فؤاد الهاشم

«بلي يا بلبول .. بلي»!

لا يعرف عن الشعب العراقي إنه أهل ..نكتة بل حزن وبكاء وعويل ونواح ربما بسبب تاريخ أهل الرافدين الطويل والممتد إلى آلاف السنين منذ أيام حكم «حمورابي» وحتى نوري المالكي و..حيدر عبادي !! لذلك تجد أن النكتة العراقية الموثقة والمكتوبة في كتبهم قليلة وتتداولها الأجيال ومن النادر أن تسمع من أحد العراقيين جملة «سمعت آخر نكتة»؟! لأن الأخيرة دائما هي الأولى والأولى ..والقديمة!!

من هذه النكات التي مضى عليها حوالي 75 سنة تلك التي حدثت خلال حكم الملك غازي الذي امتد سلطانه من عام 1933 إلى عام 1939 وقتها كان الفنان التشكيلي العراقي«حافظ الدروبي» يرأس وفدا مشاركا في مهرجان الكشافة العالمي الذي جرى في ألمانيا النازية قبيل الحرب العالمية الثانية وكان تحت رعاية وحضور زعيم الرايخ الثالث «أدولف هتلر» وللعلم فإن اسم أدولف ممنوع إطلاقه على المواليد في ألمانيا إلى وقتنا هذا – المهم إنه من ضمن طقوس الاحتفال وتقاليده ان الوفود المشاركة وعندما تمر من امام المنصة التي يجلس عليها «هتلر» وكل القيادات الألمانية النازية العليا يجب أن تغني النشيد الوطني لبلادها ليقوم الزعيم برد التحيه النازيه الشهيرة لهم وهي رفع اليد اليمنى في اتجاه مستقيم إلى الأمام!

وصل طابور الوفد العراقي إلى قرب المنصة فظهرت مشكلة !! لم يكن للعراق وقتها نشيد وطني متفق عليها فاحتار الأعضاء وصاروا ينظرون إلى بعضهم البعض فما كان من الفنان العراقي «حافظ الدروبي» إلا أن طمأنهم وأخبرهم بانه وجد الحل وما عليهم إلا أن يردوا خلفه ما سيقوله .. وهكذا كان !!بعد بضعة امتار حانت اللحظة وارتفع صوت الفنان «الدروبي» صارخا بصوت عال مغنيا «النشيد الوطني المزعوم» :«بلي -يا بلبول» فيرد عليه أعضاء الوفد وبصوت واحد :«بلي» فيكمل الفنان قائلا: «ماشفت عصفور» فيردون عليه :«بلي» ويدخل البيت الشعري الثالث فيقول :«ينقر .. بالطاسه» فيهتف «الردادة» ..«بلي» !! المفاجأة المضحكة لم تكن في كلمات هذا النشيد الوطني «الخرندعي» والذي لم يكن سوى أهزوجة للأطفال يرددونها في شوارع بغداد والحلة والنجف والبصرة بل في ذلك التفاعل العجيب للجمهور الألماني الذي ملأ المدرجات فصار يردد مع أعضاء الوفد العراقي «اللزمة الأخيرة» وهي ..«بلي»..«بلي» بل وأخذت الحشود تتمايل طربا عليها دون بقية الأناشيد الوطنية «الحقيقية»التي صدحت بها وفودها وهي تمر أمام ..«هتلر».

ومن النكات الحديثة والنادرة واحدة تقول إن عراقيا تزوج نانسي عجرم لكنه قرر أن يطلقها لأنها لا تصوم في رمضان فذهب إلى شيخ الجامع وأبلغه برغبته هذه فقال له الشيخ :«دير بالك عيني، رمضان يروح وبيجي بس هاي إذا راحت ما بتجي»!! ولأن العراق اعتاد إطلاق النكات على الاكراد فهناك واحدة تقول كان جلال الطالباني ومسعود البرزاني يسيران معا فشاهدا أحد قساوسة الكنيسة وهو يعرج فسأله طالباني «انت شبيك»؟ فقال القس«البارحة وقعت في .. البانيو» فسأل طالباني رفيقه البارزاني «يعني شنو..بانيو»؟! فقال بارزاني :«شمدريني .شايفني ..مسيحي»؟!

وثالثة ملخصها «الحزب الشيوعي اتحد مع حزب الدعوة في حزب جديد صار اسمه ..حزب إشدعوه »!! اما الأخيرة وهي الأكثر طرافة تقول واحد يسال صاحبه : إذا دخلنا الجنة وانطونا الحور العين شنسوي بزوجاتنا ؟ فرد عليه : «ننطيهم لأهل النار ..خطيه»!!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *