مبارك الدويلة

هكذا يترجل الكبار

عندما قدم عباس أو «عباسوه» إلى الكويت من شيراز في ثلاثينات القرن الماضي، اشتغل في بيع الفول أو «الباجلاء» المطبوخ، حيث كان يضع على رأسه قطعة من القماش ويضع فوقها قدراً كبيراً مملوءاً بالباجلاء يمسكه باليد اليمنى وباليد الأخرى ملعقة كبيرة (ملاساً) ويطوف على البيوت في فريج الرشايدة في مدينة الكويت القديمة وينادي بصوت عال: باجلاء.. باجلاء! وكان عندما يمر على منزل الحاج حبيب مناور يرسلون إليه طفلاً صغيراً اسمه علي، معه قدر صغير ليملأه بالباجلاء ويلتقي بأخيه الأكبر مناور، الذي يحمل بيديه الخبز الإيراني، ويدلفا إلى البيت ليقدما الإفطار الشهي! ومن شدة حب علي لهذا التكليف اليومي، كان يضع على رأسه قدراً صغيراً تحته فوطة صغيرة ويمشي بين غرف المنزل منادياً: باجلاء.. باجلاء! وكانت النساء والأطفال ينادونه «عباس عباس.. تعال عطنا الباجلاء!». متابعة قراءة هكذا يترجل الكبار

د.فيصل المناور

صفحات من الحياة السياسية للمغفور له عباس المناور

كنت صغيرا لا يتجاوز عمري عشر سنوات، كنا نلعب كرة القدم انا وأبناء عمومتي في حوش منزلنا، منزل عائلة المناور الكبير في منطقة الفروانية، وفجأة تجمعت دوريات الشرطة من كل مكان حول المنزل وبدأت أصوات سيارات الشرطة ترتفع من حولنا وبدأت سيارات القوات الخاصة تحيط بنا، وتقوم بإنزال الاسلاك الشائكة لتمنع الدخول والخروج من ديوان العائلة، خفنا وبدأنا نتكلم انا وأبناء عمومتي، ماذا يحدث؟ ما الخطب؟ لا احد يعرف، ومن ثم دخلنا الى الديوان لنجد فيه والدنا طيب الله ثراه عباس المناور، جالس في الديوان والابتسامة لا تفارقه، يقول لمن حبسوا معه في الديوان اذهب وراء حقك وخذه حتى ولو بالقوة فهو ليس هبة او مكرمة إنه حق، وجلسنا في الديوان ننتظر ماذا يحدث، وكان ينتابنا بعض الخوف، فهناك شرطة وأسلحة وأسلاك، ومن ثم أذن المؤذن معلنا عن الصلاة، فأراد الوالد عباس المناور الصلاة في المسجد كعادته ولكنه منع من قبل قوات الامن، ولكن بطريقة ما، استطاع ان يخرج من البيت ليصلي في المسجد، وفي طريقة للعودة للديوان قصد ان يسلك الطريق الذي كان يقف فيه وزير الداخلية، ليريه نفسه ويقول تفضل عندي في الديوان لنتفاهم بدلا من محاصرتي انا وانصاري فنحن طلاب حق لا خارجين عن القانون، وفي تلك الأثناء كانت الجموع والحشود تتوافد حيث قدر عدد المتظاهرين في ذلك الوقت نحو عشرين ألف متظاهر احتشدوا في ساحة مسجد الخرينج، بعد ان هاجمت قوات الامن بعض الحشود في ساحة مسجد الدويلة، وبعد ذلك بينما كنا جالسين في الديوان برفقة والدنا طيب الله ثراه (عباس المناور) وبعض الأهالي، اذ بنا نسمع الاهازيج تأتينا بصخب تصدح من بعيد يعلوها صوت شاعر الحراك في ذلك الوقت الشهيد مبارك النوت، حيث ارتفع نداء «ارفع راسك يا عباس كرامتنا ما تنداس»، لتحتشد الجموع في الديوان ويصدر البيان الشهير الذي كان يتضمن المطالب الشعبية بعودة الحياة البرلمانية، تحت الشعار الشهير نعم لعودة الحياة البرلمانية. متابعة قراءة صفحات من الحياة السياسية للمغفور له عباس المناور

فؤاد الهاشم

«أعدقاء المملكة» نصف بشر نصف..وحوش!

كان لسلاسة انتقال الحكم في السعوديه من السلف الراحل عبدالله الي الخلف الملك سلمان أثر قوي علي خصوم المملكه بكافة توجهاتهم وأشكالهم، فقد جرت العادة – في دول العالم الثالث- أن يموت الحاكم فتحيط بقصر الحكم عشرات الدبابات، ويلتف حول وزارة الاعلام عشرات المدرعات، وتنتشر الآليات المسلحه ذاتها حول وزارة الدفاع وعلي مفارق الطرق الرئيسية، لكن شيئا من هذا لم يحدث في الرياض ، بل كل ما احتاجته عملية نقل السلطة هناك الي زيادة أعداد رجال شرطة المرور لتنظيم سير المعزيين والمبايعيين و.. الكثير الكثير من القلوب المفتوحة والنوايا الطيبة والنفوس الهادئة!

«الأعدقاء» – وهم نصف أصدقاء ونصف أعداء – أو«نصف بشر ونصف وحوش» كما في الأساطير اليونانية القديمة اعتقدوا ان سياسة المملكة سوف تتغير بين عشية وضحاها من النقيض إلى النقيض، وبأن السعودية – العصية علي الأخرين بالأمس أيام عبدالله – ستصبح لقمه سائغه سهلة الإبتلاع أيام سلمان، ونسوا إن شجرة الملك المؤسس الراحل «عبدالعزيز» طرحت – وستطرح لعقود قادمة- فاكهة واحدة لايتغير طعمها أو حلاوتها بين واحدة وأخرى، وهي الثمار ذاتها منذ تولي أول الأبناء الملك سعود مرورا بالراحل الكبير عبدالله وانتهاء بخادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز!. متابعة قراءة «أعدقاء المملكة» نصف بشر نصف..وحوش!

احمد الصراف

المال المعطل

عنوان المقال مشتق من تخريجة اجترحتها قريحة مناصري حزب الله في لبنان كشرط لمشاركتهم في الحكومة كأقلية، حيث اشترطوا أن يكون لمن يمتلك ثلث الأصوات تعطيل صدور أي قانون حتى لو حصل ذلك القانون الثلثين الباقيين. ولكن «الأموال المعطلة» هنا شيء آخر. متابعة قراءة المال المعطل

حسن العيسى

ما بعد «تت» لا شيء!

أمر بسيط جداً وعادي الاتهام بالتزوير أو التحايل على النصوص القانونية بقصد الربح من عمل تجاري، وبفرض أنه مخالف للقانون. فلا أحد يقيم وزناً اليوم لتلك «النجرة» التي حدثت بين نائبين في المجلس، قبل ثلاثة أيام اتهم أحدهما الآخر بتسجيل محلات تجارية باسم الزوجة، وامتنع عن دفع الإيجار المستحق، فيرد عليه الآخر بأنه ليس أحد الذين يزورون تقرير المناقصة أو تقارير نيابة المخدرات…! أياً كان عليه أمر المشادة بين النائبين، التي انتهت بلفظة «تت، تت» بالعامية الكويتية، التي نزجر بها عادة قطاً ثقيلاً حشر نفسه على أهل البيت، لا أحد، آخر الأمر، سواء كان من النواب الجالسين أو من الوزراء المتفرجين أو حتى الكثير من جمهور الناخبين يكترث حقيقة لمثل تلك الاتهامات التي قد تكون صادقة أو مجرد استفزازات كلامية ترتبط بذكريات مشاجرات طفولية… فالناس بالكويت ومن على شاكلتها في قضايا النهب من الأملاك العامة والتسيب في إدارة المرفق العام اعتادوا سماع أخبار جرائم كبيرة تدور حول استغلال نفوذ وتربح ورشا، وكلها تستنزف الأموال العامة، وتنتهي في الأغلب بطريق مسدود لخطأ في القانون أو في تطبيقه أو لغياب الجدية في ملاحقة الفاعلين، حين تختصر الملاحقة على شكليات رمزية يتم فيها استعراض نجومية بعض كبار المسؤولين على صفحات الجرائد، وكأن قضية فساد المرافق العامة ونهبها أضحت قضيتهم الأولى والأخيرة، أو تغلق ملفات تلك القضايا بحقيقة أن الفاعلين وجدوا طريقة ما وهربوا خارج حدود الدولة، فتنتهي الأمور عندها بأن أهل السلطات العامة قاموا بواجبهم كما يتطلب القانون، فلا تطلبوا منهم أكثر من ذلك… وهكذا ينتهي فصل سمج من فصول مسرحياتنا الرسمية. متابعة قراءة ما بعد «تت» لا شيء!

كامل عبدالله الحرمي

4 أرقام كويتية مهمة

• ألم يحن الوقت لترتيب البيت الاقتصادي واتخاذ قرارات غير شعبوية؟

معدل سعر النفط الخام الكويتي سيكون عند 45 دولاراً للبرميل في ميزانية السنة المالية المقبلة 2016/15، وصافي المبيعات من النفط الخام والمشتقات النفطية إلى الخارج سيكون عند 2.4 مليون برميل في اليوم، لنحصل على إيراد مالي يعادل 11.4 مليار دينار كويتي، والرقم الرابع الأهم هو 14 مليار دينار إجمالي الرواتب والدعم سنوياً. متابعة قراءة 4 أرقام كويتية مهمة

باسل الجاسر

القرارات المتعسفة عبث وتكلفتها عالية..

كثرت في الآونة الأخيرة القرارات المتعسفة والانتقامية الخارجة على القانون التي تصدر عن الحكومة الرشيدة، وكثرت في المقابل الأحكام القضائية التي قضت ببطلان قرارات الحكومة على كل المستويات، سواء انتخابات مجلس أمة أو حل جمعيات نفع عام، أو تعيينات قياديين وإقالة آخرين، بل حتى مقابلات لتعيين موظفين.. الخ. متابعة قراءة القرارات المتعسفة عبث وتكلفتها عالية..

سامي النصف

حكومة المستقبل ومستودعات العقول

قامت بعض الصحف الأكثر رصانة في العالم كحال التايمز البريطانية بكتابة مقالات وتقارير تحدثت فيها بالتفاصيل عما سيحدث مع إعلان وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، من خلافات ستعصف بالمملكة، وقد خيبت سلاسة عملية انتقال الحكم آمال المتربصين والمغرضين. متابعة قراءة حكومة المستقبل ومستودعات العقول

شملان العيسى

عجز الحكومة والحكومة العاجزة

نشرت الصحف المحلية خبر المؤتمر الصحافي لوزير المالية أنس الصالح والذي أعلن فيه ان الدولة تتوقع عجزاً في السنة المالية القادمة 2016/2015 يصل الى (8.2) مليارات دينار مع العلم ان الايراد المتوقع هو 12 مليار دينار يخصم منه مخصصات الاحتياطي 1.2 مليار الا ان الصافي هو 10 مليارات… علماً بأن تكلفة الرواتب وما في حكمها تصل الى 10 مليارات كذلك الدعم الحكومي (الكهرباء والماء والبانزين والأكل وغيره) وصلت الى 5.8 مليارات، المهم هذه الأرقام تفترض معدل الانتاج 2.7 مليون برميل بسعر 45 دولارا علماً بأن سعر النفط الكويتي وصل الى 40 دولارا مما يعني ان أرقام الميزانية متفائلة والوضع قد يكون أسوأ مما هو متوقع. متابعة قراءة عجز الحكومة والحكومة العاجزة

سعيد محمد سعيد

مناهضة «الكراهية والطائفية»

 

من البديهي، ألا ينتظر المجتمع البحريني طويلاً حتى يرى ثمار لجنة مناهضة الكراهية والطائفية التي يترأسها نائب رئيس مجلس الوزراء جواد سالم العريض، وتضم في عضويتها وزراء الداخلية والتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية والعدل والشئون الإسلامية والأوقاف.

