لفت نظري عبارة وردت في مقال الزميل احمد الصراف في القبس عدد امس، حيث قال ان الباحثين في علم السكان لفت نظرهم تزايد عدد الملحدين في العالم إضافة إلى ما قرره من أن النسبة الأكبر بين البشر من النصارى!
ونحن كمسلمين لن نفاجأ بهذه المعلومات لانه من المعلوم لدينا أن أكثر أهل الأرض على غير ملة الإسلام حسب ما قرره القرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: «وَإ.نْ تُط.عْ أَكْثَرَ مَنْ ف.ي الْأَرْض. يُض.لُّوكَ عَنْ سَب.يل. اللَّه.»، مما يؤكد أن عقيدة أكثر البشر الذين يعيشون على سطح الأرض مخالفة للفطرة وللاوامر الإلهية! ولله في ذلك حكمة قد لا نراها اليوم، لكنه سبحانه قادر على أن يهدي كل الناس للإسلام ان شاء «لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَم.يعًا»، لكنه سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل الذي يميز به بين الحق والباطل «إ.نَّا هَدَيْنَاهُ السَّب.يلَ إ.مَّا شَاك.رًا وَإ.مَّا كَفُورًا»، «فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْم.نْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»، لكنه بالنهاية يتحمل تبعية قراره!
وقد يتساءل أحدنا : يعني معظم هالناس اللي في أوروبا وأميركا في النار وبس إحنا اللي بالجنة؟؟! ويجيب عليه الرسول صلى الله عليه وسلم:- «نصيب جهنم من كل ألف نفس تسعمائة وتسع وتسعون وواحدة بالجنة»!! ولذلك كانت الدنيا جنة للكافر وسجنا للمؤمن! فهي جنة له مقارنة لما سيواجه بالآخرة من عذاب، وسجن للمؤمن لما سيلقى من نعيم ينتظره هناك! ومع هذا فقد أمر الله المؤمنين بعمارة الأرض بالدعوة إلى عبادته وطاعته وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاستمتاع بها وفقا للضوابط التي قررها الشرع «وَابْتَغ. ف.يمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخ.رَةَ وَلَا تَنْسَ نَص.يبَكَ م.نَ الدُّنْيَا» ولذلك كره الإسلام المبالغة بالتصوف واعتزال الناس وقال الرسول الأعظم «الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم».
خلاصة القول، ان العبرة ليست بالكثرة، فرب مؤمن موحد لله عن أمة كاملة في ميزان العدل الالهي! ورب جمع غفير مشرك بالله لا يسوى عند الله جناح بعوضة! لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل من هم يا رسول الله؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس»، وها نحن اليوم نعيش بعضا من أجواء الغربة هذه حتى اصبح الالتزام بالإسلام جريمة يعاقب عليها القانون، واصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسخرة من البعض، وصار المسلم يستحي من الإفصاح عن عاداته وتقاليده وانطبق علينا قول الرسول الكريم «يأتي زمان يصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر»!! وبالمقابل صرنا نسمع ونشاهد من يتجرأ بقول المنكر وفعل الفواحش من دون رادع من دين أو خلق أو حتى قانون، وكيف نستغرب ولدينا نواب في مجلس الأمة نتوقع منهم في القادم من الأيام التجرؤ على ثوابت المجتمع وتقاليده والإتيان بكل ما هو دخيل علينا، وها هو اول الغيث اعتراض من أحدهم باعتبار حفظ القرآن من السلوك المستقيم اللازم للعفو الأميري للسجين!!
واسأل الله ألا نعيش اليوم الذي نشاهد فيه الناس يسحبون للسجون بتهمة التزامهم بدينهم.
قال صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده لينصرن الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز به الدين أو ذلا يذل به الكفر»، وقال تعالى «وَالْعَاق.بَةُ ل.لْمُتَّق.ينَ». صدق الله العظيم.