سعيد محمد سعيد

المعلمون والمعلمات… المنقذون والمنقذات (2)

 

تحدثت يوم الأحد الماضي عن أهمية دور المعلمين والمعلمات في إنجاح ما تطمح الدولة إلى تنفيذه مستقبلا من مشروعات، كإصلاح سوق العمل، وإصلاح التعليم، وتحقيق معدلات تنمية متقدمة. وأزيد اليوم محورا مهما، وهو أن تنشئة جيل يتمتع بشخصية بحرينية تعي جيدا معاني المواطنة والحقوق والواجبات، لا يكتمل إلا بدور المعلمين والمعلمات.

حسنا… تلك الأدوار المهمة، هل يقوم بها معلمونا ومعلماتنا فعلا؟

تجاوزا، سيكون الجواب نعم، مع أن هناك من المعلمين والمعلمات من لا يجب أن يكون في هذه الوظيفة إطلاقا… فبعضهم مبتلٍ بالطائفية السوداء، وبعض آخر مصاب بنقمة على المجتمع، بل وعلى البلد بأسرها، ولا يفرق بين الانفعالات العاطفية، والأمانة، وهناك من لا يهمه إن تعلم الطلبة أم لم يتعلموا…

حري بنا أن نذكر المعلمين والمعلمات الذين يقومون بدورهم كما يمليه عليهم واجبهم الديني أمام الله، والوطني أمام المجتمع، ولا نقول إلا: «الله يكثر من أمثالهم»، لكن وسط ذلك كله، لا يمكن أن يبقى ملف التعليم والمعلمين عرضة للأهواء تارة، والمطالبات تارة أخرى، والمشاغبات حينا، والتصادم مع أجهزة الوزارة حينا آخر… فهذا القطاع يا سادة، هو الذي عليه المعتمد، صدقوني… سيكون المستقبل أكثر ظلاما إن بقيت الأوضاع في مدارسنا على ما هي عليه: آلاف من الطلاب والطالبات يذهبون ليتلقوا تحصيلهم الدراسي، فيعود طلبة الابتدائية محملين بالغنائم من الواجبات التي تقصم الظهر، ويعود طلبة الإعدادية وقد تسلحوا جيدا للتعبير عن الفرح بانتهاء اليوم الدراسي، ويخرج طلبة الثانوية وهم يتبادلون السجائر والأقراص المدمجة التي لا تسأل عما تحتوي!

أما المعلمون والمعلمات، فكأن خروجهم من هذا المبنى المسمى بالمدرسة، خروج من سجن البيروقراطية وخيبة الأمل، والإحباط والهموم والشقاء…

لا أريد إطلاقا أن أسوق مقارنة، أيا كانت تلك المقارنة، مع أية دولة خليجية أخرى من ناحية الامتيازات! نعم، الامتيازات المقدمة إلى حملة رسالة الأنبياء، وهم المعلمون والمعلمات، الذين إن أغفلت الدولة (من يكونون؟) فسنكون أمام كارثة حقيقية، لها بوادرها في الوقت الراهن، مختصرة في عبارة: (مجتمع المعلمين والمعلمات المحبط بشدة)! وسيكون أيضا، لها عواقبها الوخيمة في المستقبل… وسنواصل الحديث.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *