لم يعد المواطن يهتم بمشاريع الحكومة (طويلة الأمد أم قصيرة الأمد ) والتنفيع المعلن لبعض الشخصيات ، فجميعها ضمن فصول المسرحية الفاشلة التي تعرض أمام نظر المواطن من عدة سنوات !
وإلى هذه اللحظة تمارس الحكومة دورها المتقن في تمثيل تلك المسرحية ، ولو قرأنا التاريخ الديمقراطي في الكويت لوجدنا أن كل الوثائق الإقتصادية والقرارات المتخذة ومشاريع التنمية لم تنجز منها شيء يذكر ، التناقض والفشل المتكرر هو طبيعة الأمور في الحياة السياسية الكويتية ، إلى أن وصلنا إلى طريق مسدود ، إما أن نقبل ونكتفي بمشاهدتها ، وإما أن نشارك بتلك المسرحية !
في زمن الإمبراطوريات السابقة المتسلطة إستطاعت الشعوب في الربيع العربي تغيير تلك المسرحيات التي ظلت لسنوات طويلة تضحك ، وتكذب ، وتخادع ، ونحن لسنا في عزلة عن تغيير هذه المسرحية ، ولم يتوقع مخرجها أنذاك أن هناك من سيغير هذا النهج ويغير المسرحية وبإدارة شبابية حرة .
على حكومتنا الغير رشيدة أن تعي أن الشباب قد شاهدوا جميع فصول المسرحية وعزموا على الخروج منها ، والتوجهه إلى كتابة فلم جديد ، واقعي ، يعيشونه ويحلمون في تحقيقه إلى أن ينهض بهذا الوطن للحفاظ على مقدراته .. وحقوقه !
إن البحث عن أرضية مشتركة لإيجاد الحلول والتعايش السلمي يتطلب أولاً نزع القناع والجلوس على طاولة تبحث فيها كل الحقائق بروح وطنية مخلصة بعيدة عن النفاق السياسي واللعب تحت الطاولة .
التناقض هو طبيعة الأشياء بالحياة ، وحلول التناقض هي وظيفة ( العقل والحكمة ) ، وعلينا أن نعي تماماً أن الخطوط السياسية القديمة لم تعد موجودة والعولمة قد أنتهى ، ونحن نعيش في صراعات لم يعد القانون العالمي يهتم في حماية الحكومات أمام نهضة الشعوب !
الجنون والتمسك في الماضي والعقلية السياسية الفاشلة لم تعد تجدي للحل ، وعلينا وعلى الجميع إحتكام العقل والتفكر للخروج من جميع الأزمات الماضية والقادمة ، لكي نتعايش على أرضية خصبة قوية متماسكة ومحبة لعمل الخير والصالح لهذاالوطن ولهذا الجيل .. المنفتح على العالم .
إن ما ذكرناه وكتبناه ليس إنقلاباً على السلطة ، وإنما هي رؤيا واضحة نراها أمامنا ولا تراها الحكومة بسبب إما ضعف النظر أو سوء الإستشارة ، وبكلا الحالتين تتحمل الحكومة المسئولية الكاملة أمام ما سيكون من القادم من الأيام .
الإنتخابات البرلمانية الكويتية ، والتي ستشارك فيها البعض من المعارضة ، وسقوط أقنعة الكثير من البرلمانيين الحاليين أمام الشعب ، ستجد الحكومة نفسها أمام منحنى خطير جداً ، إما أن تنجوا منها وتستمر في فشلها والمسرحية القديمة ، وإما أن ترضخ للطلبات المستحقة وننجوا جميعا إلى ما هو خير لهذه الأمة .
والله المستعان ..