طارق العلوي

آل الصباح.. النداء الأخير

لدينا مشكلة، نحن الشعب الكويتي، وها نحن نعرضها أمام أسرة آل الصباح الكرام حتى يتفهموا موقفنا.
عند اختيار أي رئيس مجلس وزراء جديد للكويت، فإننا كمواطنين نفترض أنه كانت هناك عدة شخصيات قيادية من الأسرة مرشحة لهذا المنصب، وأن مشاورات مكثفة قد جرت داخل الأسرة حول كل مرشح، وأن الاختيار وقع في النهاية على.. الأكثر كفاءة.
وتتعزز القناعة عندنا بأن رئيس مجلس الوزراء، الذي تم اختياره، هو «أفضل الموجود» من وجهة نظر الأسرة، عندما يستمر في تشكيل سبع حكومات متتالية، دون أن تلوح في الأفق رغبة في تغييره. متابعة قراءة آل الصباح.. النداء الأخير

مبارك الدويلة

حاميها حراميها

أعلن عضو مجلس بوصوت أن بعض الأعضاء يستغل عضويته في لجان التحقيق البرلمانية، لابتزاز بعض المسؤولين في الجهات الخاضعة للتحقيق، حيث يعرض عليهم سكوته عن تجاوزاتهم التي كشفتها لجان التحقيق مقابل مبلغ من المال! ولعل هذا ما يبرر كثرة لجان التحقيق في هذا المجلس، والتي يحرص الكثير من الأعضاء على عضويتها! وإن كان ما ذكره هذا العضو صحيحا، فهذا يعني أن الهبش الكبير سيكون في آخر لجنة تحقيق تم تشكيلها، وهي التحقيق في الاستثمارات التي يديرها مكتب لندن، حيث تبلغ الاستثمارات عشرات المليارات! ولعل هذا ما يفسر الجدل الذي حصل أثناء الحديث عن تشكيل اللجنة وشدة التنافس على عضويتها، والذي لم يحسم إلا بالتصويت! متابعة قراءة حاميها حراميها

سامي النصف

الوحدويون العرب الحقيقيون والزائفون!

الشعور الوحدوي العربي ليس جديدا وقد حركه نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الظلم والاضطهاد الذي تعرضت له الشعوب العربية من الاستعمار العثماني والانجليزي والفرنسي والايطالي، مما خلق شعورا طاغيا لدى كثيرين بأن الوحدة العربية هي الحل وهو مسار كان بإمكانه بالفعل ان ينجح لو بقيت الفكرة محتضنة من الوحدويين الحقيقيين امثال الملك عبدالعزيز بن آل سعود، طيب الله ثراه، وبعده الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله، الا ان ما حدث هو ان شعارات الوحدة اضحت مختطفة من حكام الانقلابات العسكرية ممن كانوا يعملون تماما بعكس ما يدعون.

***

فقد تسلم قادة انقلاب 1952 الحكم وكانت السودان في حالة وحدة اندماجية مع مصر، وبدأ قادة الانقلاب منذ اليوم الاول وبشكل ممنهج ومنظم في قطع الوشائج التي تربط البلدين الشقيقين الواحدة تلو الاخرى مبتدئين بتصعيد حالة العداء مع الانجليز التي تكفلت اتفاقية صدقي بيفن العام 1946 بجلائهم عن مصر والذين لهم تأثير قوي بالسودان، مما جعلهم يعملون على فصله، ثم تسببت محاكمات عمال كفر الدوار في اغسطس 1952 واتهامهم بالشيوعية واعدام البعض  منهم في خسارة تأييد الحزب الشيوعي السوداني القوي، وفي العام 1953 بدأت محاكمات قيادات احزاب العهد الملكي (الوفد، السعديين، إلخ) مما خسر الوحدة امتداده السوداني، وتم استفزاز الحركة المهدية كما اخبرني د.الصادق المهدي عندما رفعت حركة الجيش شعار «بسط السيادة المصرية على السودان» بدلا من الاتحاد وتلاها التعسف في محاكمات الاخوان المسلمين بعد محاولة اغتيال عبدالناصر ومن ثم قطع وشائج اخرى تربط البلدين.

***

وسلم عبدالناصر ملف السودان بناء على نصيحة الانجليز لضابط أخرق يدعى صلاح سالم بقصد احراجه حتى ولو على حساب انفصال السودان، واعتمد سالم على منهاجية الرشاوى فلم يجرؤ حتى الحزب الاتحادي السوداني برئاسة اسماعيل الازهري الذي فاز بالانتخابات على معطى استمرار الوحدة ان يجاهر بدعم الوحدة كي لا يتهم بالارتشاء، واتت القشة التي قصمت ظهر بعير الوحدة عندما عزل وضرب الرئيس محمد نجيب الذي عاش ودرس في السودان، فلم يبق احد من السودانيين مع الوحدة كما تم لاحقا تكرار الفعل مع السوريين (1958 ـ 1961) وحتى اليمنيين حيث ما ان وصل الامير الوحدوي البدر للحكم حتى طبخت القاهرة انقلابا ضده.

***

والوحدة القومية تقوم على وحدة العرق وتتبناها في مختلف بلدان العالم الاحزاب «اليمينية» وتعارضها بالعادة الاحزاب «اليسارية» التي تؤمن بوحدة الطبقة العاملة، اي كانت اعراض منضويها، في منطقتنا ثم بشكل غريب وفريد مزج الماء والزيت فرفعت الاحزاب اليسارية كالناصرية والبعثية والقوميين العرب الذين تحولوا للماركسية شعارات الوحدة العربية وقاموا في المقابل بتقسيم شعوبهم على معطيات طائفية وعرقية، ما تسبب في تشرذم وتفتيت البلدان العربية بدلا من وحدتها.

***

آخر محطة: تعاطفت شعوب الخليج مبكرا مع قضايا العرب وشركائهم في الاوطان حتى ان الشاعر عبداللطيف النصف ارسل اوائل عشرينيات القرن الماضي من ضفاف الخليج قصائد نصرة لثورة الريف المغاربي بقيادة الامير عبدالكريم الخطابي الذي حقق انتصارات مذهلة على الاسبان ولم يقدروا عليه الا عندما ارسلت فرنسا مئات الآلاف من جندها واستخدم الاسبان الغازات السامة ضده، ومما جاء في القصيدة:

طلعت فظنوا في ثيابك طارقا

                      وذكرتهم ايام طارق فيهم

صدمتهم وسط الملاحم صدمة

                     فكم بعدها ثكلى ترن وترزم

اذا سددت فهي القضاء مسددا

                    وان اطلقت فهي البلاء المحتم

تدك الجبال الشم وهي منيعة

                   وتحصد جمع الجيش وهو عرمرم

سعيد محمد سعيد

لعبة «ساتاتونق» الحقيرة

 

من الصعب أن تجد أحداً يعرف معنى كلمة «ساتاتونق»! حتى قائلها لا يعرف معناها! فهو أطلقها بحرقة تلازم خفة دم إخواننا المصريين وهو يصف الإعلام العربي المتهاوي إلى أسفل سافلين.

ذلك الزميل الإعلامي المصري خفيف الظل، كان يعقب في مداخلة له ضمن ندوة إعلامية حضرتها في إحدى الدول العربية، خصص الزملاء جزءًا منها لتقييم أداء الإعلام العربي والإسلامي منذ انطلاق حركة المطالبة بالحقوق على مدى السنوات الثلاث الماضية، أو ما يفضل البعض تسميتها بـ «الربيع العربي».

على أية حال، لا تهمنا تلك الكلمة الفكاهية بقدر ما يلزم كل مواطن عربي أن يعرفه وهو يتابع اللعب الخطير للكثير من المؤسسات الإعلامية، صحافة، فضائيات، مواقع إلكترونية، حسابات تواصل اجتماعي وكل ما يدخل تحت عنوان «الإعلام الإلكتروني الجديد».

دعونا نتأمل بضع نماذج من سموم ذلك الإعلام الذي استطاع، مع شديد الأسف، أن يلقي بضاعته الرخيصة في عقول الكثير من الناس فاقدي الوعي، أو ذوي القابلية لتصديق كل شيء بدوافع طائفية، سياسية، تآمرية، عنصرية. سمها ما شئت، فمن بين ما كشفه أحد الزملاء، هو أن فضائية عربية شهيرة جداً جداً، أشعلت على شاشتها حرباً طائفيةً ضروساً انعكست نيرانها، كما هو مخطط لها، على شريحة كبيرة جداً جداً من الناس الـ «ساتاتونق»، عندما كثفت نشر الرسائل النصية التناحرية على شاشتها. فهذه الطائفة تكفر تلك الطائفة، والأخرى تتوعد بقطع الرؤوس وأخرى تهدد باستخدام السلاح في تصفية النصارى والروافض والكفار، وآخر يدعو أهل طائفة في تلك البلاد لاستهداف الكنائس، وواحد يوظف الآيات القرآنية الكريمة لمآرب شيطانية محشداً الأتباع والأنصار للدفاع عن أفكارهم بقتل المخالفين.

