مبارك الدويلة

القبور تتنفس

وهكذا تستمر فضائح الانقلاب في التوالي، إلا أن آخرها كان أشد وأنكى..!

بدأت الصدمة الأولى مع نهاية اليوم الأول الذي أظهر أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم لم يتجاوز السبعة في المئة! وعندها أدركوا أنها بداية النهاية، حيث إنه، وكما قال أيمن نور: يكون زخم الحضور في اليوم الأول، ثم يتراجع في اليوم الثاني! وهذا فعلاً ما حدث، حيث كانت المشاركة في ثاني يوم مخيبة للآمال، مما اضطرهم إلى مخالفة كل الأعراف التنظيمية وتمديد الانتخابات يوماً ثالثاًَ ليعطي فرصة لفريق الانقلاب ليرتب أموره مع وسائل الإعلام، ويعلن أن المشاركة في اليوم الثالث كانت كبيرة! ومَن هذا الذي سيأتي ويثبت غير ذلك؟! متابعة قراءة القبور تتنفس

سامي النصف

رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي

التهنئة القلبية بفوزكم الساحق في انتخابات حرة نزيهة هي من النوادر في تاريخ مصر «وحتى العرب» الحديث بما في ذلك عصور الملكيات العربية التي كانت تزيف بها الانتخابات وتزور، تلك الثقة الغالية والمحبة التي حصدتموها من شعب أرض الكنانة ومن أغلبية العرب تضع على كاهلكم مسؤوليات جساما ضمن المخاض العسير الذي تمر به المنطقة، وريشة التاريخ كعادتها ترقب وتكتب وتخلد.

***

بودنا يا سيادة الرئيس أن تصدروا في أيامكم الأولى عفوا عن الرئيسين السابقين مبارك ومرسي وعن أقاربهما وأتباعهما ممن لم تتلوث أياديهم بالدماء، فهذا ما قام به رسول الأمة صلى الله عليه وسلم في يوم انتصاره الأول، كما قام بذلك الرئيس مبارك عندما أطلق سراح مساجين سلفه السادات واستقبلهم في قصر الرئاسة، لذا اعتبرت أول 10 سنوات من عهد مبارك العصر الذهبي له، وهو ما يكفيكم فأنتم لا تعتزمون البقاء لأكثر من 8 سنوات والتي حددها الدستور.

***

نرجو أن يمتد العفو لرجال الأعمال المصريين الذين ألقوا ـ إبان هوجة الانفعال ـ في السجون، وكان جل ذنبهم أنهم أحالوا صحاري مصر إلى مدن وجنات غناء سكنها الملايين وبحجج زائفة هي أنهم حازوا الأراضي التي عمروها بعقود شرعية من الدولة بأسعار متهاودة متناسين كلفة تعميرها، وأن ذلك الرخص ـ إن صدقت المقولة ـ انعكس على سعر البيع للمواطن المصري، وكيف لمستثمر مصري أو أجنبي أن يستثمر في مصر وهو يرى الدولة تنكث عهودها وترمي بالمستثمرين في السجون؟!

***

وبودنا أن تستقبلوا في أيامكم الأولى كبار رجال الإعلام في بلدكم وحتى في عالمنا العربي من أصحاب الصحف والفضائيات وكتابها ومذيعيها، فهؤلاء من دعموكم وهؤلاء من سيتم عبرهم ترسيخ الاستقرار السياسي الذي لا غنى لكم عنه، كي تبدأ عجلة الاقتصاد بالدوران والناس بالعمل، فقد نهضت أمم كحال الهند والصين وهم أكثر عددا من مصر بمرات عديدة وأثبتوا ومثلهم كوريا وماليزيا والبرازيل وسنغافورة وغيرهم كيف لأحلام وأعمال القادة أن تحيي الأمم وهي رميم وتسير بها للمستقبل المشرق.

***

آخر محطة: (1) ما يثبت نزاهة الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، أن الحال لو كان كما هو في السابق لتم تزوير أعداد المصوتين ولما احتاج الأمر لمد زمن الانتخابات أي إن تمديد الأيام يثبت بشكل قاطع عدم تزوير الأرقام.

(2) أرسل لي مستشار كويتي يعمل في جامعة الدول العربية وانتدب لمراقبة الانتخابات أنه زار عشرات المراكز الانتخابية ولم يشهد ما يريب، كما تابع عملية إغلاق الصناديق ونقلها بمعية القضاة والمندوبين ورجال الأمن.

(3) حصل الرئيس عبدالفتاح السيسي على 23 مليون صوت في انتخابات حرة نزيهة بينما حصل الرئيس مرسي على 13 مليون صوت في انتخابات مماثلة، فمن الأكثر تمثيلا للشعب المصري؟! الإجابة أوضح من الشمس في رابعة النهار.

@salnesf

سعيد محمد سعيد

«مخرخشهم»!

 

تأخذ جماعة «مخرخشهم» العريقة في التاريخ، شكلاً من أشد أشكال القباحة واللؤم والوقاحة والسفالة! وهي إلى يومنا الحاضر، تمثل صيغة إعلام منحط وافر القذارة. إن هذا الصنف يعتاش على الانحطاط وإثارة الفتن والعداوات والتغابن والاتهامات الباطلة والافتراءات اللئيمة التي لا علاقة لها بالإنسانية ولا بالدين ولا بالأخلاق ولا بالوطنية.

هذه الجماعة من الكذابين المحترفين، يجدون في ممارسة الأكاذيب والأباطيل فائدتين: الأولى، مادية دون شك، فهم لا يعملون هكذا من أنفسهم لأنفسهم! فلا ريب أن هناك من يدعمهم؛ أما الفائدة الثانية فهي التعبير بضراوة عمّا يجيش في دواخلهم من طائفية وحقد وأمراض نفسية متراكمة، ولهذا فإن لفيفاً من أفراد الجماعة بمن فيهم «بطيخهم»، «جحشهم»، «طمبورهم»، «حنطورهم»، «مطبلهم»… وغيرهم كثيرون ممن يطلبون لهم كالإعلاميين والكتاب والمذيعين والمراسلين ذوي النفس «الرزيلة»، ليسوا سوى أدوات هي في الأساس مهيأة تربوياً ونفسياً وتجارياً واستثمارياً، لأن تقوم بدور جدهم مسيلمة الكذاب. المهم بالنسبة لهم هي أن يبقوا على صورتهم الذهنية التي انخدع بها المغفلون من أنهم أناس – أي جماعة «مخرخشهم» – يخدمون الدين والوطن والإنسان والحيوان… وهذا الأخير أيضاً له صلة قرابة بهم.

وليس مستغرباً أبداً أن يتبع أولئك المخروشون البطيخيون المطبّلون آلاف من الناس.. الجاهل والمغفل والميال لطقوسهم الخبيثة والمصفق لجنونهم؛ وصنف آخر من عشاق الطائفية والرقص على جراح الناس. ولهذا، فإن للباحث والمترجم المنشاوي الورداني سلسلة أبحاث ومقالات رائعة تحت عنوان: «كذب آلة الإعلام»، حيث يشير إلى أن المتأمل في مسيرة الكذب الإعلامي في قصص الأولين يجد ارتباطها الوثيق بتوجه معين يريده الطغاة، حيث يعزّز هذا التوجه بكل ما أوتي من قوة للحيلولة دون وجود المنافس الذي قد ينزله عن عرش الهيمنة والقهر، فالآلة الإعلامية ليست وليدة العصر الحديث فحسب، بل سبق وأن بسطت رداءها في العصور الأولى ولكن بأشكال تختلف عن وسائل عصرنا الراهن الذي يتمتع بالوسائل الإعلامية الحديثة كالإنترنت والصحافة والإذاعة والتلفزيون.

لقد اشتركت جميع الوسائل الإعلامية – قديمها وحديثها- في الكلمة الكاذبة لتوجيه الجمهور نحو توجه معين يريده من يملك الكلمة. والكلمة هنا هي الخطاب الإعلامي والذي كان في القدم ما يصدر عن اللسان، وفي العصر الراهن أيضاً ما يصدر عن اللسان، ولكن في صور مطبوعة ومرئية ومسموعة. وتأمل موقف القرآن من الشعراء حيث كان ما تلوكه ألسنة الشعراء هو النموذج الإعلامي القديم في ديوان العرب، ومن الجميل أن الباحث ساق شكلاً من أشكال «التوجيه» وهي المساجلات بين جرير والفرزدق من أجل مناصرة الحكام بسلطان الشعر. وما كان يحدث في فجر الاسلام من جانب شعراء الجاهلية بهدف ضرب الدعوة في مهدها، لذلك ذم القرآن ذلك النوع من التوجه الإعلامي الذي يهيم فيه الشعراء: «والشُّعراء يَتَّبِعُهُمُ الغاوون. أَلَمْ تَرَ أَنَّهم في كُلِّ وادٍ يهيمون. وأَنَّهُم يقولون ما لا يفعلون. إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ وذكروا اللهَ كثيرًا وانتصروا من بعدِ ما ظُلِموا وَسَيَعْلَمُ الذين ظلموا أَيَّ مُنقَلَبٍ ينقلبون» (الشعراء، 224-227). (انتهي الاقتباس).

ونحن في المجتمع الإسلامي والعربي والخليجي عموماً.. والبحريني خصوصاً، لابد أن نعترف بأن «خطاب الكراهية» لم ينتشر هكذا دون وجود قوة داعمة رافعة له لينتشر! حتى لو تمت المقارنة بين خطاب وإعلام الحكومات ونظيرتها «المعارضة»، في كل مكان في العالم، فإن الخط الفاصل هنا هو قدرة ذلك الخطاب على استخدام «الكذب» ليبقى صامداً، وإلا فإن نازية «غوبلز» المتمثلة في: «اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس»، هي ركن ظاهر لدى كل وسيلة إعلام أو خطابة أو ما ارتبط بأسلوب وتفكير وانحطاط جماعة «مخرخشهم»، وسواء كانت المعارضة صادقة أم الحكومة كاذبة، وسواء كانت المعارضة محترفة في أعلى مستوى كذب، والحكومات صادقة إلى أبعد درجات الصدق، فإن المجتمعات العربية والإسلامية في حاجة ماسة إلى حمل أمانة الكلمة والحق والدفاع عنها، ومواجهة الباطل وأهله وفق الآية القرآنية الكريمة: «ولا تلبِسوا الحقَّ بالباطِلِ وتكتموا الحقَّ وأَنتم تعلمون» (البقرة، 42).

على أية حال، فإن جماعة «مخرخشهم» هي أيضاً تدخل في نطاق وصف الباحث خالد كبير علال مؤلف كتاب «مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي وتدوينه»، على اعتبار أن مسيلمة الكذاب هو الجد الأكبر لتلك القبيلة، فالمؤلف يرى أن أولئك الكذابين شكلوا خلال القرون الثلاثة الهجرية الأولى تياراً فكرياً اجتماعياً طائفياً جارفاً تخصّص في اختلاق الأكاذيب، ولهذه المدرسة رجالها ومنهاجها وموضوعها وخصائصها وآثارها، لكن المهم هو فضحها ومقاومتها والتحذير منها وتطهير المجتمع من قذارتها.

عبدالله غازي المضف

إنه زمن محمد صباح السالم!

قبيل الانتخابات الأخيرة خضت حوارا راديكالياً مع صديق عزيز في احد المطاعم وقد اتخذ قرارا مسبقا وحاسما بعدم المشاركة في الانتخابات على الرغم من انه لا ينتمي لاي حزب او تيار.. كنت أحاول اختراق جدار السلبية الذي غلف قراره العنيد، كان يرفع كفه أمامي محاولا حجب حديثي على حين ان لسانه كان يلهج بكلمات ذات السياق الواحد: يا معود زين، خل يستريحون.. ملينا، زهقنا، عبالهم الشعب لعبة بأيديهم؟ رأيته يضغط على حروفه يائسا، اما أنا فقد كنت أشع بالتفاؤل وقد لمعت عيناي، كانت قناعتي تقول بأن النظام الكويتي لم يعرف منذ عام 2006: استقرارا ولا صديقا ولا حليفا ولا وطنا.. لذا فان الفرصة مواتية اليوم لان تبدأ الحكومة صفحة جديدة مع الشعب وسط اجواء تسودها الرغبة والانجاز والتغيير! كنت أحاول جاهدا اقناعه بتلك الحيثيات التي أحلم بها كمواطن كويتي شاب ينتظر الخلاص، على حين ان صديقي الصدوق كان منشغلا في التهام ما تبقى من ساندويش «البيرجر» وهو يهز رأسه بشكل منغم وثابت وكأنما يسحثني على السكوت.. المهم سافر صاحبنا ولم يصوت! اما انا فكآلاف غيري ذهبنا الى مراكز الاقتراع ونحن نحمل بأكفاننا الجنسية، والتفاؤل، والحب، ورغبة صادقة في التغيير: لبينا نداء الوطن والنظام في عز الحر والصيام: فماذا جنينا؟ متابعة قراءة إنه زمن محمد صباح السالم!