علي محمود خاجه

«شتسوون بالخارج»؟

منذ أن انقسم الرأي العام حول المشاركة والمقاطعة بعد صدور حكم المحكمة الدستورية المثبت للصوت الواحد في العام الماضي كان لنا رأي حينها بأن المشاركة في الانتخابات رغم سوء النظام الانتخابي أفضل نسبياً من المقاطعة، خصوصا في ظل غياب الرؤية أو البرنامج الذي ترمي له المقاطعة. والأفضلية النسبية للمشاركة لم تكن تعني أبداً أن المجلس سيحول الكويت إلى جنة الله في الأرض أو أن تزدهر الكويت بين ليلة وضحاها أو في أربع سنوات، بل إنها أفضل من المقاطعة بلا هدف، وقد كررت في أوقات سابقة إلى متى ستستمر المقاطعة؟ وإلى الآن لا مجيب؛ لأنني أعتقد أنه أكثر الأسئلة صعوبة بالنسبة إلى المقاطعين الكرام. على أي حال ها قد مر عام تقريبا على المجلس الجديد بمقاطعيه ومشاركيه، وما زال بعض المقاطعين بلا هوية حقيقية للإصلاح الفعلي، فبعض الكلمات أو الأوراق المقدمة دون آلية تنفيذ واضحة وممكنة لا يعد إصلاحا بلا شك، ومتابعة أعمال المجلس الحالي أملا في الوصول إلى هفوات نيابية أو حكومية تؤجج الرأي العام لا تعد إصلاحا، أيضا بل مجرد رد فعل وقتي، والمكوث في العالم الافتراضي "تويتر" وتوابعه ومتابعة من يتفق معهم في الرأي ليشعروا بأنهم كثر لن يتعدى كونه افتراضيا أيضا. أما على صعيد المشاركين فقد شهد هذا المجلس، شأنه شأن مختلف المجالس السابقة، هفوات وأعمالاً منجزة أيضاً، وهنا يكمن الفرق، أما على صعيد الهفوات فتتمثل بإقرار بعض القوانين بعلاتها ومشاكلها الدستورية والقانونية، وكذلك عدم وجود آلية واضحة للتعاطي مع أداة الاستجواب الرقابية، وهو ما سبق أن تطرقنا له في مقال سابق، أما من ناحية الأعمال المنجزة والجيدة فهناك قوانين مثل قانون هيئة النقل، والتي تلخص مسؤولية الطرق في جهة واحدة بدلاً من تقاذف المسؤوليات الحاصل اليوم دون حلول، وقانون المعاملات الإلكترونية المتطور والمميز جداً والذي سيساهم فعلاً في تقليل سطوة البيروقراطية في الكويت، بالإضافة إلى التعديلات على قانون حماية المستهلك الذي يوفر ضمانة جيدة للمستهلك أمام محاولات الغش التجاري، بالإضافة إلى الاستثمار بالأندية الرياضية الذي يحقق عوائد جيدة للأندية تسهم بكل تأكيد في رفع مستوى الرياضة، وقريبا بإذن الله إقرار القانون الأهم وهو حق الفرد في اللجوء المباشر للمحكمة الدستورية، وهو الضمانة الفعلية لكل مواطن من ألا تنتهك حقوقه الدستورية إن جارت الأغلبية على تلك الحقوق. كل النقاط السابقة تثبت أنه بعد عام من المقاطعة والمشاركة علو كعب من قرر المشاركة على المقاطعة، فعلى الرغم من المثالب فإن ما تم إنجازه في الداخل أكبر بكثير من التفرج بالخارج. مجدداً لا يعني كلامي الرضا عن كل ما يحدث بالمجلس وتلك هي طبيعة الأشياء، ولكني على قناعة تامة بأن محاولة الإصلاح من الداخل أفضل وأجدى من "التطمش" من الخارج. خارج نطاق التغطية: دراسة مميزة قدمها الأستاذ حسين العبدالله حول المثالب القانونية والمخالفات الدستورية لقانون هيئة الاتصالات، أتفق مع كل ما ورد فيها، وأتمنى من أعضاء المجلس الالتفات إلى تلك المثالب والمخالفات وتقويمها.

سامي النصف

أمة دخلت إلى الكهف!

ماذا لو تصفحت الجرائد الأميركية هذه الأيام ووجدت انها لاتزال تناقش «المكارثية» وحقوق السود المدنية، ثم اطلعت على الصحف البريطانية فوجدت انها مشغولة على أشدها بتأميم قناة السويس وأحقية التدخل العسكري للسيطرة عليها؟! قطعا ستظن ان تلك دخلت الى الكهف واختفت لنصف قرن او يزيد وعادت هذه الأيام كون الأمم الحية تمتاز بالحراك لا الجمود، فتطوي ملفاتها وتتقدم الى الأمام ولا تبقى واقفة «مكانك سر» في المربع الأول لا تبارحه.

***

اطلعت على ما كتبه شهيد الصحافة العربية الكبير كامل مروة في الفترة من 1951 الى 1955 وقد اخترت مروة لتفاعله مع القضايا العربية، وسأعرض قليلا مما كتبه منعا للإطالة لنعرف هل تغير الحال في أمتنا العربية المجيدة ام مازلنا ندور في المشاكل نفسها منذ قبل 60 عاما مع متغيرات صغيرة هنا وهناك؟ وقد أتى في الآية الكريمة: (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) أي مرت عليهم السنون وكانوا يعتقدونها يوما او بعض يوم كحال أمتنا هذه الأيام!

***

في مقال 23/9/1952 يكتب مروة عن صعوبات وإشكالات انتخابات الرئاسة اللبنانية آنذاك بعد استقالة الرئيس بشارة الخوري ودخول البلد في مأزق سياسي، فيقول نصا: «ليس مهما من ينتخب رئيسا للجمهورية، المهم ما يتعهد الرئيس بتنفيذه»، وعن الانتخابات السورية يكتب في 6/8/1955 حول انحصارها في القوتلي وحفار «هذه الأيام بين بشار وحجار» بعد حكم ديكتاتوري طويل (حكم الشيشكلي) وأن سورية لم تعد مشكلة إقليمية بل عالمية وانها في حاجة لرئيس يرجعها للصف العربي، ويلوم في مقال 16/8/1955 النواب السوريين بأنهم من يصنعون من الرئيس ديكتاتورا عندما يصورونه داهية وعبقريا!

***

وإلى العراق حيث يتحدث في مقال 12/6/1954 عن السيد نوري السعيد (لا نوري المالكي) فيقول انه كان يحوز أغلبية في المجلس السابق، اما في هذه الانتخابات فلم يحز إلا 56 مقعدا من 136، لذا فقد السيطرة على المجلس النيابي وأصبح أسير المستقلين والكتل الأخرى. والى مشكلة القدس يكتب في 15/12/1953 عن وصول القاصد الرسولي الجديد اليها الذي عكس قلق قداسة البابا ورغبته في ان تكون القدس مفتوحة للأديان السماوية الثلاثة.

***

آخر محطة: (1) في يوم الأربعاء 7/7/1954 يكتب الراحل الكبير مقالا بعنوان «عندما يبور الاصطياف» يقول فيه ان موسم الاصطياف قد ضرب، ويلقي باللائمة على العوامل الداخلية وسوء استغلال السائح، وقبل ذلك في 12/7/1952 يكتب مقالا عن «منحة الاصطياف» وهي ما تقوم به آنذاك مفوضية السياحة اللبنانية من دفع ثمن تذاكر سفر للمصطافين الى لبنان تشجيعا لهم، ويقترح ان يضاف للمنحة دفع ثمن تذاكر موسم الاصطياف القادم للسائح لضمان عودته، وفي 18/6/1952 يقول ان أقرب طريق للموت هو قيادة السيارة في لبنان «ومازال».

***

(2) في 16/5/1966 أوعزت المخابرات الناصرية الى الناصري ابراهيم قليلات بقتل كامل مروة فأرسل عدنان سلطاني فقتله بمسدس كاتم للصوت، متناسيا سيرته النضالية الطويلة، حيث توجه مروة إبان الحرب الثانية لأوروبا الشرقية لمحاربة الإنجليز والفرنسيين وسجن إثر ذلك، ويروى ان الناصري «منح الصلح» أراد ان يظهر إنسانية نظام الرئيس عبدالناصر فقال للشيوعي الساخر محسن ابراهيم: هل تعلم ان عبدالناصر أبرق فور اغتيال كامل مروة لعائلته يعزيهم في الحادث الأليم؟ فأجابه إبراهيم على الفور: «منيح انه لم يرسل البرقية قبلها بيوم».

@salnesf

احمد الصراف

الوزير والمواطن الفرنسي

قرر مواطن فرنسي ألا يأكل أو يشرب أو يستخدم أي مواد أو آلات من غير صنع فرنسي %100، اكتشف بعد فترة أنه من الاستحالة العيش بصورة طبيعية، أو حتى قريبة منها، إن أصر على رأيه، فقد وجد صعوبة في الحصول على سيارة أجرة فرنسية مثلا، وحتى إن وجدها فإن بعض قطع غيارها غير وطنية. وقد تسبب إصراره على استخدام مركبة أو طائرة فرنسية في تأخير وتأجيل الكثير من مواعيده، والانتظار في البرد، أو تحت المطر أحيانا ليجد سيارة حسب شروطه. مع تكرار مصاعبه قرر تعديل شروطه وتخفيض النسبة إلى %50، وهنا وجد الوضع أقل معاناة، ولكن المشاكل استمرت بعد ان اكتشف ان الدراجة الفرنسية التي اشتراها للتنقل بها، بدلا من الاستعانة بالتاكسي، %60 من قطعها مصنوع في الخارج. كما أن كل ما تقع عليه عيناه في البيت أو العمل أو حتى في الشارع فيه نسبة او أخرى من قطع غيار أو يد عاملة غير فرنسية، وهكذا اضطر مع الوقت للتخلي عن فكرته بعد أن تبين له استحالة التقيد بها بسبب التداخل الشديد في اقتصادات الدول، واستعانة كل دولة بمنتجات الدول الأخرى الغذائية والصناعية. يحدث هذا في دولة من بين الثماني الأعظم، صناعيا وزراعيا، في العالم، فكيف بدولنا الخليجية التي تخلت مع الوقت حتى عن خياطة النعل النجدية!
ما دفع فرنسا وغيرها، وإن بنسب متفاوتة، لأن تلجأ الى المنتج الأجنبي، دفع بنا وبغيرنا لفعل الشيء ذاته، وليس في ذلك ما يعيب، فاليابان تستورد غالبية احتياجاتها، ولكنها تصدر أكثر منها بكثير. ولكن قبولنا باستيراد كل شيء، من أغذية ومركبات وطائرات وكمبيوترات وأدوية وملايين السلع الأخرى من الخارج لم تدفع يوما اي مسؤول حكومي، وبالذات السيد وزير التربية والتعليم، للتساؤل عن سبب قدرة الدول الصناعية العظمى على أن ترسل لنا ملايين أطنان الأدوية والمواد الغذائية والأجهزة والمركبات، وعجزنا في الوقت نفسه عن أن نرسل لها اي شيء غير البترول الذي نستخرجه من أرضنا بمعداتهم وتقنياتهم؟ وما سر تقدم بضع دول صناعية وتأخر غيرها؟ الجواب يكمن في المنهج الدراسي! فأوروبا واميركا لم تتقدما لأن عضلات مواطنيهما أكبر، أو لأن ألوان عيونهم أفتح، أو لأن جبالهم أعلى أو لأن رقابهم اطول، بل لأن مناهجهم الدراسية أفضل. وحيث اننا قبلنا، طوعا أو جبرا، باستيراد الطحين ومعجون الأسنان وطلاء الأظافر منهم، فلم لا نستورد المناهج الدراسية أيضا التي عن طريقها تمكنوا من صنع وإنتاج كل شيء تقريبا؟ وإن كان السيد الوزير يعتقد ان «العقلية الكويتية» اقدر من غيرها على تعديل المناهج الدراسية، وحتى من خبراء التعليم في سنغافورة مثلا، فلم لم تتمكن تلك العقليات أن تفعل شيئا مع كل هذا التخلف الذي نعيشه؟
والسؤال الآخر: هل يفهم هؤلاء حقا ما نحاول توضيحه هنا؟

أحمد الصراف

د. أحمد الخطيب

«حكومة الأوقاف الكويتية»… خطوة غير موفقة وجهود عبثية

قرار «حكومة الأوقاف الكويتية»، بتوزيع أشرطة تؤكد فيها إنسانية وتسامح الدين الإسلامي للجموع التي ستحتشد للاستمتاع ببطولة كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، هو اجتهاد غير موفق، لأن دعاية كهذه غير مقبولة أصلاً، ومرفوضة في أي نشاط رياضي عالمي، حتى لو كانت غايتها نبيلة. متابعة قراءة «حكومة الأوقاف الكويتية»… خطوة غير موفقة وجهود عبثية