إن كنت تريد أن تعرف شخصا فعليك أن تسأله عن «مفهوم السعادة» بالنسبة له، فإن قام بالتفلسف فحينها ثق بأنك أمام شخص عليه مراجعة طبيب نفسي فورا أو أنه شخص يسمع من الآخرين ويردد وحاله حال طيور الببغاء التي تردد ما تحفظه وهي لا تفهم ما تقول.
لقد شرح لنا حبيبنا ونبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مفهوم السعادة حين قال: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا» وأجزم بما لا يقبل الشك بأن جميع الكويتيين يملكون ما ذكره نبينا صلى الله عليه وسلم إلا بعض الأشخاص الذين تسببوا بمشاكل لأنفسهم ويتخوفون من عدم وجود الأمان.
ولكن هناك من يعتقد أن السعادة في المال أو أن المال هو الذي يجلبها، لذلك أود تذكيرهم بآيات نقرؤها كل يوم لأنها من قصار السور وسهلة الحفظ، لكننا لا نتفكر فيها مع كل أسف، وهي في سورة الهمزة وسورة المسد، ففيها العبرة عن كثرة المال الذي لن يغنيك.
ففي سورة الهمزة يتحدث رب العزة والجلالة عن هؤلاء (ويل لكل همزة لمزة، الذي جمع مالا وعدده) وما ينتظرهم من عذاب خصص لمن تنطبق عليه تلك الآية وحتما فان كل شخص يعرف نفسه ان كان همازا لمازا ويعدد أرصدته البنكية، وقبل أن يعترض أحدكم بأن منهم من يريد الصالح العام وليس المال، أقول عليكم أن تطلبوا منه كشف أرصدته وحينها قابلوني.
أدام الله نعمة الأمن والأمان على أهل الكويت ولا دام كل هماز لماز ويعدد أرصدته الداخلية والخارجية.