سامي النصف

صليل الصوارم وثعابين دون سلالم!

بعد أن دمر تنظيم داعش الارهابي المشبوه ماضي العرب عبر تدميره لآثارهم الانسانية النادرة ودمر حاضرهم عبر إعطائه المبرر لأمم الأرض لغزو أرضهم وسفك دمائهم وتدمير بنائهم، التفت التنظيم لتدمير مستقبلهم عن طريق تسميم عقول أطفالهم عبر لعبة الكترونية خبيثة دست في الانترنت تسمى «صليل الصوارم» تدفع الاطفال للتطرف والقتل ولم تكن تلك هي المرة الاولى التي تحول بها الالعاب الطفولية العربية البريئة الى ألعاب شيطانية مروعة.

***

فقبل ذلك اعتاد أطفال العرب التسلي بلعبة تدعى «السلم والثعبان» ليكبروا ويجدوها تمارس بأبشع صورها على الساحة العربية، فبعد شلالات الدماء والدمار والخراب، وذهاب وإياب المبعوثين الدوليين، وبعد اجتهادات القيادات المخلصة من الوطنيين التي هي بمثابة «سلالم» للوصول لحلول للمشاكل الدموية القائمة على الأراضي العربية وقبل الفرح بالوصول لنقطة النهاية، تقوم «الثعابين» الضخمة ممثلة بالقيادات التي ليست فوق مستوى الشبهات ومطالبها التعجيزية بجعل القضايا التي قاربت الحل تنحدر سريعا الى المربع الاول وتذهب الدماء هدرا و«كأنك يا بوزيد ما غزيت»، وإشكالات العراق وسورية وليبيا قريبة من تلك اللعبة، حيث كثرت الثعابين فيها وكسرت السلالم!

***

وهناك لعبة طفولة أخرى تمارس بشيطانية شديدة على الارض العربية وهي لعبة «الطفل في الغابة» والتي مضمونها أن ينظر المشاهد لصورة غابة متشابكة الاشجار ويطلب منه ايجاد الطفل المختبئ بها ولا يجد المشاهد للوهلة الاولى للمنظر القائم إلا أغصانا وأوراقا تحجب عنه رؤية الطفل، إلا أن قلة قليلة قوية البصر والبصيرة تستطيع إيجاد الطفل بين التشابكات القائمة، ولا شك أن الاشكال السوري تحديدا قريب جدا من تلك اللعبة، حيث يراد من خلق التعقيدات والتشابكات والتداخلات إخفاء حقيقة وجود طفل يعكس المطامع الدولية والاقليمية لاحتلال وتقسيم الارض السورية والشاطر من يستطيع رؤية الطفل ولا ينشغل بالامور الجانبية.

***

آخر محطة: (1) يقال إن سبب تمسك الطغاة العرب بالكراسي ورفعهم لشعار فريد بين الأمم هو «تفنى أمة ولا يزاح فرد عن كرسيه» هو لعبة الكراسي الموسيقية التي تمارس عند الاطفال العرب بالمدارس وفي رياض الاطفال والتي يطرد منها بالعادة من لا يجد كرسيا يجلس عليه عندما تتوقف الموسيقى، فيكبر الطفل وقد زرع حب الكراسي بعقله وفؤاده!

(2) يسجل تاريخ لبنان الحديث أن الشهيد رفيق الحريري كان السلم الاكبر في تاريخ لبنان، حيث أنهى بجهده نيران الحرب الاهلية لذا كُسر وقتل، كما يعتبر الجنرال ميشيل عون.. الثعبان الأكبر! وكان الله في عون الرئيس نبيه بري على ألاعيب عون.. الثعبانية!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *