سبق أن كتبت مقالات عدة عن «الكويتية» في مارس الماضي، وفي 2014/7/15 مقالا بعنوان «يا سمو الرئيس.. من يحمي الفاسدين في الكويتية».. عن تكرار عمليات التلاعب واهدار المال العام، وذلك في واقعة استئجار (12) طائرة بعقد مدته (8) سنوات، من بين هذه الطائرات (7) من طراز (A320) و(5) من طراز (A330)، وأوضحت في مقالي هذا انه عملية اختيار وشراء المقاعد وأجهزة الترفيه والكراسي والسجاد وغيرها من المستلزمات الخاصة بهذه الطائرات المؤجرة، تمت من دون الحصول على موافقة رسمية، ومن دون تلقي عروض وفض مظاريف فعلية، وأن قيمة هذه المستلزمات لـ(7) طائرات بلغت حوالي (63 مليون دولار)، وكما أوضحت في هذا المقال ان هذه العروض – للأسف الشديد – لم تستدرجها «الكويتية» عبر عروض أسعار ووفقاً لقواعد عمل قانونية مع التأكد من الشركات المؤهلة، والذي حدث ان العروض جاءت عبر اتفاقات سرية «دبرت بليل» بين مجموعة من الفاسدين الذين عمدوا بعد ابرام الصفقة الى «شرعنة» اجراءاتهم الرسمية، حتى لا يظهر أثر الفضيحة والفساد والاعتداء على المال العام!!
٭٭٭
– الشاهد – وهو ان ما حذرت منه سمو الرئيس ووزير المواصلات في السابق قد حدث!! مع أنني كتبت أكثر من مقال في هذا الموضوع لكن لا أحد يسمع ولا أحد ينتفض، أو يهتم بالحرص على المال العام وكأنه مال (سايب) لا رقيب عليه ولا حسيب، والذي حدث ان الطائرة الأولى (والثانية اللتين وصلتا الى الكويت) شابتهما عيوب وأخطاء فنية.. وعلى مدى أكثر من أسبوع وهذا الفريق الفني يحاول عبثاً ايجاد حلول ترقيعية لهذه العيوب الفنية، الا أنه يعجز الطاقم الفني بالعمل على حلها والتغلب على مشكلاتها!! حتى يوم الجمعة الماضي 12/26 تحركت الطائرة الأولى وقامت برحلة الى دبي!
الى هذا الحد لم يعد المال العام مهماً لأحد؟ لم يعد هدر الأموال والفساد يهزان أحداً؟ الطائرة مستأجرة ويدفع المال ثمناً لبقائها رابضة على أرض المطار، مليئة بالعيوب، وعلى مدى أسبوع الوزير «لا حس ولا خبر»!
أما كان جديراً بك ان تذهب يا وزير المواصلات لتتأكد بنفسك من صحة ما ورد في مقالي المنشور يوم الخميس الماضي عن السلبيات التي تمت ملاحظتها من قبل «الفنيين» بالمؤسسة فور وصول الطائرة، وأتمنى ان تسأل رئيسة المؤسسة أثناء رحلتها عليها من «تولوز – فرنسا» الى الكويت عن الأخطاء الموجودة!!
٭٭٭
المعروف أنه في عالم الطيران عادة لا مجال لأخطاء.. لأن الأخطاء مكلفة جداً كما نرى ونسمع كل يوم.. والخطأ الذي يحدث في التصميم قد يكون مرعباً.. ودامياً.. أما أخطاء التجهيز والتأثيث والتي هي من صميم اختيار وعمل شركات الطيران فهي (تقصم ظهر) ومكلفة لأي شركة.. لأن هذا معناه ان الشركات سوف تخسر المنافسة مع غيرها، ولقد سبق ان ذكرت ان «الفاسدين» لم يعطوا فرصة «لشركات» لتتقدم بعروضها التي تحقق «الراحة للركاب» وتقديم «الخدمات المميزة» لهم.. بما يمكن «الكويتية» من ان تدخل الى عالم المنافسة.. وتنافس على الصدارة مع الشركات الاقليمية والعالمية!! لكن الذي حدث كان فساداً مروعاً، نتجت عنه أخطاء فادحة.. في التصميم والترتيب الداخلي، وهو أمر ناتج عن اختيار غير مناسب لمقاعد الركاب وفي نوعية الأنظمة المستخدمة!
٭٭٭
حسب المعلومات المؤكدة فإن «الفنيين» في «الكويتية» يحاولون ايجاد حلول ترقيعية لمشكلة مقاعد درجة الأعمال، والتي تظهر بشكل صارخ عند بدء عملية استرخاء الراكب، والتي يحصل خلالها انطباق ومضايقة المقعد الأمامي لساق وقدم الراكب في المقعد الذي خلفه، وسيكون الترقيع من خلال تقليل درجة استرخاء ظهر المقعد (تمدد ورجوع) بدرجتين على الأقل (من9 الى7) الامر الذي سوف يؤثر في راحة الركاب وقد يؤدي الى عزوفهم عن اختيار «الكويتية» شركة للسفر واختيار شركات طيران أخرى بديلاً عنها!
٭٭٭
معالي الوزير.. أدعوك ان تقوم بزيارة للطائرة وتجربة مقاعد درجة رجال الاعمال وأن تسترخي في مقعدك في الوقت الذي يتم فيه أيضاً وضع الكرسي الذي أمامك والذي خلفك على وضع «الاسترخاء»، وقتئذ سترى بأم عينيك مدى فداحة هذا الخلل الفني، قبل ان يتم ترقيعه بحلول فنيه تؤثر على راحة الراكب واستمتاعه برحلته!
كما ستكون فرصة لتلقي نظرة على الاثني عشر مقعدا في الدرجة السياحية المحيطة بمخرج الطوارئ (قبله وبعده مباشرة Raw 13)! والتي سيتم ترقيعها بالغاء (6) كراسي منها لحل مشكلتها!!
٭٭٭
المضحك يا معالي الوزير ان المعنيين في الشركة طلبوا القيام بزيادة مقاعد الدرجة السياحية بمعدل (6) كراسي مقابل تكلفة تبلغ أكثر من (6) ملايين دولار لتنفيذ هذا الطلب غير المدروس وغير المجدي اقتصاديا والذي تسبب كذلك في تقليل المساحة المتاحة لمخرج الطوارئ لتصبح مساوية تقريبا للمسافة بين المقاعد الأخرى؟! ترى هل بامكان «الكويتية» ان تحقق في نهاية عقد الايجار أرباحاً تعادل على الأقل مبلغ الـ(6) ملايين دولار، فضلاً عن تكاليف المقاعد الستة؟!.
٭٭٭
لتكن فرصة لتطل عن قرب على هذه العيوب، واذا قررت ان تقوم بشحن جهاز تلفونك أو اللاب توب الخاص بك على متن الطائرة فستكتشف انه لن يمكنك ذلك، فثمة عيب آخر وهو أنه يجب ان يكون معك وصلة اضافية (أدابتر) لأن فيشات الكهرباء في الطائرة ليست مطابقة لمواصفات أجهزتنا الالكترونية!!
لتكن فرصة أيضاً معالي الوزير لكي تسأل عن (الفريزر) الذي يزود به المطبخ.. وان جاءتك الاجابة بأن الطائرة ليست مجهزة بالفريزر المجمد.. فأرجو ان توضح ماذا كانت ادارة الشركة قررت تحويل الطائر الأزرق الى شركة ناقل جوي ومنخفض التكلفة (Low Cost Carrier) أم أنها ستقوم بالغاء عدد من المقاعد لعمل مخزن للطعام يحل محل الفريزر!!
٭٭٭
الشق عود معاليك.. – نعم – ومما يفاقم الكارثة ان الطائرة الثانية وصلت يوم الجمعة الماضي وفيها نفس الأخطاء!! وربما أصبحت الأخطاء هي الأصل والسمة الأصلية للطائرات السبع!!
لقد استبشرنا خيراً بوصول طائرات جديده لدعم أسطول الطائر الأزرق الا أننا صُدمنا بالأخطاء الفنية التي لا تعد ولا تخفى!
من أسف أننا لم نتعلم من أحد.. أو نستفيد من تجارب الآخرين.. ففي الوقت الذي نعاني نحن فيه أشد المعاناة من هذا الهدر وهذا الفساد وهذه الأخطاء والعيوب الفنية نجد ان دولة قطر تتعامل مع موضوع مماثل بطريقة مختلفة.. لقد تعاقدت قطر على شراء أسطول من (80) طائرة (350)، وكان لافتاً ان الطائرة حلقت وطارت في الأجواء بعد وصولها بيوم واحد.. وصلت (12/22) وقامت بأولى رحلاتها يوم (12/24)، لماذا؟!
لأن قطر تسلمت الطائرة حسب المواصفات العالمية وكانت جاهزة للطيران!!
علماً بان قطر أجلت تسلم هذه الطائرات الجديدة عندما اكتشفت ان بعض المواصفات غير مطابقة لما تم الاتفاق عليه في العقود، وبعد ان أتمت الشركة المصنعة هذه الملاحظات (لأنها ملزمة بغرامات في العقود وليس «مال سايب») تسلمت قطر أولى طائراتها!
٭٭٭
بنهاية الأمر سمو الرئيس.. هل يستحق شعب الكويت هذه المكافأة بعد انتظار طول سنين.. غاية أملنا ان تكون هناك خطوات لتعديل المسار في الكويتية وإصلاح الخلل وتدارك الأخطاء في مشاريع وطائرات الطائر الأزرق القادمة في المستقبل ومحاسبة القائمين والمتسببين في مثل هذه الأخطاء التي لا يمكن ان تحصل في شركة طيران ناشئة وليس في شركتنا الوطنية التي تعدى عمرها الستين عاما، يجب ان يحاسب كل من اشترك في هذه المهمة التي كلفتنا أموالا طائلة وبلا مقابل يذكر!!
السؤال لماذا نستمر نحن هكذا (سمارى) لا أحد يحاسب على خطئه!!.
٭٭٭
سنة جديدة..
اليوم نهاية سنة 2014 المليئة بالاخفاقات والأحداث المؤلمة على المشهد السياسي الكويتي، وكلي أمل ان نشهد سنة جديدة مليئة بالانجاز والتقدم، وأن يتم تغيير هذا المشهد «الكريه»، بتغير «النهج» وأن ترتسم الوجوه بالأمل مرة أخرى.. وكل عام والجميع بألف خير.
.. والعبرة لمن يتعظ!!
آخر مقالات الكاتب:
- «الحرمنة» في «الكويتية» عنوان.. فمن يجرؤ؟!
- انهم يسيئون للبلد!!
- أميرنا الغالي.. وذوو القلوب العمياء!!
- كل العورات انكشفت.. بعد إغلاق الوطن!!
- 20 مليوناً اعتمادا تكميلياً لقناة «المجلس».. لماذا؟!
- فضيحة الطائرات المؤجرة.. التي سبق أن حذرنا منها!!
- الخطأ والمكابرة.. عنوان المرحلة!!
- قناة «المجلس».. وحلفاؤها الجدد!!
- محطات!!
- من سينقذ «الإعلام».. من «مطّب» الدويلة!!