ورد في الأمثال «من راقب الناس مات همّاً».
البعض ليس له عمل إلا متابعة أخبار الآخرين، المقروءة والمسموعة، والبحث عن الزلات المقصودة وغير المقصودة، وتصيد الأخطاء المتعمدة والبريئة، ثم يبني عليها موقفاً ورؤية ويطالب الآخرين بتصديقها وتبنيها! البعض الآخر مشكلته أنه لا يريد أن يفهم الحقيقة، ويفسر الأمور وفقاً لهواه ومزاجه، فيؤسس رأياً ويفرضه على الآخرين!
ويبدو أن «كاتبة الطليعة» كانت تراقب هذه الزاوية منذ فترة طويلة، وفجأة وجدت ضالتها..! نعم، لقد وجدت ما كانت تنتظره منذ أكثر من سنة، وجدت «كاتب الإخوان» يتناقض في رأي كتبه بالأمس مع رأيٍ كتبه قبل سنة أو أكثر؛ لذلك يستحق هذا الصيد الثمين أن أُشغل به رأي القراء لأفضح تناقض الإخوان في مواقفهم!
ما هذا الصيد الثمين؟
يقول كاتب الإخوان (طبعاً تقصدني أنا) في مقالته قبل عام «لقد ضُيّق علينا في أرزاقنا، وحُرِم شبابنا من فرص عمل كثيرة، وأُزيح المحسوبون علينا من مناصبهم في وزارات الأوقاف والعدل والتخطيط والتربية».
وتستنتج كاتبة «الطليعة» أن هذا الكلام يتناقض مع نفيي المستمر لادعائها أن الإخوان مستولون على وزارات الدولة الحساسة!
مع أني لا أجد وجهاًً للتناقض المزعوم، إذ إن وجود وكيل وزارة مساعد محسوب على الإخوان، وتمت إزاحته أخيراً، لا يعني أن الإخوان كانوا مسيطرين على هذه الوزارة، كما أن إقالة مدير الدراسات في «الأوقاف» بسبب انتمائه لا تعني سيطرة الإخوان على الوزارة، كما أنني ما زلت أُؤكد أن التيار الليبرالي وأصحاب التوجهات العلمانية هم المسيطرون على جميع وزارات الدولة، وعليهم بألف عافية دام المعازيب راضين فيهم، والديرة رايحة قوووع!
أنصح كاتبة «الطليعة» بالانشغال في ما ينفعها، واتركي الإخوان بحالهم، فلن يصل تيار «الطليعة» إلى ما وصل إليه تيار الإخوان المسلمين من نصاعة وأصالة في المبادئ والإنجازات، ولولا أن الإسلام يطالبنا بذكر محاسن موتانا لسمعت مني الكثير!
يقول الدكتور السلفي طارق الطواري عن تيار الإخوان المسلمين «هم الحزب الإسلامي الوحيد الذي قدم رؤية عملية وبرنامجاً سياسياً وواقعياً للحكم.. وهم من حقق نجاحاً واكتساحاً يوم أن مُنحوا جزءاً يسيراً من الحرية والإنصاف في كل انتخابات شاركوا فيها، وهم التيار الإسلامي الممتلئ بالكوادر العلمية في كل التخصصات، رجالاً ونساء، كوادر منظمة تعمل فوق الأرض وتحب أوطانها ولا تمارس الإرهاب ولا تؤمن بالعنف وتنشر الفضيلة وتحارب الرذيلة…».
اسألي نفسك أيتها الزميلة الفاضلة: لماذا كل هذه الحرب الإعلامية والميدانية على تيار الإخوان المسلمين، مع أنه هو التيار الإسلامي الوسطي والمعتدل في منهجه والسلمي في وسائله؟!