قبل حوالي عام ونصف تقريبا اقامت وزارة الشباب ملتقى تحت عنوان «61» دعت به نخبة من الشباب الكويتي اللامع لمناقشة اولويات الوزارة في تلك المرحلة.. كان ذلك اللقاء هو الاول من نوعه منذ انطلاقة الوزارة وقد اكتظت القاعة بالحضور.. لم يكد مسؤولو الوزارة ان يختموا وصلتهم التعريفية حتى فتح الضيوف نار الانتقاد عليهم لتعم الضجة في الاوساط الشبابية لدرجة ان الناس نست الغاية من ذلك الملتقى.. لم تختلف مرحلة ما بعد ملتقى «61» عن سابقتها: فكلما مضى الوقت زاد السخط على وجوه الشباب اكثر فأكثر، وكلما شدد سمو الامير في خطاباته على اهمية دور الشباب وضرورة الاهتمام بهم حتى ضرب الشباب بكفهم بهراوة كمن يندب حظه على وزارة حملت اسمهم وافلتت أحلامهم.
قبل بضعة أيام نشر ديوان المحاسبة «فضيحة» تجاوزات وزارة الشباب وحجم هدرها المالي الذي فاق «النصف مليون» دينار في سنة واحدة فقط، كان وقع تقرير الديوان «رهيب» جدا كمن سكب الغاز على النار وقد ثار المغردون عن بكرة أبيهم، وسرعان ما لبث النائب «راكان النصف» بتبني ملف فضيحة التجاوزات وسط تفاعل شبابي كبير وكأنما مُطّ اللثام عن سر اخفاق هذه الوزارة طوال الفترة السابقة..
الآن.. وفي خضم تلك الاحداث المتواترة التي دفعت بالمئات لانتقاد اداء وزارة الشباب و«اخفاقها» منذ تأسيسها: خرج لنا بالأمس مدير العلاقات العامة والاعلام في وزارة الشباب الاخ يوسف الشلال بمقال «اسطوري» نُشر في جريدة «الوطن» ليختصر انتقادات هؤلاء الشباب لأداء وزارته بأنها مؤامر تحاك من «مُسيّسين» و«تابعين»: هكذا وبكل بساطة!! ثم اختتم مقاله باتهام خطير جدا عندما نعت منتقدي الوزارة بـ«اصحاب النفوس الضعيفة»، و«المتصيدين»، ومجموعة تبحث عن «الديكور»!! بذمتكم هذا رد؟! شهالمهزلة!! وكيف لمسؤول حكومي أن يجرؤ على اطلاق تلك الاتهامات «المقززة» دون رادع أو حسيب بدلاً من دراسة الانتقاد والسعي نحو التوافق مع رؤى الشباب: اكثر من نصف مليون دينار من ميزانية «وزارة الشباب» طارت هباء منثورا والاخ يصف المنتقدين «بضعاف النفوس»: هل نعاني من اختلال المفاهيم ايها السادة الكرام؟ ثم انني لا اجد مبررا واحدا لوزارة تواجه انتقاداً بأن تصدر بيانا على لسان وكيلة الوزارة، ثم مقالا صحافيا باسم مدير علاقاتها العامة، ثم مجموعة تغريدات «تلميع» عبر حسابات ربعهم في تويتر: أليس هذا دليلا قاطعا على الارتباك؟! كُفوا عن حفلة الهرج والمرج هذه! واقروا باخفاقكم السافر واعملوا بهدوء على كتابة مستقبل اجمل يستحقه الشباب الكويتي بعيداً عن بهرجة الاعلام وكلام التطبيل الذي سئمنا منه.. فإن اصبتم فإننا اول من سيصفق لكم، وان اخفقتم فسنعود باصرارنا.. ومن لديه مشكلة في اسلوب انتقادنا فليقدم استقالته و«يقعد» في بيته ابرك له.. انتهى المقال!
آخر مقالات الكاتب:
- كيف باعوا «شبابنا بالسجون».. برخص التراب؟!
- عبد الرحمن السميط.. المسلم الحقيقي!
- أبوي.. جاسم الخرافي
- عبيد الوسمي.. الذي احترمته أكثر!
- مَنْ «صَنَعَ».. عبدالحميد دشتي؟!
- لماذا اجتاح «الإلحاد».. الكويت؟!
- مسلم البراك..«يبي يسجني؟!»
- الشيخ سعد العبدالله.. لم يمت!
- الإلحاد.. وناصر القصبي!
- لماذا سنقيم «فرانچايز اكسبو».. في دبي؟!