علي محمود خاجه

حالة وطن

نتائج دوري "فيفا" لكرة القدم لهذا الموسم جاءت على الترتيب التالي: القادسية أولا، والكويت ثانيا، والجهراء ثالثا، وكاظمة رابعا، والعربي خامسا، والسالمية سادسا، والتضامن سابعا، والنصر ثامنا، وخيطان تاسعا، واليرموك عاشرا، والصليبيخات في المركز الحادي عشر، والساحل في المركز الثاني عشر، والشباب في المركز الثالث عشر، وأخيرا الفحيحيل في المركز الرابع عشر.
وهو ذات الترتيب بتغيير طفيف أحيانا في المراكز في السنوات العشر الأخيرة على الأقل بمعنى أن يتنافس على الصدارة القادسية والكويت وتحل أندية كاظمة والجهراء والعربي والسالمية في المنتصف، والبقية في آخر القائمة عدا بعض الحالات الاستثنائية.
عموما فإن هذه المقدمة هي لإثبات حالة فقط، وللتعرف على سلوكياتنا كمجتمع بعيدا عن سوء أداء الحكومة، فقد انتهت انتخابات الاتحاد الكويتي لكرة القدم وهو الاتحاد الذي تنتخبه الأندية الرياضية عبر مجالس إدارات تلك الأندية، وهي المجالس المنتخبة أيضا من الجمعيات العمومية لتلك الأندية، وعدد أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الرياضية هو 120 ألف ناخب تقريبا.
وإليكم نتائج انتخاب مجلس إدارة اتحاد القدم لاستيعاب ما أهدف إلى الوصول إليه بشكل أكبر، فقد تم اختيار 13 عضواً في مجلس إدارة الاتحاد الجديد بعد مقاطعة النادي العربي (ثاني أكبر ناد في الكويت بعدد البطولات الكروية) للانتخابات احتجاجاً على أسلوب إدارة اتحاد القدم، وتم اختيار ممثل عن نادي الكويت الرياضي (الحاصل على 4 بطولات للدوري في السنوات العشر الأخيرة) بخلاف المرشح المفضل لمجلس إدارة النادي، والأمر نفسه مع ناديي كاظمة والفحيحيل.
ووزعت المناصب في هذا الاتحاد بحيث يتولى طلال فهد الصباح الرئاسة، وهايف المطيري ممثل نادي النصر منصب نائب الرئيس (لم يحصل النصر على أي بطولة كروية رسمية منذ تأسيسه عدا دوري الدرجة الثانية)، أما المكتب التنفيذي للاتحاد وهو عصب هذا الاتحاد فقد تمثل بكل من الرئيس ونائبه وممثل لنادي السالمية وممثل لناديي الصليبيخات وخيطان (كلاهما لم يتحصلا على أي بطولة كروية رسمية منذ تأسيسهما).
في حين تولى ممثل نادي التضامن رئاسة لجنة المسابقات (لم يحصل النادي على بطولة رسمية منذ تأسيسه)، وممثل نادي اليرموك ترأس لجنة الحكام (لم يحصل نادي اليرموك إلا على بطولتين في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات)، وممثل نادي الجهراء رئيس للجنة التطوير (حصل الجهراء على بطولة واحدة في تاريخه).
هكذا ندير الأمور في كل المجالات، وهكذا يكون اختيارنا ونتوقع الأفضل، فأي عقل وأي منطق يجعلنا نختار بهذا الأسلوب؟ لقد دللت على قطاع الرياضة تحديداً لوضوح ترديه رغم أن الشعب هو من يدير الأمور في هذا القطاع، أو هكذا يفترض ما دامت الجمعيات العمومية (الشعب) هي من تشكل إدارة الجزء الأكبر من هذا القطاع، علتنا لا تكمن في حكومة معينة بل في نفوسنا التي لم تعد تقدم سوى النماذج السيئة أملا في تحقيق نتائج أفضل.

خارج نطاق التغطية:
كنت أتمنى أن توضع صورة استاد جابر الرياضي على العملة الجديدة لتستفيد الدولة من الـ100 مليون دينار التي صرفت على ذلك الاستاد دون استخدامه.

سامي النصف

فلاتر السيسي وخطب عبدالناصر!

أعجبني لقاء للمشير عبدالفتاح السيسي ذكر خلاله انه قليل الكلام وان احد اسباب ذلك انه يمرر ما سيقوله على فلاتر للصدق والأمانة والحق ومرضاة الرحمن، وفي المقابل رأينا شريطا مسجلا لمنافسه المرشح حمدين صباحي وهو يلقي خطبة عصماء مطولة امام صدام حسين يقول فيها: «عندما نقف امام حضرتك ايها القائد العربي الشجاع النبيل فاننا نؤكد قدرتك على الانتصار» ثم لقاء متلفزا حديثا للمرشح صباحي وهو يقول بطلاقة ودون المرور على اي فلاتر للصدق وغيره« أما صدام والقذافي فلم اكن ابدا من المعجبين بهما او المؤيدين لنظامهما».

***

تظهر حقائق التاريخ الحديث ان اكبر المخربين والمدمرين والقتلة والقمعيين من الحكام هم سادة الكلام من الخطباء المفوهين الذين يتكلمون لساعات فيسحرون عقول وقلوب المستمعين من الشعوب ليقودوهم بعد ذلك للحروب والهزائم والنكبات والنكسات والقمع ومصادرة الحريات وما صدام والقذافي وقبلهما هتلر وموسوليني عنا ببعيدين حيث اشتهروا بالاقوال العذبة والافعال المدمرة.

