سامي النصف

العالم بين017 و007!

أصدرت قبل أيام لجنة التحقيق الهولندية تقريرها بشأن حادث الطائرة الماليزية 017 من نوع بوينغ 777 التي تم إسقاطها بواسطة صاروخ فوق شرق أوكرانيا في يوليو 2014 بالمنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات الانفصالية الروسية وقد نتج عن الحادث مقتل 298 ضحية نصفهم من الهولنديين المتجهين من أمستردام الى العاصمة الماليزية.

***

وأشار التحقيق الى ان الإسقاط تم باستخدام صاروخ بوك سام 11 الروسي وقد أوضحت تقارير وشهود عيان ان أطقم تلك الصواريخ المستخدمة من قبل جيش دونباس الشعبي الانفصالي التابع لروسيا هي روسية وتتبع الكتيبة 53 الصاروخية في الجيش الروسي وقد وجه التقرير اللوم جزئيا لأوكرانيا كونها لم تغلق ممراتها الجوية فوق شرق أوكرانيا التي تدور فيها الاشتباكات بين الثوار الروس والجيش الأوكراني، ولا يعلم حتى الآن إن كانت هناك ردود فعل غربية ودولية على ذلك التقرير.

***

في سبتمبر 1983 قامت طائرة روسية من طراز سوخوي 15 بإسقاط الطائرة الكورية 007 من نوع بوينغ 747 في رحلتها من ألاسكا الى سيئول وعلى متنها 269 راكبا من بينهم عضو الكونغرس الأميركي لاري ماكدونالد وقد ادعى السوفييت ان سبب الإسقاط هو ان الطائرة اخترقت الأجواء السوفييتية المحظورة فوق منطقة سخالين وانها كانت مرسلة بمهمة تجسسية لصالح الولايات المتحدة لفحص القدرات الدفاعية في المناطق الشرقية، وهو ما أنكرته أميركا، موضحة ان الطيار السوفييتي الذي قام بالإسقاط لم يتبع الإجراءات الدولية التي تتطلب منه لا متابعة الطيارة من الخلف، كما قام بذلك، بل الاقتراب من مقدمتها كي يشاهده طاقم الطائرة المدنية ويمتثل لأوامره، ما تلا ذلك الحادث هو مقاطعة غربية شاملة للاتحاد السوفييتي ولدورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في موسكو عام 1984، فهل سيتكرر رد الفعل هذه المرة؟ شخصيا لا أعتقد، لأن الغرب آنذاك كان يقاد من قبل ريغان، وروسيا تقاد الآن من قبل بوتين!

***

آخر محطة:

(1) في عام 1984 قُدْت الطائرة التي أقلت الوفد الأولمبي الكويتي للمشاركة في الدورة الأولمبية في موسكو بعد رفض الكويت للمقاطعة، وقد أرسل السوفييت اثنين للجلوس معي في كابينة القيادة وقد علمت ان الأول مترجم للحديث مع أبراج الجمهوريات السوفييتية التي سنمر فوقها كونهم لا يتحدثون الانجليزية، اما الثاني فقد كان رجل أمن.. لمنع المترجم من الهرب!

(2) عدت قبل أيام من لبنان الى الكويت على متن احدى الشركات العربية التي مازالت تحلق بشكل استثنائي فوق الأراضي السورية وهو امر يجب ان يتوقف اذا ما بدأ الثوار السوريون يستخدمون صواريخ ارض ـ جو ضد الطائرات الروسية!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *