الكويت في هذه اللحظة تضج بالصراخ، في أكبر تمثيلية شعبية مملة، عنوانها “إيقاف الكرة الكويتية عالمياً”. الفريقان المختلفان يتباريان بالبكاء، وكل من يبكي على مقام النهاوند يتبع فريق طلال الفهد، وكل من يبكي على مقام الصبا يتبع فريق الحكومة. والدنيا فسطاطان، واختر فسطاطك.
ويتباكى هؤلاء وهؤلاء على قرار إيقاف الكرة الكويتية، وهم الذين لم يتباكوا على نوعية ملاعب أنديتهم، ومستوياتها، وطبيعة أرضياتها، ومبانيها، وطريقة تشكيل أعضاء مجالس إداراتها، ووو…
والناظر بضمير إلى أرضيات ملاعبنا الكويتية، سيعرف أننا اكتشفنا لوناً جديداً ما بين الأخضر والأصفر والأشهب، وسيشاهد في ملاعبنا شيئاً لن يصدقه. سيشاهد العمال الآسيويين ينتشرون في أرجاء الملعب المتهالك، يحمل كل منهم دلواً أو خرطوم ماء، يرش به الأرضية قبل بدء المباراة. وكل هذا يحدث أمام مرأى الجماهير وصيحاتها. إي والله.
ثم يأتي هؤلاء المسؤولون، وبكل شموخ، ليتباكوا على الرياضة الكويتية، وقرار الفيفا بإيقافها! ولو أنهم فكروا قليلاً لشكروا الله الذي هيأ لهم هذا الإيقاف، كي يحفظ ما تبقى لهم من ماء في وجوههم، بعد أن أصبحت الفرق الإقليمية تستعرض مهاراتها أمام فريقنا. ولا ندري ما الذي كان سيحصل لنا لو أوقعتنا القرعة في مجموعة تضم منتخبات مثل ألمانيا أو الأرجنتين أو فرنسا أو غيرها. علي النعمة ليسجلن ميسي الأهداف في مرمانا إلى أن يبكي.
ثم تجد من يُقعي في الزاوية، هناك، ويبكي بحرقة على أموال الكويت التي تناثرت في طول الكوكب وعرضه، عبر المنح والقروض، لكنها لم تكن مثل القرش الأبيض الذي ينفع في اليوم الأسود. وقد التبس الأمر على هؤلاء المُقعين في الزاوية، فتوهموا أن الدول مثل النواب القبيضة، يمكن تطويعها بالمال، ودفعها إلى التسابق لتقبيل أكتافنا. يا عيني.