تراجعت ارباح شركات الاتصالات الخليجية على مدى السنوات الخمس الماضية، وانخفضت اجمالي ارباح الشركات من 8 مليارات دولار في 2011 الى 6.25 مليارات في 2015 وفق دراسة اجرتها «أرقام». ويعتبر تراجع ارباح الاتصالات نتيجة طبيعية للتنافس بين الشركات الاقليمية. ويمثل تطور التكنولوجيا العامل الرئيسي لتدني ارباح شركات الاتصالات، وقد وفرت البرامج الجديدة الاتصال المجاني بين الاشخاص وبجودة عالية، وتشير شركات الابحاث البريطانية Ovum الى أن شركات الاتصالات العالمية ستفقد 386 مليار دولار من ايراداتها بين 2012، و2018، بسبب برامج الاتصالات بين الافراد مثل Skype وWhatsup، لذلك يتطلب من شركات الاتصالات تطوير استراتيجياتها لتواكب الضغوط الحالية والسعي للبقاء في ظل التنافس الشديد.
تحديد الفرضيات الرئيسية
ولتشكيل نموذج عمل جديد لشركات الاتصالات، يجب تحديد فرضيات جديدة والعمل بموجبها، وتكون الفرضية الاولى هي تدني هامش الربحية الاجمالي مع بقائه موجباً، وهامش الربحية الاجمالي هو ناتج قسمة الربح الاجمالي على الايرادات الاجمالية، ويمثل هذا الرقم نسبة الربح بعد خصم تكلفة الايرادات المباشرة، مثل تكاليف الكهرباء والابراج والرخص الحكومية، وفي هذه الحالة يكون لسياسات الحكومة دور مهم في تحديد تكاليف الكهرباء، ومن المحتمل استمرار الحكومات الخليجية في توفير الدعم المحدود لاسعار الكهرباء، ولكن عند رفع سعر الكهرباء يتبين لنا احتمالية تحول هامش الربحية الاجمالي الى السالب، وهو احتمال ضعيف مع وجوده، لان الحاجة للاتصالات مهمة في المجتمعات الحديثة.
الاستحواذات وتخفيض التكاليف
وفي حال فرضية الربح الإجمالي الموجب، يتعين على الشركات تبني استراتيجية تخفيض النفقات، لأنها تكون تحت سيطرة الشركة. وبدأت شركات أوروبية مثل Lebara في بريطانيا بتبني نموذج عمل منخفض التكلفة. وتقوم الشركة في بيع خطوطها وتوفير خدماتها من دون استخدام مراكز خدمة حصرية. لذلك استغنت الشركة عن مصاريف تأجير مراكز خدمة واستخدام موظفي تسويق. وتعمل الشركة في 10 دول ولديها 1400 موظف فقط. وتؤجر شركة Lebara شبكة الاتصالات من الشركات الأخرى لتوفير خدمة الاتصالات. وقد فازت الشركة مؤخراً برخصة تشغيل في المملكة العربية السعودية. وهنا يكون البقاء للمشغل صاحب أدنى تكلفة.
تغيير النشاط التجاري
وفي حال فرضية الربح الإجمالي السالب، يجب أن تكون الاستراتيجية الجديدة مبنية على استثمار النقد الناتج من العمليات في قطاعات جديدة. وهنا تنتقل الشركة من قطاع الاتصالات إلى قطاعات أخرى كقطاع الإعلام أو قطاع خدمات التكنولوجيا أو أي قطاع مختلف. وقامت شركة Verizon الأميركية بالاستحواذ على شركة MCI لتوفير مراكز معلومات وأنظمة أمنية وخدمات Cloud لعملائها.
التوصية
لذلك، يتعين تحديد خطوات العمل والأولويات الجديدة وفق الفرضيات المستخدمة. وقد يكون الحل الأمثل تبني استراتيجية ترتكز على فرضيتي انخفاض هامش الربح وتحوله إلى السالب. لذلك تقرر شركات الاتصالات الانتقال لقطاعات أخرى مثل التكنولوجيا أو الإعلام وبالوقت نفسه تقوم بتخفيض مصاريفها التشغيلية. وتقوم شركة AT&T بالعمل على الفرضيتين عن طريق استحواذها علىCricket Wireless، والتي توفر خدمات اتصالات متدنية التكلفة، واستحوذت على شركة Direct TV لتوفير الخدمات التلفزيونية.
آخر مقالات الكاتب:
- مجموعة الشايع نموذج نجاح كويتي.. عالمي
- إدارة الأموال العامة وضبط المصروفات
- ملاحظات على إدارة الدين العام
- تطبيق دعم العمالة على جميع الشركات المحلية
- كيف ندمر ٣٠ ألف فرصة عمل؟!
- اقتراحات إضافية لمشروع قانون الإعسار والإفلاس
- كيف نخلق 25 ألف فرصة عمل سنوياً؟
- «من شراك باعك»
- هذه هي تحديات الكويت الاقتصادية
- وقع المحظور الذي حذَّرنا منه