*** 

يقابل ذلك حكام قليلو الكلام كثيرو الانجاز كحال الكثير من حكام الخليج والملكيات العربية الحاضرة وملكيات ما قبل هوجة الانقلابات، لذا نتمنى فوز السيسي ونعتبر قلة كلامه امرا يحسب له ودلالة صحة وعافية، وليجعل السيسي بعد فوزه الافعال تتكلم بدلا من الاقوال وهذا هو المهم لمصر وللامة العربية.

***

آخر محطة: (1) في خطاب الرئيس عبدالناصر الشهير الذي اسر الألباب والمسمى خطاب «حنحارب» مر على المسحورين من المستمعين قوله: انه امر الجيش المصري بالانسحاب من سيناء ومن ثم تسليمها للاسرائيليين «دون حرب»، وهو امر فريد ان يصفق المستمعون لرايات الانكسار بدلا من اخبار الانتصار.

(2) وفي خطاب ناصر الساحر الشهير عن تأميم قناة السويس فات المسحورين والهتيفة والمصفقين ما جاء فيه من ان البنك الدولي رفض اقراض مصر 100 مليون دولار اي حسب قوله

36 مليون جنيه اي ان الجنيه المصري في اوائل عهده كان يساوي 3.3 دولارات ولم يحاسبه المسحورون على ما فعله بعد ذلك بالجنيه والاقتصاد المصري.

(3) وفي خطاب حماسي ثالث شهير أطرب الاذان المصرية والعربية طلب من الاميركان ان يشربوا من البحر الأبيض وان

لم يكفهم فليشربوا من البحر الاحمر، وكان رد الرئيس جونسون ان اعدت خطة ضرب المطارات المصرية عام 67 في البنتاغون وسمعت بـ«الأبيض والأحمر».

(4) وفيما يخص خطاب التنحي الشهير الذي أسال الدموع وأخرج المظاهرات من المحيط الى الخليج يخبرني الاستاذ وجدي الحكيم مدير اذاعة صوت العرب انذاك انه في اليوم الثاني للنكسة وقبل يومين من خطاب التنحي ناداه وزير الاعلام انذاك محمد فايق وطلب منه تحضير اغان وطنية تطالب بعودة الرئيس للحكم ما يعني ان التنحي والمظاهرات في مصر جرى إعدادهما سلفا.. وامجاد يا عرب امجاد!

احمد الصراف

عش دبابير الشوارع

لقي مقال كتبته قبل فترة عن أسماء الشوارع، ما لم يلقَ غيره من اهتمام، قدحا ومدحا، وكان بعنوان «بسطة الخضار والقطامي». ذكرت فيه الفوضى العارمة في تسميات الشوارع، حيث حظي بعض ممن لا يستحقون بشوارع لم يحلموا يوما بالمرور فيها، فكيف بوضع أسمائهم عليها، أو في من اعتقد أنه سيكرّم بعد مماته بإطلاق اسمه على طريق واسع أو شارع، كما تبين من الردود الشفهية والكتابية حدة التباين والاستقطاب في المجتمع، التي طالت كل الفئات وأثارت عصبياتهم الدفينة، وكان الاتفاق الوحيد بينهم هو عدم رضائهم جميعا عن التسميات بمجملها، قديمة وجديدة، أو حتى ما سيتمخض عنه فأر جبل البلدية. فمن مرحّ.ب بتسمية شارع باسم فلان، ومن رافض للتسمية نفسها، واقتراح غيرها. حتى الشاعر «بن لعبون» لم يسلم من النقد بسبب تسمية شارع صغير باسمه في النزهة، وسعدت لأنني لست مسؤولا عن تسمية الشوارع، لكان غضب الجميع قد نزل على رأسي، الخالي من الشعر!
سبب المشكلة، كما اتضح لي، وكما أخبرني صاحب قرار سابق، إن صح كلامه، أن الحكومة أصرّت، منذ سنوات خمس تقريبا، على ألا تضع أي معايير، مكتوبة أو حتى شفهية، تتعلق بالطريقة الواجب اتباعها في اختيار أسماء الشوارع والطرق. كما رفضت تصنيف الأسماء لفئات مثلا، أي مَن يحصل على ماذا، على الرغم من أن الجميع موتى! بل كل ما فعلته الحكومة هو الإيعاز للمسؤولين ولأعضاء المجلس البلدي بما يشبه النص التالي: «روحوا يا مجلس بلدي وقرروا واختاروا واختلفوا بين بعضكم مع بعض، كأعضاء، واختلفوا مع وزير البلدية، وبعدين هاتوا لنا مقترحاتكم، وبعدها نحن نقرر!».
الطريف في الردود على المقال أن الغالبية أرادت معرفة الاسم «الحقيقي» لصاحب «بسطة الخضرة»! وكنت سأجد رداً على تساؤلاتهم لو لم يقرنوها باتفاقهم معي على أن هناك المئات من الذين أُطلقت أسماؤهم على الشوارع ممن تنطبق عليهم مواصفات «صاحب البسطة»، والاختلاف فقط في الحروف الأولى للأسماء، فما الفرق بين «س. م. ك» و «ك. م. س»؟
أنا شخصياً، على اعتبار أنني مواطن كويتي، ولي صيتي وسمعتي وجاهي وثروتي، وكتاباتي التي استمرت لعشرين عاما، وستستمر لعشرين عاما أخرى، وبالوتيرة نفسها، وأيضا من دون مقابل مادي، أعلن هنا تنازلي عن «حقي الطبيعي» في إطلاق اسمي على أي شارع وطريق وسكة! وهكذا أرحت الحكومة من «حنة أهلي»، بعد مماتي.

أحمد الصراف