أعترف بأن قلبي تعب من كتابة المواضيع الجادة، ولا يزال لدي الكثير منها، والقلب إن تعب وكلّ ارهق صاحبه، وأرهق من هم حوله، بالتالي نحتاج الى استراحة، حرمتنا منها القبس، التي كانت تخصص الصفحة الأخيرة كل جمعة لكاتب يملأها بالخفيف من المواضيع. ولولا إطلالات الزميل خليفة الخرافي كل جمعة لأصبحت الصفحة أكثر ثقلا على النفس. وبالتالي سنجعل مقالنا هذا خفيفا، قدر الإمكان، وسط كل هذا الغم السياسي والهم الإرهابي، وكل هذا الكم الكبير من مطالبات بعض نوابنا بتطبيق عقوبة قطع يد السراق وجلد العصاة، وإغلاق حمامات السباحة في الفنادق، وتقديم خدمة الغسل والكوي في مجلس الأمة!
1. سأل الشاب العراف عما يخبئه الغيب لوطنه، فقال العرّاف: ستمر عليكم عشرون سنة مليئة بالتعاسة وغلاء المعيشة، وستزداد سرقات المال العام، وستقل مواردكم، وسيزوركم النحس وتصبح حالتكم حالة! ففغر الشاب الخليجي فاه وقال: وبعدين؟ فرد العراف: وبعدين راح تتعودون.
2. قالت الزوجة لزوجها، وغضب الدنيا ظاهر على وجهها، أريدك أن تطرد هذا السائق الأرعن. لا اريده في البيت دقيقة واحدة، فقد تسبب، خلال الأيام القليلة الماضية، في تعرضي مرتين للموت! فنظر الزوج لها بكل محبة وقال: حرام عليك يا امرأة، دعينا نعطه فرصة ثالثة.
3. تعب الشاب وهو يبحث عن مكان لإيقاف سيارته في الموقف المكتظ، وكان في طريقه لتقديم طلب لوظيفة شبه مضمونة، بعد أن بقي عاطلا عن العمل لأكثر من سنة، باءت كل جهوده في إيجاد موقف مناسب بالفشل، فحتى الأماكن المخالفة كانت تقف فيها السيارات. طال انتظاره، وشعر بأنه سيفقد فرصته في الحصول على تلك الوظيفة، وأنه حتما سيفقد سيارته وربما يطرد من بيته بعد ان توقف عن دفع كل ما عليه من اقساط وديون، وعندما شعر باليأس التام، أوقف سيارته وفتح فتحة السقف ورفع يديه الىالسماء داعيا بأنه سيتوقف عن الكذب وتناول المحرمات والغش وخيانة زوجته واصحابه، وسيتوقف عن التدخين، ويصبح رجلا صالحا، إن أعطته السماء موقفا لركن سيارته، وفور إنهاء دعائه، خرجت سيارة من أحد المواقف، فصاح قائلا، خلاص خلاص خلاص، وجدت الموقف.
4. قامت تسع سيدات باستئجار باص القرية، الذي يتسع لعشرة ركاب، لزيارة «أم العبد»، صديقتهن المريضة في مستشفى المدينة. رفض السائق التحرك بانتظار الراكب العاشر. وبينما هن كذلك اقبلت عليهن سيدة، تهرول مسرعة، طالبة انتظارها، فقالت النساء للسائق أن يتحرك ولا ينتظرها، فهي معروفة بأنها تجلب «النحس»، ولا يريدنها معهن، رفض طلبهن، وقال أنه هو الخاسر، فهي ستملأ الكرسي العاشر الفارغ، وما ان وصلت وفتح الباب لها حتى قالت للسيدات: انزلن انزلن من الباص فإن «أم العبد» خرجت من المستشفى وعادت الى بيتها.