..ونحن أطفال صغار، كنا نسمع حكايا عن اليهود من العجائز وكأنهم مخلوقات من كواكب أخرى، حتى إن سيدة كويتية قالت -لى ذات يوم- إنها اعتقدت بأن اليهود «لهم أذيال يخفونها خلف ملابسهم السوداء، ولهم قرون تحت قبعاتهم»!.. زاد الطين بلة إن الأفلام المصرية القديمة كانت تصور اليهودى -على الدوام- بأنه..«أخنف وله أنف..مقوس»!
زرت مكتبة الكونجرس عام 1980 وسألت أحد المشرفين عليها إن كنت أجد لديه كتاباً مفسراً «للتلمود» -وهو أحد كتب اليهود غير السماوية- فابتسم وقال لى: «أنت فى مكتبة الكونجرس الأكبر فى العالم، ولو أردت رؤية العجل الذى عبده اليهود، فستجده فى أحد الأرفف..بداخلها»!
المفكر المصرى الراحل «عبدالوهاب المسيرى» خير من كتب موسوعة كاملة عنهم -لمن يريد الاستزادة والعلم عن أعداد الإسلام والمسلمين وخصوم المسيحية والنصرانيين، ولأن هذه المقالة -على عجاله ومحكومة بالحجم والمساحة- فسوف نضغطها حتى..الثمالة!
اليهودية أصلها من «تهّود» -بتشديد الهاء-وهى اللغة التى كان يتحدث بها سيدنا موسى عليه السلام «كليم الله»، وتعنى «العودة أو التوبة» كما جاء فى قوله تعالى فى سورة «الأعراف»: «إنا هدنا اليك»، أى تبنا اليك وعدنا، وهؤلاء القوم مثل خلطة «القرقيعان»، بل هم أكثر من ذلك بكثير، فهم أعراق ومذاهب وملل ونحل متعددة، منهم «الإشكناز، والسفارديم، والمزراحيون»، ينقسمون إلى فرق أرثوذكسية، ومحافظون، وحاخامات، وإصلاحيون، وبناؤون، وقراؤون، وليبراليون!
كذلك هناك يهود «الكابالا» وجاءت معتقداتهم من تراثهم القديم الذى استلهموه من «التلمود»، والذى لا يدرسه إلا الطالب «المتزوج فقط» أما الأعزب فلا يحق له..ذلك!.
هناك يهود «الغنوصية» فى بلاد فارس ممن اختلطت معتقداتهم مع «الزرادشتيه»، ويهود «القوقاز»، ويهود «جورجيا»، واليهود «السود»-أو الفلاشا- فى أثيوبيا والذين ساهم فى تجميعهم و«شحنهم» إلى إسرائيل فى الثمانينات زعيم الأخوان المسلمين فى السودان «حسن الترابى» وشريكه الرئيس «جعفر نميرى» مقابل 60 مليون دولار قبضها الأول مناصفه مع..الثانى!
يوجد يهود «هنود» و يهود «عبرانيون» ويهود «مستعربة» الذين عاشوا فى البلاد العربية، واليهود «السامريون»، ويهود «الدونمه»، ويهود «القرم»، واليهود «الأكراد»، واليهود «الفرس»!!
كل هؤلاء الذين ذكرناهم يتحدثون لغات ما أنزل بها من سلطان، وربما -«أنت من تقرأ الآن»- لم تسمع بها من قبل، وهى: «يديشية» و«لادينو»، و«جوهورية»، و«قريمجاقيه»، و«كنانيه»، بالإضافة إلى «العبرية» التى أعادوا لها الحياة بعد أن ماتت منذ الفى..سنة!
حتى نلخص لكم -بصورة أبسط تلك المعلومات عن اليهود ونربطها بواقعنا الحالى العربى- نستطيع أن نقول إن هناك..«يهود سنّه، ويهود شيعه، ويهود جامية، ويهود روافض، ويهود نواصب، ويهود علمانيه، ويهود أخوانيه، ويهود سلفية، ويهود «ليبرو-جاميه»، و«يهود دواعش»، و«يهود-قاعدة»، و«يهود-حوثيين»..وأنت رايح!
لكن..حين اجتمع قادتهم برئاسة «ثيودورهرتزل» فى المؤتمر الأول للصهيونيه الذى عقد فى «بازل» بسويسرا عام1897 من أجل إنشاء وطن قومى لهم فى أحد ثلاثه بلدان: فلسطين أو الأرجنتين أو أوغندا،ثم قرروا إن «أرض الميعاد» هى فلسطين، اتفقوا جميعاً على إن عدوهم الأول -ولا أحد غيره- هى «أمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله»!
لم يقل اليهودى «الإشكنازى» إن عدوهم الأول هو «اليهودى-السفارديمى»، ولم يقل «اليهودى-القوقازى» إن عدوى الأول هو: «اليهودى الأسود»، ولم يقل «اليهودى-الدونمى» إن عدوي الأول هو «اليهودى الكردى»، بل..كلهم بلا استثناء- أجمعوا على كون عدوهم «أمة خاتم الأنبياء والمرسلين، بسنتهم وشيعهم وجاميتهم ونواصبهم وروافضهم وليبراليهم وعلمانيهم ودواعشهم وسلفهم»..إلى آخر القائمة!
تعال إلى الجانب الآخر من «أهلنا فى أمة الإسلام» لتجد ان «مجانين من السنه الدواعش» يرون إن..«عدوهم الأول هو الشيعه، فلنقاتلهم -أولاً- ثم نقاتل اليهود»!
ويأتى «مجانين من الشيعه» ويرون إن «عدوهم الأول هو السنة، فلنقاتلهم -أولاً- ثم نقاتل اليهود»،وكذلك يقول «الجاميه والاخوانيه والقاعدية والسلفية» و«الليبرو-جاميه»، وبعد أن يقتل الشيعى-السنى، ويقتل السنى-الشيعى، ويقتل «الداعشى» الجامى، ويقتل «الهيفائى -النانسى عجرمى»..إلى آخره، لا يبقى من أمة الإسلام أحداً يقاتل أعداء الله ورسوله من قتلة الأنبياء..والرسل، حتى يجئ يوم القيامة حين تدنو الشمس من الرؤوس، ويتمكن العطش من الناس ويشتد الكرب بهم حتى يطلبوا بدء الحساب، تتجلى رحمة الله يومئذ بخلقه، إذ لا يتركهم عطشى يعانون الظمأ، بل يكرمهم بـ«حياض يشربون منها» ويجعل لكل نبى من الأنبياء حوض يشرب منه هو وأتباعه، وكما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبى حوضاً، وإنهم يتباهون -أى الأنبياء- أيهم أكثر واردة، وإنى أرجو أن أكون أكثرهم واردة»، فهل تركنا لنبينا وقدوتنا إرثاً -من هذه الدنيا الفانيه- يتباهى به على سائر الرسل والأنبياء يوم لا ينفع مال ولا بنون!!
استفتوا-قلوبكم-لا مشايخكم و ملاليكم-وأجيبوا!