كنّ الرقم الصعب في انتخابات الرئاسة الأميركية، عندما رجحن كفة الولد الوسيم بيل كلينتون، لفترتين رئاسيتين، ضد عواجيز الحزب الجمهوري.
وللمرة الثانية، كانت النساء الرقم المرجح في انتخاب باراك أوباما، كأول رئيس «أسمراني» يمسك بمقود السيارة الأميركية.
بمعنى، أن نساء أميركا، في هاتين التجربتين، أثبتن أنهن يبحثن عن الجمال والحداثة والتغيير.. ماشي. تعالوا الآن ننظر إلى دور المرأة التونسية، ممثلة للمرأة العربية، في الانتخابات الرئاسية، ونقارنه بدور الأميركية.
الأخبار تقول إن ستين بالمائة من إجمالي ناخبي الرئيس التونسي الجديد، قائد السبسي، كن نساء.. يا حياتي! والسبسي، كما هو معروف، اللاعب البديل، الذي كان يجلس على دكة الاحتياط، أثناء فترة حكم الديكتاتور السابق زين العابدين بن علي، وعندما خرج بن علي من الملعب، تطوعت نساء تونس بمنح بديله شارة الكابتن.
هذا يعني أن شبان الثورة التونسية، وغالبيتهم الساحقة من الذكور، عرّضوا أنفسهم للشمس الحارقة الخارقة، من أجل تخليص تونس من القبضة الأمنية الديكتاتورية العنيفة، وضحى بعضهم بروحه، كي تصل تونس إلى لحظة احترام صناديق الاقتراع، فتأتي النسوة بعد ذلك، وبكل دلال وغنج، ليعدن اللعبة من الأول.
ماذا يعني هذا؟ يعني ببساطة أن المرأة العربية، ممثلة بالتونسية، تعشق التراث وكل ما هو قديم.. فلا شكراً لهن.