سالم مليحان الحربي

انعكاس عودة الشرعية إلى اليمن

تأخذ الأحداث في المشهد اليمني، منحى ايجابيا على أكثر من صعيد، سواء أكان يتعلق بالشق العسكري أو السياسي، والتقدم الميداني في الأيام السابقة، من فك الحصار عن مدينة تعز، واقتراب قوات الشرعية من دخول صنعاء، شكل عامل ضغط على تحالف الانقلابيين علي صالح – الحوثي، ما دفعهما الى تحريك الجانب السياسي والتقدم بمقترحات جدية تستند الى قرار مجلس الامن الرقم 2216 للدول الداعمة للشرعية، ومن الممكن البناء على هذه المفاوضات لإنهاء حالة الصراع والفوضى وعودة الحياة والاستقرار الى اليمن من جديد.

لكن ما هو انعكاس عودة الشرعية الى اليمن؟

باعتقادي، ستصبح دول مجلس التعاون الخليجي، عنصرا مؤثرا بترتيبات المشهد الإقليمي في المرحلة المقبلة، خصوصا أن تحركها في اليمن، كان باعتماد ذاتي وعدم رضا غربي.

يوجد صراع تشهده المنطقة بين منطق الدولة والميليشيا، فالدول الخليجية تستند على دعم الحكومات الشرعية لكل بلد لما فيها من استقرار للدول، أما الطرف الآخر فهو ينطلق من دعم الميليشيا على حساب الدول ان كان في لبنان «ميليشيا حزب الله»، لا بل حتى الدول الحليفة له، مثل الحكومتين العراقية او السورية اللتين تدعمان في شكل اساسي، ميليشيات الحشد الشعبي في العراق وميليشيات قوات الدفاع الوطني في سورية.

ويرجع سبب عدم دعم مثل هذه الحكومات، للقوات الشرعية، لأنه مهما كان ولاء عناصر الجيش في هذه الدول، فهناك حاضنة وطنية من الممكن الرجوع اليها عندما تتعارض مصالح الداعم مع المصلحة الوطنية، بعكس الميليشيا، التي يمدها بشريان الحياة، التمويل، حتى لو كان ضد مصالح بلادها.

لذلك، فان انتصار الشرعية في اليمن سينعكس على المدى البعيد على هذه الدول وسيخف وهج الميليشيات فيها ويعود مفهوم القوات الشرعية تدريجيا.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *