خرج إلينا بالآونة الاخيرة صحفي وافد من أصحاب الاقلام الصفراء من الذين اعتادوا ان يغيروا توجهاتهم وقناعاتهم حسب قيمة وارتفاع الدولار والأصفار أمامه !!
فوجئنا بتطاوله و جرأته على مقام النبوة الشريف ومقام أهل البيت عليهم الصلاة والسلام أجمعين ، مدعياً انه يفسر القرآن وهو لا يفقه بالدين شيئاً ، وخالطاً الدين بالسياسة دون أي داعي سوى انه يريد اشعال الفتنة الطائفية في هذا البلد الآمن، والذي اعتاد أهله على التعايش معاً ونبذ كل ما يدعو للفرقة او لشق صف الوحدة الوطنية .
ذلك المعتوه تطاول كثيراً على مقام النبوة دون أي رادع ، حيث يدّعي وبأسلوبه الساخر المقيت والمثير للشفقة، بأن نبي الرحمة محمد عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام لم يرزق بذرية او نسل !! متناسياً ان الخالق تعالى في كتابه الحكيم كرمه بسورة الكوثر و ردّ على من نعت الرسول الكريم ” ص” بالأبتر ،، قائلاً : إن شانئك هو الأبتر ..!
وتارة اخرى نجده يتطاول ايضاً على مقام اهل البيت الأطهار ، مستصغراً شأنهم ، فينكر ذكرهم في القران الكريم ، ويقول انه لا يوجد شيء اسمه آل البيت !! وسط الصمت الغريب عن ذلك التطاول من قبل المسؤولين وصمت كل مدعين الدفاع عن ثوابت الأمة والدين !!
سبحان الله ، ألم يقل الله تعالى في ذكره الحكيم، “انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا” سورة الاحزاب .
حيث اجمع المفسرون جميعاً من جميع المذاهب الاسلامية ان اهل بيت النبي هم عليٌ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، و هم الخمسة المذكورين بحديث الكساء المعروف و الذي رواه مسلم والبخاري في صحيحيهما والترمذي والامام احمد بن حنبل وغيرهم ، وهم الذين نزلت بحقهم تلك الاية الكريمة بعد جلوسهم مع النبي الاكرم ص تحت الكساء اليماني، كما ذكر ذلك العديد من المفسرين الكبار مثل ابن كثير والطبري وغيرهم في تفاسيرهم.
ان اهل بيت النبوة الاطهار عليهم السلام يكفيهم فخراً و طهراً وعلواً انهم نزلت بهم سورة كاملة بحقهم وبفضلهم في القران الكريم وهي سورة الإنسان ، إكراماً لهم بعد صيامهم ثلاثة أيام متتالية وتصدقهم بالإفطار دون ان يذوقوا الطعام ، رغبةً في الاجر والثواب العظيم من الله تعالى.
ان أهل بيت النبوة الكرام هم الذين نزلت فيهم ايضاً الاية المباركة ” قل لا أسئلكم عليه أجراً الا المودة في القربى ” .. سورة الشورى.
وهم من نزلت فيهم ايضاً الاية الشريفة
” سلامٌ على آل ياسين ” سورة الصافات .
والمعروف ان ياسين اسمٌ من أسماء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهو المروي أيضاً عن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار ومحمد بن الحنفية وسعيد بن جبير وغيرهم كثير.
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره أيضاً: وقرأ عامةُ قرَّاءِ المدينة «سلام على آل ياسين» بقطع آل من ياسين، فكان بعضُهم يتأوَّل ذلك بمعنى: سلام على آل محمد (صلى الله عليه وآله)
ومن مصادر أهل السُّنة: جامع البيان ج 23 ص 115 ؛ تفسير ابن كثير ج 4 ص 22.
وقال القرطبي في تفسيره: وعن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما في قوله تعالى «سلام على آل ياسين» أي على آل محمد (صلى الله عليه وآله).
وأخرج الحاكم الحسكاني، ومحمد بن العباس، والصَّدوق في الأمالي وفي معاني الأخبار بإسنادهم عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن عليٍّ (عليه السلام)، في قوله عز وجل «سلام على إل ياسين» قال: ياسين محمد (صلى الله عليه وآله)، ونحن آلُ ياسين.
وكذلك أخرج الصَّدوق في المعاني، ومحمد بن العباس في تفسيره، بإسنادهما عن أبي عبد الرحمن السلمي، أنَّ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان يقرأ تلك الآية: «سلام على آل ياسين».
واخيراً وليس آخراً ان الآيات والامثلة القرانية التي وردت بشأن اهل البيت الكرام عليهم افضل الصلاة والسلام كثيرةٌ ولا يسعنا حصرها في مقامنا هذا.
وان عظم مكانة ومنزلة أهل البيت الاطهار عليهم السلام لدى الله عز وجل ما زالت ولن تزل خالدة الى يوم الدين وهي التي جعلتنا نذكرهم خمس مرات في تشهدنا وصلاتنا اليومية ، وهذه حقيقة ومنزلة لا ينكرها أي مسلم عاقل ومؤمن بالله ورسوله وملائكته وكتبه ورسله.
ومن ينكر ذلك لبغض او نفاق او لأي سبب دنيوي فانٍ فقد خرج من ملة الاسلام والعياذ بالله.
و آخر ما أقول لذلك المعتوه الذي إن عجز البعض عن اسكاته وعن تطبيق قانون الوحدة الوطنية عليه لسببٍ قد لا نعلمه ، أقول انك من الذين ينطبق عليهم القول ” دينهم دينارهم”
فاترك عنك ثوابتنا الاسلامية وعقائدنا وديننا الحنيف ويا غريب كن اديب!
واقول ان تطاولك على مقام بيت النبوة الكرام لن يزيدهم الا رفعة وعلواً ، ولن يزيدك الا ذنوباً واحتقاراً ..
ولا يسعني الا ان استذكر قول السيدة زينب عليها السلام الشهير ..
” فكد كيدك و اسع سعيك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا “..
وسلام على آل ياسين ..
ابداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ، والحمدلله رب العالمين.