مبارك الدويلة

كفى كذباً أيها الليبرال

عندما يكذب البعض ـــ حاشاكم ـــ فإن الامر لا يبدو غريباً أو استثنائياً، فهذه أخلاقه التي تربى عليها. لكن عندما تأتي الكذبة ممن يدعي الثقافة ويفتخر دائماً بليبراليته وتوجهه العلماني، فهنا يجب أن نتوقف قليلاً!

لقد هزت نتائج ثورات الربيع العربي والموقف منها مصداقية العلمانيين في جميع بقاع الأرض، حيث سقطت ورقة التوت التي كانت تستر عورة هذا الفكر المتخلف، فانكشف المستور، وظهرت للعيان حقيقة مدى إيمان العلمانيين بالمفاهيم الديموقراطية ومستلزمات الحريات العامة، عندما أيدوا الانقلابات العسكرية على الأنظمة المنتخبة، وصمتوا عن عمليات القتل الجماعي وإحراق جثث المدنيين العزل، وتخلوا عن شعارات قامت من أجلها الثورة، مثل شعار «لا لا لحكم العسكر»، فأيدوا عودة العسكر إلى الحكم، وقبلوا بإجراء انتخابات من طرف واحد وفي غياب المعارضة عن الساحة السياسية، وهكذا تخلوا عن جميع مبادئ فكرهم وليبراليتهم من أجل خصومتهم مع التيار الإسلامي، مطبقين مبدأ الغاية تبرر التنازل عن المبادئ!

ولعل هذا الوضع النفسي هو الذي حداهم إلى كتابة مقالات ممتلئة بالمغالطات والأكاذيب، من أجل تشويه خصومهم السياسيين، عل وعسى أن يخفف ذلك من الحرج الذي هم فيه نتيجة تلك المواقف المشينة!

بالأمس ادعى كاتب أن وزارة الشؤون حلت جمعية الفروانية التعاونية بسبب تجاوزات مالية، وأن هذه الجمعية كمعظم الجمعيات التعاونية كانت تحت سيطرة حزب الإخوان المسلمين (!!). واستغرب كيف تجرأ على ذكر هذه المعلومة، وهو يعلم أن لا وجود للإخوان في جمعية الفروانية؟! هل هو استغباء أم استخفاف بعقول القراء؟! وليته اكتفى بهذا الافتراء، بل ذكر أكذوبة أخرى، عندما قال إن جمعية الشفافية محسوبة ضمناً على حزب الإخوان المسلمين! ويبدو أن المعيار الذي يقيس عليه انتماء الناس هو مدى التزامهم الشكلي أو السلوكي بالمظاهر الدينية، ونسي أو تناسى أن معظم الكويتيين يصلون ولله الحمد، والكثير من عامة الناس يربون لحاهم، إما تديناً وإما عادة. ولعل هذا ما يفسر المثال الثالث الذي ذكره في مقالته الممتلئة بالمغالطات، بشأن مناقصة طباعة القرآن الكريم من قبل هيئة القرآن الكريم وعلومه، التابعه لإشراف وزير الأوقاف، وغاب عنه أن هذه الهيئة بالذات لا وجود للإخوان فيها.

ويختتم مقالته بمعلومة أخذها من محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري، الذي قال إن الرئيس مرسي طلب منه اعتقال شخصيات إعلامية وسياسية، ولكنه رفض! ويهديه عقله الى إدراك مدى فساد نظام الإخوان! بصراحة أنا احترت معاه! يأخذ معلوماته عن الإخوان ويؤكدها من وزير الداخلية محمد إبراهيم. صرت أميل إلى أن هذا استخفاف بعقول القراء، أسأل الله أن يعافينا وإياكم منه.

لذلك، نقول لزملائنا الليبراليين: كفى كذباً في كتاباتكم، وانتقدوا خصومكم بالحقائق والواقع، فالناس لن تنطلي عليهم هذه الأكاذيب، فمن كثرة الافتراءات على الإخوان لم يعد الناس يصدقون لما يشاهدونه على أرض الواقع.

***

فقدت جمعية الإصلاح الاجتماعي واللجان التابعة لها اثنين من شبابها الأخيار، وهما فهد الحقان وعبد الرحمن الفهد، وذلك اثناء عودتهما من رحلة بحرية مع زملائهما، نسأل الله لهما الرحمة ولذويهما الصبر والسلوان.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *