سمو الرئيس .. صيته

سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك …
تحية طيبة وبعد ،،،

بادئ الكلام اتقدم لكم بخالص العزاء، وأحسن الله عزاكم ولا أراكم الله مكروه بعزيز ..

سمو الرئيس ..

لقد شعرت قبل أيام بألم فراق الأحبة، وهو ألم عظيم لا يلمسه سوى من يعيش لحظاته وذكرياته، هو ألم يلامس الانسان من داخله ولا يستطيع ظاهره اخفاءه.

سمو الرئيس ..

في عزاءكم، رأيت دموعك التي تخفيها خلف نظارتك، ودموع أبناءك .. وألمك وألمهم حزنا على الفقيدة رحمها الله وجعل مثواها الجنه.

سمو الرئيس ..

إن هذا الألم بقساوته الذي عشته، يعيشه اليوم مواطن كويتي اسمه سعد العجمي، ولكن ألمه أشد بكثير من فقدان عزيز، وأشد من قرار سحب جنسيته، فهو يعيش فقدان الحيلة تجاه ابنته صيته، أتعلم سموك أن أصعب شيء على الرجل أن يكون فاقد الحيله أمام فلذات كبده وأسرته؟ وأصعب منه أن يقف عاجزا عن مساعدة طفله وطفلته بسبب موقف سياسي لا علاقة لابناءه فيه؟

أتعلم سموك .. ويقيني أنك تعلم ..

أن الرجل لا يكسره سجنا ولا خسارة المال ..
ولا يعيب الرجل الفقر .. وفقدان السلطة ..

أتعلم سموك .. ويقيني أنك تعلم ..

أن الرجل ينكسر حين يقف الزمن ضده لإداء مسؤولياته تجاه أسرته ..
حين يمرض طفله ولا يستطيع علاجه ..
حين يرى طفله في رحلة وداع .. ولا يستطيع أن يوقف القطار ..

أتعلم سموك .. ويقيني أنك تعلم ..

اننا هنا لسنا بمناشد .. فالمواقف الانسانية يجب ألا تخضع لشروط المناشدة والطلب ..
المواقف الانسانية يجب ألا تخضع للركوع .. والخضوع ..
اننا هنا نقول لك .. أما الانسانية تجاه صيته واعطاءها حق الحياة أسوة بمن هم بأعمارها ..
أو انعدام الانسانية .. فتكون صيته وحياتها ذنبا في رقبتك .. رقبتك وحدك ..

سمو الرئيس ..

صيته لا تريد مالا ..
صيته لا تريد منصبا ..
صيته تريد حقها الانساني في استكمال العلاج .. فقط

سمو الرئيس .. ويقيني أنك ستفعلها ..

وجه أوامرك بالسماح لصيته لاستكمال العلاج .. ليس من أجل ثناء أو مديح لك ..
وجه أوامرك بالسماح لصيته لاستكمال العلاج .. من أجل حياة رجل وزوجته ..
وجه أوامرك بالسماح لصيته لاستكمال العلاج .. من أجل اشقاءها ..
وجه أوامرك ليس لصيته فقط .. بل لكل طفله وطفل يعيش معاناة صيته ..