بعيدًا عن السياسة وهمومها في هذا الشهر الكريم، وقع بين أيدينا كتاب بعنوان»الأمثال العامية» كتبه العلامة المحقق «أحمد تيمور باشا» أحد رجالات مصر المحروسة في العهد الملكي! تولد الأمثال الشعبية نتيجة تجارب الشعوب في حياتها اليومية فيأتي القول العامي متطابقًا مع عادات وتقاليد أي مجتمع، والطريف أن نسبة التشابه بين الأمثال الشعبية ومعانيها في معظم البلدان العربية يكاد يكون متطابقًا، مما يعني أن ما يربط هذه الشعوب بعضها ببعض ليس – فقط- الدين واللغة والحضارة، بل… وحتى الأمثال والأقوال!! سنطلعكم على شريحة منها تتميز بالطرافة من قاهره المعز تقول: «الي ياخذ المقصد بسوء نية، تركبه … جنيه» أو… «أعرج يسحب مكسح… يقول له تعال نتفسح» أو «اللي عاجبه عاجبه، واللي مش عاجبه… ينتف حواجبه»! و… «شنب ما تحته فلوس يحتاج له… موس»! و»سكران يضرب في ميت، لا الأول داري، ولا التاني حاسس بيه»! و… «ابنك علي ما تربيه، وجوزك على ما تعوديه»! و… «سيبني وروقني وخلي العفاريت… تركبني»!! و… «حبك في قلبي يا بهيه زي حب الأقرع… للكوفيه»! تسعة أعشار هذه الأقاويل لا تخرج ولا تولد من فراغ، بل من حكايا وحوادث ذات مغزى يؤرخها الناس ويخلدونها بجمل قصيرة تعتبر مرجعًا لأجيال تأتي بعدهم، وعلى سبيل المثال مقولة! «اللي اختشوا … ماتوا» وأصله أن مجموعة من النسوة كن داخل أحد الحمامات التركية القديمة والشهيرة في زمن الدولة العثمانية، حيث اعتادت النساء الاستحمام فيه أسبوعيًّا، وذات يوم شب حريق هائل بداخله فهربت بعضهن متسترات بالفوط فقط إلى الخارج ونجين من الموت، اما من «استحت وخجلت واختشت» من أن تخرج بالفوطة إلى الشارع فقد ماتت محترقة و… مشوية!! وآخر يقول: «احنا دافنينه… سوا» وأصله أن رجلاً مع صديقه ضاقت بهما سبل العيش وأحاط بهما الفقر، ففكرا في خطه شيطانية للحصول علة المال، فجاءا بحمار ودفناه في قبر وأقاما عليه ضريحًا وغطياه بالأقمشة وادعيا أنه لأحد أولياء الله الصالحين، فصار العامة من الناس يزورونه ويتبركون به ويقدمونه له القرابين!! وذات يوم طمع أحد الرجلين بتلك العطايا فسرقها فعلم صاحبه فهدده بأنه سيدعو عليه «صاحب المقام» لتحل عليه لعنته، فرد الأول ضاحكًا:… «إحنا دافنينه… سوا»!! ومثل شعبي طريف آخر يقول: «دخول الحمام مش زي… خروجه»، أن رجلاً كان يملك حمامًا تركيًّا للرجال، لكن العمل كان قليلاً والمردود المالي شحيحًا فتفتق ذهنه عن فكرة وهي أن يدعو الرجال للاستحمام بالمجان فتهافت عليه المئات، وبعد أن يخلعوا ملابسهم كان يأخذها ويخفيها، وبعد أن ينتهي أصحابها من الحمام ويبحثون عنها فلا يجدونها فيخبرهم أنها محجوزة لديه، ومن يريد استرجاعها عليه أن يدفع ثمن الاستحمام! فلما قيل له: إنك دعوت الناس للدخول بالمجان كان يرد عليهم قائلاً «دخول الحمام مش زي خروجه»!! كذلك هناك أمثال عجيبة ليس لها تفسير عقلاني أو منطقي مثل: «الي تتجوز يوم الأربع… علي بيت أبوها ترجع»! و»الي تتجوز يوم الحد… مايعلاش عليها حد»!! و… «الي حماتها تحبها… الشمس تطلع لها»!و… الي راسها بتوجعها… صيت ابوها ينفعها»! و… «بوس ايد حماتك ولاتبوس ايد … مراتك»! و… جت العازبه تبكي … لقت المتجوزه بتبكي» وأخيرًا – وليس آخرًا – حطي جوزك فوق السطوح… إن كان فيه خير ما يروح»!!
آخر العمود:
صغير يشتهي الكبرا
وشيخ ود لو صغرا
وخال يبتغي عملا
وذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب
وفي تعب من … افتقرا!!
آخر كلمة:
الإبن: ما المقصود بالطبقة الوسطى من الناس؟
الأب: إنها الطبقة التي لا يبلغ الفقر بأفرادها حدًّا
يقبلون معه الصدقة كما لا يبلغ الثراء بهم حدًّا
يجودون معه بالصدقة