وجاء في المادة الثانية من القرار رقم (17) لسنة 2014 أن اللجنة «تختص باقتراح وتبني السياسات والمنهجيات وإعداد البرامج الفعالة التي تتصدى لمشكلة خطابات الكراهية التي تبث عبر المنابر والكتب أو من خلال وسائل الإعلام والاتصال والتعليم، أو من خلال القوى السياسية والمجتمعية، والعمل على تكريس روح التسامح والتصالح والتعايش، وتعزيز عوامل الوحدة في المجتمع البحريني».

دعونا نتحدّث بصراحة مباشرة، سواءً وضعت اللجنة نصب أعينها خطة عمل واضحة المعالم أم لم تفعل، فإن إطالة أمد الصمت على الأفعال والممارسات الطائفية، مهما كان انتماء فاعلها المذهبي، لا يجب أن تطول. وقد رأينا كيف أن الحادث الأليم الذي راح ضحيته مجموعة من الزوار البحرينيين في العبدلي، كشف وجوهاً قبيحة في وسائل التواصل استبشرت وفرحت وتبادلت التهاني بموت مجموعة من المواطنين الذين وصفتهم بـ «المجوس». وهناك منتديات الكترونية تنفخ في هذه النار، لا تزال تعمل بكل حرية لنشر الدمار والبغضاء والكراهية.

ومهما يكن من أمر، فقد تسبّب الخطاب المؤجج لبعض النواب وبعض الخطباء وبعض الناشطين السياسيين، في إثارة حالةٍ من الصراع اليومي، بدأ يزداد مع ظهور نموذج جديد من «الوطنية» القائمة على لفت نظر الحكومة إلى شخص أو إلى جماعة أو إلى عيّنة من المسئولين أو الشخصيات، على أنهم الرمز الحقيقي والمثال الأكيد المدافع عن مصلحة الوطن، أما غيرهم من المواطنين فليسوا سوى «قوة» خطرة تعمل في السر والعلن لتقويض الحكم والعبث بمقدرات الدولة والشعب.

ولعل في خطابات نماذج من أولئك الطائفيين الشهيرين (بعضهم الآن قيد اتخاذ إجراءات التقاضي ضدهم)، لعل في خطاباتهم ما يمكن اعتباره «دينامو» لتشغيل آلة الصراع الاجتماعي الطائفي بعيداً عن أصول رأب الصدع والالتزام بالأدوار الدينية والاجتماعية والوطنية في معالجة قضية حساسة أو اختلاف في وجهات النظر، سواء كان ذلك الاختلاف على المسار الديني أو السياسي!

إن اتباع أسلوب الخطب التأجيجية في صلاة الجمعة وإصدار التصريحات الصحافية النارية هو منهج خاطئ دون شك، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على من اشتهر بهذه الصنعة من النواب والخطباء والناشطين السياسيين وأياً كان من يكون الفاعل.

الحل يكمن في ألا تسمح الحكومة بنجاح بأية محاولة لزيادة أعداد المنضمين إلى التصنيفين الجديدين: المواطن واللا مواطن، فالدستور يقول أن المواطنين سواسية، وما عدا ذلك من ممارسات تخالف العرف الاجتماعي وتتعدى القوانين، فإن للدولة الحق في تقديم كلّ من تجاوز حدوده للمساءلة القانونية. ولوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الممثلة في «لجنة مناهضة الكراهية والطائفية»، الحق في محاسبة الخطباء والأئمة إن ثبت عليهم الخطأ، وللسلطة التشريعية الحق في ملاحقة من يثبت عليهم الفساد والإضرار بالبلد. أما إن تركت كل القضايا للخطاب الديني اللامسئول أو للتصريحات الصحافية ذات الأبعاد البطولية الفارغة، فالخطر المفتت للمجتمع لن تُحمد عواقبه.

الإعلام الطائفي والخطاب الطائفي والنفس الطائفي وكل فعل طائفي، لا يمكن اعتبارها أشكالاً من أشكال المواطنة الصالحة. هي بالتأكيد فرصةٌ للمتاجرة الهدّامة على حساب الآخرين، يربح فيها البعض ممن لا تهمهم أصلاً سلامة الوطن.