سبعة مليارات دينار هو الرقم المطلوب لتمويل عجز الميزانية للسنة 2016 – 2017، حسب وثيقة استراتيجية الدين، أي إن الدولة ستقترض من الداخل والخارج كي تغطي العجز لتلك السنة المالية فقط، لكن في هذه السنة، أي التي تفكر فيها السلطة “استراتيجياً” لحل العجز، هي السنة ذاتها التي وقعت فيها الدولة بشهر فبراير الماضي “أولاً” صفقة 7 إلى 8 مليارات يورو مع إيطاليا لشراء يوروفايتر، و”ثانياً” وقعت مع فرنسا صفقة شراء الحوامات بقيمة مليار يورو بشهر أغسطس الماضي، و”ثالثاً” تم استكمال فرحتنا بأعياد صفقات السلاح بموافقة الحكومة الأميركية على صفقة طائرات الهورنيت في أبريل الماضي بمبلغ 3 مليارات دولار! قيمة الثلاث صفقات تقارب 13 مليار دولار، وهي لا تبعد كثيراً عن حجم الرقم المطلوب “استراتيجياً” لتمويل العجز لهذه السنة المالية.
خوش عجز وخوش تمويل وخوش استراتيجية، بالخوشات الثلاث مثل الصفقات الثلاث يمكننا أن نشاهد عبر المنظار “الاستراتيجي” مستقبل الدولة الزاهر، وكيفية الإدارة الرائعة لأيامنا الجميلة الآتية، فلا حاجة لنقلق بشأن أزمة سداد الرواتب في القطاع الحكومي في السنوات القليلة القادمة، مثلما ظل يردد النائب فيصل الشايع، ولا حاجة كي نقلق عن تغطية نفقات الخدمات العامة من صحة وتعليم وأمن وبنية تحتية تعيسة في شوارع الحصى الطائر، ولا حاجة كي نقلق بصفة عامة عن استمرار وجودنا أحياء بوضع إنساني لائق، ولا أتحدث عن مستقبل أولادنا وأجيالنا الآن، فهذا وهم لم يعد بالإمكان الحلم به.
الأمور بخير وألف عافية، صفقات فلكية من الجانب الحكومي، وحلول رائعة لمستقبل أسود لسعر الذهب الأسود من الجانب المجلسي تحت شعار “لا مساس بجيب المواطن”، عبر وصفات خنق الوافدين كما يطرحها النائب الجيران، وكأن قوة العمل الكويتية المنتجة تفيض عن الحاجة…! لا داعي للقلق من الغد… إدارة حصيفة ومستقبل زاهر إن شاء الله، وكل عام وأنتم بخير… فليحيا وزراء الدولة، وليحيا نواب الأمة، و«عاشوا الاثنين»، المطرب الحكومي والمكبس النيابي.