ذلك الزميل الذي كان يعمل في تلك الفضائية، كشف أن وراء تلك الحرب المخيفة والمدمرة للمجتمعات العربية والإسلامية كان وراءها شخص واحد… واحد فقط! موظف (كونترول الـ sms) المؤهل الخطير والمحترف بلا نظير يكسب رزقه من خداع الناس والضحك على ذقونهم وتأجيج ذوي العقول الصغيرة التي تتمتع بقابلية كبيرة لتصديق كل ما يرميه ذلك الإعلام من زبالات أعز الله السامع.

خطاب الكراهية… البطولة للثور الهائج: في أغلب الأحيان، يُمنح دور البطولة في اللقاءات الحوارية الطائفية، عبر الهاتف في أغلب الأحيان، للثور الهائج الذي يكون في العادة نكرة. يمثل انتسابه لهذه الطائفة ليضرب ويهاجم ويشتم الطائفة الأخرى والعكس. وفي بعض الأحيان، يكون ذلك الثور الهائج (شاهد عيان) تم تفصيل النص الذي سيتحدث فيه تفصيلاً لا يخلو من الهفوات والأكاذيب المفضوحة، ليهرج على خلق الله مؤججاً تارةً ومستغيثاً تارةً، وباكياً تارةً أخرى، ولربما بكى معه العشرات من خلف الشاشة وهم يتمايلون جزعاً ولوعةً وغضباً دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تشغيل «عقولهم» ليركزوا في بطولة الثور الهائج.

بالطبع، تدعم مجموعات من «الثيران» بطلهم عبر نشر مذهل لروابط الكترونية عبر شبكات التواصل الاجتماعي منها ما هو متصل باليوتيوب ومنها ما هو متصل بمواقع مجهولة وكل شيء بحسابه. أما الفعل الرخيص في أوضح صوره يظهر عندما يتم إعداد الثور للتسلح بعبارات الاستغفار والآيات القرآنية الكريمة وتكرار بعض الأذكار بين حين وآخر، ليضفي حالة «أيديولوجية دينية» أفيونية، بإمكانها اختراق مشاعر من لديه القابلية أصلاً لقبول الفاحش من القول، والوضيع من الافتراءات والاتهامات.

والأرخص من كل ذلك، أن يظهر بعض الداعمين من «مشايخ الطين» أو ممن يطلقون على أنفسهم «باحثون في التاريخ الإسلامي» أو «ناشطون في الدفاع عن قيم الأمة»، ولا بأس إن ظهر بين هؤلاء أيضاً، من الجنسين، الأسود والفرسان والأبطال والقامات! كل أولئك لا يمكن أن يقوموا بذلك العمل الخبيث دون أن يستلموا – مقدماً – الأعطيات القذرة التي تملأ كروشهم.

بالطبع، كان الكثيرون يرفضون تصديق مثل هذه الممارسات العفنة، حتى انكشفت هذه الفضائية في مقطع مسرب قبل أو بين الحلقة بين المقدم الشهير والضيف السياسي الكبير وهما يتحدثان عن إجادة الدور. وانكشفت تلك الصحيفة بفضيحة ردود النفي، وأزيح الستار عن أولئك الشيوخ الذين يدعون أولاد الناس للموت، فيما هم يصيّفون في بعض العواصم الباردة المنعشة.

أمام ذلك الإعلام الحقير في خطابه وأتباعه، هناك مفكرون وإعلاميون وناشطون وكتاب وعلماء دين معتدلون يفضحون تلك الممارسات. لقد أجاد المفكر البحريني علي محمد فخرو لدى مداخلته في منتدى الدوحة الرابع عشر المنعقد في الفترة من 12 حتى 14 مايو/ آيار 2014 تحت شعار: «إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط»، حيث حذّر من فضائيات الطائفية والفتنة والتناحر كسبب من أسباب الأزمات بالتساوي مع الفكر المحارب للديمقراطية والأنظمة المستبدة.

كل الحكومات في استطاعتها لجم وإيقاف خطاب الكراهية المدمر لو أرادت، لكن حتى لو كانت هي ذاتها معجبة بذلك الخطاب، يلزم على المتلقي أن يحترم عقله ويرفض من يعبث به ويضع لنفسه مصفاة (فلتراً)، لكي لا يصبح مكباً للنفايات.