب والخوف من السمنة، وقد يقودهم أيضاً إلى الكذب، ورمي الأكل في القمامة، والإدعاء بأنهم قاموا بتناولهم.
على النقيض مما سبق هناك أفراد يعانون من الشراهة في الأكل، فيأكلون حتى في حال عدم شعورهم بالجوع، وذلك بسبب التوتر الانفعالي، والضغط النفسي، فلا يستطيعون التحكم في كمية الأكل الذي يتناولونه، فيكثرون من تناول الحلويات والأطعمة المشبعة بالدهون والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية، وبعد ذلك تكون لديهم الرغبة في التخلص من تلك الكمية الزائدة من الطعام فيتعمدون القيء، والاستمرار في تناول تلك الكميات من الأطعمة بلاشك يسبب البدانة، والشعور بالبدانة في مجتمع يفضل النحافة قد يؤدي إلى ميل الفرد للعزلة والخجل، وكذلك الإحباط لأنهم لا يستطيعوا القيام بكل ما يريدون، فيصعب عليهم القيام ببعض الأنشطة كالجري، ولا يستطعوا ارتداء بعض الملابس التي لا تناسبهم، مع ذلك نجد الكثير من المصابين بالبدانة يتمتعون بخفة الظل والميل للضحك والمزح.
وفي بعض الأحيان يصاب الفرد بمرض فقدان الشهية والشراهة معاً، حيث يضاب بدايةً بمرض فقدان الشهية ويقل تدريجياً حتى يصل إلى الشراهة.
وقوع الفرد في الاضطرابات السابقة يجعله يبحث عن العلاج المناسب وعدم إهمال الأمر، ولابد أن يكون العلاج على أيدي اختصاصيين في مجال التغذية والخدمة الاجتماعية والنفسية، وذلك للعمل على حد المشكلات النفسية والاجتماعية التي تسببت بالمرض، وقيام اختصاصي التغذية بعمل برنامج غذائي مناسب للحصول على وزن طبيعي وسلوك صحي ملائم، وتنظيم الوجبات، والحصول على جميع المواد الغذائية التي يحتاج إليها الجسم.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *