هناك مقولة قديمة لأحد الحكماء توضح أهم سبب لأخذ الانطباع عن أي شخص أو الحكم عليه وهي مقولة «تكلم لأراك»، فمن خلال كلامك أو مداخلتك فان الجميع سيعرف من أنت ويعرف منطقك وستحدد للكثيرين كيفية التعامل معك.
يعتقد البعض أن اللسان هو المسؤول الوحيد عن الكلام وهذا غير صحيح وخير دليل حديث سيدنا لقمان الحكيم حين طلبوا منه أن يحضر أطيب ما في الذبيحة فأحضر لهم قلبها ولسانها وحين سألوه عن أخبث ما بتلك الذبيحة أشار اليهما وقال انه ليس في الجسد مضغتان أخبث منهما اذا خبثا ولا أطيب منهما اذا طابا.
وكونوا على ثقة بأن اللسان لا يتحرك ولا ينطق إلا بما يوسوس به القلب، لذلك حين يصرح الشخص بأمر غير مقبول ويجد من يبرر له ما تفوه به بحجة «زلة لسان»، فاننا نؤكد على أنها ليست زلة لسان فقط ولكنه قال ما في قلبه.
وعليكم أن تنتبهوا من تبريركم أخطاء بعض الاشخاص التي يتفوهون بها لأنكم ستعتبرون شركاء بالخطأ المتعمد وفي قلوبكم مثل ما في قلب صاحب الكلام وفي حال اصررتم على التبرير فأرجو ألا تغضبوا وتتقبلوا أخطاء الآخرين عليكم على نفس مبدأ زلة اللسان، فالمعاملة بالمثل أمر لا يغضبكم.
أدام الله من حفظ لسانه عن الزلل ولا دام من يبرر الأخطاء والتصريحات على أنها زلة لسان لا أكثر.