ابتداءً، أشكر الحكومة الكويتية التي نفت خبر استقبال جرحى الحشد الشعبي الطائفي في مستشفياتنا الحكومية، لان هذا التصرف يعتبر انحيازاً صريحاً من الكويت في الحرب الطائفية الدائرة في العراق التي تهدف الى تصفية الوجود السني والعربي فيه، ويستبدل به العنصر الفارسي والطائفي، بحجة الحرب على «داعش»! وكلنا شاهدنا كيف ان الطائفة السنية العربية هناك عانت الأمرين من «داعش» بقدر ما عانته من خصومها التقليديين..!
بالأمس، صرح قاسم سليماني، مهدّداً البحرين الشقيق بحرب داخلية مدمرة، على حد قوله! وقاسم هذا هو نفسه مستشار الحشد الذي غزا الفلوجة، كما أعلنت الحكومة العراقية، بينما فعلياً هو قائد تدمير الفلوجة! وهذا يؤكد ان الحرب على الفلوجة هي حرب طائفية، وأن «داعش» ما هو الا مسمار يعلقون عليه مذابحهم وجرائمهم..!
* * *
غبقة الحركة الدستورية الإسلامية
مع صدور هذا العدد تكون الحركة الدستورية الاسلامية أنهت احتفاليتها باقامة الغبقة الرمضانية السنوية، وتعتبر هذه أول نشاط عام تقيمه الحركة بعد قرارها التاريخي، بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ونحن في «حدس» نحرص على هذا التقليد الشعبي والوطني منذ عدة سنوات، لكننا في هذا العام يزداد حرصنا لأكثر من سبب، فهو مؤشر على شعبية الحركة وقبولها عند الناس، ويرد على من يدعي عزلتها وانفضاض الناس عنها بعد غيابها عن المشهد السياسي، وهو أيضاً مؤشر على علاقتها، وهل ما زالت الجسور موجودة مع بعض رموزه، أم انها أصبحت خصماً لدوداً لها؟! وأهم هذه المدلولات التي نستنبطها من غبقة الحركة الدستورية هو حجم التأييد الشعبي لقرار الحركة بالمشاركة في الانتخابات والرد على من يدعي زوراً وبهتاناً وجود غضب شعبي عليها بسبب هذا القرار!
عموماً، الصحف غداً ستجيب عن هذه الاسئلة والتوقعات، وانا شخصياً متفائل من وضع الحركة لأكثر من سبب؛ حيث ان معظم الناس مرحبون بقرار العودة، وان معظم من اعترض على الحركة هم من خصومها التقليديين الذين انزعجوا من مزاحمة ضيف جديد لهم في الساحة الانتخابية!
* * *
طلب مني الاخوة في الحركة عدم الرد على بيان التجمع السلفي، حفاظاً على العلاقة الاخوية والعقائدية التي تربطنا معهم، وحرصاً على جسور الاخوة في الله التي ما زالت تجمعنا، وانصياعاً لهذا الطلب، اعتذر عن الاجابة من كل من سألني عن تعليقي على بيان التجمع السلفي! ويبدو ان هذه الايام موجة طلبات وانصياعات، فقد طلبت مني رفيقة دربي «ام معاذ» ألا انتقد أميركا في رعايتها الارهاب؛ خوفاً على ابنها الذي يدرس هناك، ولا أضمن استمراري في تلبية طلبها، مع انها هي من اختارت لي منذ البدايات اسم هذه الزاوية «حصاد السنين»، وهي التي تشاركني الكثير من الهم السياسي، لكن أميركا تظل هي التي أوجدت «داعش»؛ ذلك المخلوق الإرهابي..!